(وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) النور
((وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) النور
قال احد الناس بان (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ) يدل على انه الخمار غير مطلوب و انما المطلوب هو لباس التقوى وقوله هذا من اعجب العجائب لان لباس التقوى هو لباس منسوب الى التقوى و ليس مصنوعا من مادة اسمها التقوى فان التقوى مفهوم و ليس مادّة وتفصيل(لباس التقوى) اللباس المذكور في اية الخمار والذي يشمل غض البصر و الخمار و عدم ابداء الزينه. كما انه قال (لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا) معناه كل انواع الالبسه التي تواري السوأة و هذا يدل على ان لباس التقوى هو يزيد على كل انواع الالبسه بانه لباس يقصد به تقوى (مخافة) الله وليس القصود لبس ما تشتيه النفس او ما يشتهيه الهوى (و من اضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله).
و لو كان لباس التقوى هو اي لباس المهم ان يقول عنه صاحبه انه محتشم فهذا اللباس مصيدة من مصائد هوى النفس لانه لا توجد امرأه على و جه الارض لا تريد اظهار زينتها و مفاتنها الا ما رحم ربي ثم تخدعها نفسها بان قلبها طاهر و هذا يكفي و لا داعي للباس التقوى.
و هناك دليل مهم يغفل عنه الكثير من الناس و هو موجود في نفس سورة النور و هي السورة التي ورد فيها الامر بالخمار :
(وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) فلشدّة و خطر الثياب و الزينه فانه الله تعالى يقول بانه ليس هناك جناح على القواعد من النساء و هن النساء اللاتي لا يرجون نكاحا لهرم و كبر في السن و اختفاء جاذبيتهن الجنسيه فهؤلاء النساء لا جناح عليهن ان يضعن ثيابهن اي لا يلبسن ثيابهن الاسلاميه اما بالنسبه للزينه فالامر مختلفحيث انه لا يسمح لهن ان يتبرجن بالزينه اي ان يظهرنها لان التبرج هو الاظهار وهذه الزينه هي نفس الزينه في اية الخمار من نفس السوره و التي قال فيها (و لا يبدين زينتهن----) ثم قال و ان يستعففن خير لهن اي ان لا يضعن ثيابهن هو افضل لهن لاحظ ان كلمة خير هنا و التي هس بمعنى افضل(وزن افعل للتفضيل) في الايه هي نفس كلمة خير في (لباس التقوى ذلك خير) و هذا يدل على ان لباس التقوى للقواعد من النساء هو نفس لباس التقوى لباقي النساء و الذي هو مفصل في اية الخمار.
-الدليل على ان التبرّج هو الظهور و العلو: في الايه(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى) فوضع سبحانه القرّ في البيوت بمقابل التبرّج وهذا لانه من قرّت في بيتها فهي مخفيه غير ظاهره . الدليل الاخر تسمية البروج في السماء (وَ لَقَدْ جَعَلْنا فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَ زَيَّنَّاها لِلنَّاظِرِينَ)فيعلم أنّ المراد بها البروج الّتى تتراءى للناظرين بسبب ظهورها( بالضياء او بغيره) و علوها، و لا شكّ في انحصارها في الكواكب والنجوم) و تسمية الابنيه العاليه (أَيْنَما تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَ لَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ).
لفتة: في الايه ((وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى) لم يقل الجاهليه بل زاد لفظ "الأولى" فقال(الْجَاهِلِيَّةِ الأولَى) حتى ينبه الى انه سوف توجد جاهليه ثانيه و ثالثه و رابعه و ------- لانه يعرف ان النساء يوم بعد يوم يزدن في التبرّج و الخروج من البيت و هو من اعمال الجاهلية الاولى.
و قال ايضا في اية الخمار (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ) فعلم انه هناك زينه مخفيه قد اخفينها بارادتهن و نهى ربنا هنا ان يضربن بارجلهن لكي لا يعلم ما يخفين من زينتهن و هو للمبالغه بعدم اظهار الزينه و انه المسموح هو فقط ما ظهر منها بنفسه فقال (الا ما ظهر منها) ولم يقل الا ما اظهرنه منها. و الله اعلم
و العجب من بعض الناس عندما يقولوا ان حجاب البصر او حجاب العقل هو الكافي ونسوا ان الله لم يكتفي بهذا ولو اكتفى لما ذكر الزينه واللباس والخمار والجلابيب ثم قال ولا يضربن بارجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن، فحرّم حتى اعلام الناس بالزينه المخفيه الى اخره---- كما قمت ببحث حول اثبات ان الخمار هو ليس اي غطاء بل هو غطاء الراس حصرا وهذا نصه:
عوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ
إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ
ففي هذه الايات هل الخمر هو الغطاء مطلقا (او اي غطاء)؟ ام هو غطاء الراس خاصه؟؟ وما هو الرابط بين الخمر (المسكر) وخمار المرأه من ناحيه لغويه حيث من الواضح انها مشتقه من نفس الكلمه ؟؟
فلو كان معنى خمار وخمر هو اي غطاء بشكل عام لوجب اضافته الى اسم ثاني لكي نعرف غطاء لايّ شيء هو؟. اما ان يذكره الله تعالى هكذا بدون اي اضافه او تعريف خصوصا وانه ورد في اوامر عديده فهذا مما لا يتصور من الحكيم جلّ شانه.ولكن الكلام الحق هو ان كلمة خمر هو ليس اي غطاء وانما هو غطاء الراس خاصه.ولو استقرانا ايات القران في هذا المجال وهي سبعه فقط لعرفنا ان الله لم يستخدم مشتقات مادة خمر الا في تغطية الراس سواء كانت هذه التغطيه ماديه (خمار المراه) او معنويه (خمر العقل) او مانسميه المسكرات او الكحول والمخدرات.(فهو خمر للاستخدام المعنوي وخمار للاستخدام المادي اي بزيادة الف بين الاثنين). فاما ان نلجا الى القران واياته لمعرفة ما هو الخمار او ان نلجا الى معاجم اللغه والتي كلها تشير الى ان الخمار هو غطاء راس المراه. اما من الناحيه الفقهيه فكل (رجال الدين المسلمين)يقولون بان الخمار هو غطاء الراس . ولا ادري كيف سوف نهمل التاريخ والمعاجم واجماع المسلمين واشارات القران ثم نقوم بفهم الخمار بحسب ما يحلو لنا فاين المنهج العلمي؟؟
هذا من جهة من جهة اخرى لفظة جيوبهنّ ماذا تعني؟هل ان كل ثنيه في الجسد تعتبر جيبا ام هو الصدر والدبر؟. نرى النساء، إلى يومناهذا، يتخذن ما بين النهدين جيبا لاخفاء الحاجات،ً مع التّنطّق بحزام عـلى الفستان للامان من و قوع تلك الحجات. وبيان الجيب من القرءان هو: ( ... ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدىورحمة وبشرى للمسلمين ). جاء في قوله تعالى، عند ذكر إحدى ءاياته التي بعث بها موسى ( عليه السلام ) إلى فرعون : ( وأدخل يدك في جيبك تخرج بيضاء من غير سوء ...) وقوله : ( أسلك يدك في جيبك تخرج بيضاء مــن غير سوء...). وسمي هذا الجيب في ءاية طه 20 بالجناح لأن موسى عليه السلام عندما يدخل يده اليمنى – مثلا- في جيبه ( في صدره) تصل وجوباً إلى جناحه الأيسر. وهو ما تحت العضد وتحت الإبط .
- إذاً فالجيب – لا محالة – هو الصدر من غير لبس . بحجّتين – على الأقل– وهما : خمار الرأس الذي يغطي – ضمنا – الصدر ( النهود ) وجيب موسى ( عليه السلام ) في قوله تعالى : أسلك، وأدخل(للجيب)، وأضمم(للجناح) والتي لايمكن ان تاتي للدبر.
هذا مع العلم ان الغرض والمعنى الاساسي في كل الايه هو منع الفتنه لذلك بدا الايه بغض البصر و بدا السوره بحد الزنا.
اما لماذا استخدم الخمار هنا مع العلم قد استخدم في مواضع ثانيه من القران الغطاء والستار (ساترا)والحجاب ، الغشاء(الغشي)، الأكنّه (الستر المحفوض حفظ الستر الستر الواقي،سترٍحافظٍ)، الجلباب، الثياب، السرابيل---- فارى والله اعلم ان كل هذه الكلمات اعني الغطاء والستار والحجاب -------لا تتعلق بالراس خاصه بعكس الخمار الذي هو خصيصا للراس.
جعلنا الله واياكم من اهل القران والسلام عليكم ورحمة الله