أمية النبي وأهميتها
ارجو المعذرة من القراء والزملاء حيث انني سوف اتحدث وابدي الرأي في موضوع قد تطرق له أستاذنا الجليل د/ احمد صبحي وبما انني قادم جديد علي هذا الموقع لا اعلم ان كان هذا هو المكان المناسب لإبداء رأيي ام لا فارجو المعذرة –
أمية النبي هي من أقوال السلفيين والمراد منها إثبات معجزة للنبي صلعم وبالتالي إثبات صحة القرآن كدين سماوي – أي ان الغرض هو غرض نبيل ولكن إذا تعذر الإثبات يرتد هذا علي الدين كله وتهتز مصداقية القائمين عليه - سلاح ذو حدين
أتفق مع الدكتور فيما ذهب اليه من عدم أمية النبي وكل الحجج والآيات التي أستخدمت بواسطة من قال بأمية النبي صلعم كلها تثب العكس أو علي الأقل لا تثبت أمية النبي من حيث القرآءة والكتابة – وأكثر ما استشهد به هو قولهم " إقراء " فيرد النبي صلعم " ما أنا بقارئ " : وهذا الرد لا يعني ان الرسول صلعم كان يجهل القراءة لأن سيدنا جبريل لم يأته حاملا قراطيس وطلب منه قراءتها ان هو (القرأن) إلا وحي يوحي – كذلك لم يكن يعلم ان هذا وحي من الله لذلك جاء رده بالرفض والدليل انه ردد وراء سيدنا جبريل عليه السلام بعد ذلك فهل علم القراءة في هذه اللحظة فقط – هذا اذا كان مكتوب في قراطيس- وهولم يكن كذلك-
" وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(75) آل عمرآن
كان اليهود والنصاري يطلقون علي مشركي قريش إسم " ألأميين " لجهلهم بالكتب السماوية وعبادتهم الأصنام وليس لجهلهم باللغة – ولا يعقل انهم كانوا ينتهكون مال وحرمات الجهلة من العرب فقط دون المتعلمين منهم بل هم كانوا يبررون لانفسهم أخذ مال العرب بأنهم كفرة ومشركين وان الله لن يحاسبهم علي سلبهم مالهم فاتخذوا ألأمية (الجهل بالدين) هي المبرر –
" فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِوَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُلْ لِلَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْأُمِّيِّينَ ءَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُوا فَقَدِ اهْتَدَوْاوَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ(2) آل عمرآن" : قل للذين أوتوا الكتاب و كذلك للذين لم يؤتوا كتاباً أي مشركي قريش وسماهم الله سبحانه بإسمهم آنذاك " بالأميين " في مقابل " الذين أوتوا الكتاب " وواضح ان المعني المراد ليس : " قل للذين أوتوا الكتاب والجاهلين بالكتابة والقراءة – بل والجاهلين بالديانات السابقة"
" وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ(78) البقرة " :
ألآية السابقة قد ربطت ربطا مباشرا بين الأمية وعدم العلم بالكتاب فهي قاطعة بأن هذا هو المعني الذي أراده القرآن بالكلمة ولا مجال لتفسيرها بعدم الإلمام بالكتابة أو القراءة –
وبعد إذ اتضح معني الكلمة فلنعد مراجعة فهمنا للآية التالية :
" الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ ءَامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(157) الاعراف "
هنا النبي الأمي المرد منها " الذي ينتمي (المنسوب) لهؤلاء العرب المعروفين آنذاك بالأميين كما نقول فلان المصري أو السهاجي – كما انه لا يجوز من الناحية اللغوية ان نجمع بين مدح وذم : الرسول – النبي – الذي يجهل الكتابة والقرائة وحتي لو كان فعلا يجهل الكتابة والقراءة لا يجوز ان يذكر هذا لقوم طلب منهم الإتباع والإقتداء –
تم بعون الله