كتابا مؤجلا

آحمد صبحي منصور في الإثنين ١٥ - أغسطس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

نص السؤال
سيدي لقد قرأت سابقا للكاتب السوري محمد شحرور عن الأعمار مستشهدا خاصة بالآية 145 آل عمران بأن الموت كتاب مؤجل أي ان كتاب الموت هو مجموعة الشروط الموضوعية التي تؤدي الى الموت وان الموت مؤجل حتى تتحقق شروط هذا الكتاب. وعندما يدرس الانسان كتاب الموت وتزيد معرفته به يستطيع أن يؤجل هذه الشروط ويطيل الآعمار.فمثلا عندما تقدم طب الاطفال والنظافة العامة خفت وفيات الأطفال وألغيت بعض الأمراض السارية. وغيرها من تقدم الطب هذا مما ادى الى ارتفاع في معدل الأعمار لذا قال تعالى: كتابا مؤجلا. هذا حسب رواة الكاتب وأنا كطبيب ألاحظ أيضا كلما زاد تقدم البلد في الطب وفي النظافة وتطبيق قواعد السلامة في الحياة العامة ارتفع متوسط الأعمار فيه. فلا أستطيع الربط بين ما جاء في الطب وما جاء في قوله تعالى. أفيدوني أثابكم الله وجعله في ميزان أعمالكم الصالحة ان شاء الله وشكرا والسلا
آحمد صبحي منصور

سيأتى تفصيل ذلك فى مقال خاص فى التأصيل القرآنى ، ولكن على عجل أقول :

لا اتفق مع ما ذهب اليه المهندس شحرور فى موضوع الأجل فى الآية ، فالسياق الخاص لآية عن موعد موت خاتم النبيين ، وأنه مؤجل لوقته المحدد، وفى السياق العام أيضا فأجل الموت محدد سلفا ، واليك بعض الآيات الكريمة فى تأكيد أن أجل الموت محدد سلفا

(وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ  وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّه كِتَابًا مُّؤَجَّلاً وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ) ( آل عمران: 144 : 145 )

 

(أَوَلَمْ يَنظُرُواْ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَن يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ   ) ( الاعراف 185 )

 

(  وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ  وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ   ) ( المنافقون 10 : 11)

(اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) ( الزمر 42 )

 والمزيد فى كتابنا ( كتاب الموت ) وهو منشور على موقعنا فى باب الكتب الخاص بنا.

اجمالي القراءات 17761