واشنطن بوست تنتقد تعامل أوباما مع مصر
في
الإثنين ٠٤ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تنتقد تساهل أوباما مع مصر
كتبت رباب فتحى
انتقدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية فى افتتاحية عددها الصادر اليوم الاثنين، النهج الذى تتبعه إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما مع مصر والمنوط بتطبيق الديمقراطية، وعلى الرغم من محاولات الإدارة الحثيثة للابتعاد قدر المستطاع عن سياسات الرئيس الأمريكى السابق، جورج بوش، إلا أنه لا يتعين على الولايات المتحدة الأمريكية أن تتخلى عن قضية الديمقراطية فى هذه الدولة الحليفة، خاصة وأن مصر تقف الآن على مفترق طرق سياسى خطير مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية خلال العامين المقبلين، على حد تعبير الافتتاحية.
وأثنت واشنطن بوست على جهود الإدارة الأمريكية السابقة فى أعقاب تفجيرات 11 سبتمبر الإرهابية لتطبيق الديمقراطية، حيث خلصت إلى أن غياب الحرية السياسية يساهم بالضرورة فى تنامى مد التشدد الإسلامى، شأنه شأن دعم رئيس يتمتع بنفوذ كبير مثل الرئيس مبارك، وبالفعل استطاع الرئيس بوش الضغط لبعض الوقت على الحكومات العربية لإحلال التغيرات الديمقراطية ومضى قدماً فى هذا الصدد بمصر قبل تراجعه فى الأعوام الأخيرة من حكمه.
إدارة أوباما الأمريكية، على عكس ذلك، يبدو أنها أجلت فكرة الترويج للديمقراطية فى المنطقة إلى أجل غير مسمى، ومثلما أوضحت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون فى نوفمبر الماضى أثناء مؤتمر صحفى بالقاهرة، فإن "رؤية" الإدارة الأمريكية تركز فقط على "التعليم، التنمية الإنسانية، والاقتصادية وحقوق الإنسان"، ولكنها لم تذكر "الديمقراطية"، على حد قول واشنطن بوست.
وترى الافتتاحية أن المشهد السياسى فى مصر ربما يتغير برمته جراء الانتخابات البرلمانية المقرر إجرائها العام الجارى والانتخابات الرئاسية العام المقبل 2011، حيث ستحدد هذه الانتخابات ما إذا هيكل القوى السياسية "الفاسد" فى مصر، والذى سار الرئيس مبارك على خطاه طوال سنوات حكمه سيستمر كما هو عليه، وتسعى حركة المعارضة الديمقراطية فى القاهرة جاهدة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة. وبالفعل ترى واشنطن بوست أن هذه القضية شهدت دفعة إيجابية من محمد البرادعى، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، عندما أعلن أنه يرغب "فى أن تصبح مصر دولة ديمقراطية" تدعم الإصلاحات الدستورية التى من شأنها السماح له والمرشحين المستقلين للترشح للرئاسة.
وتختتم الصحيفة افتتاحيتها قائلة إن هناك فرصة حقيقة سانحة أمام الولايات المتحدة الأمريكية لإحلال تغير ديمقراطى ثرى فى مصر، وفى حقيقة الأمر يقول المسئولون الأمريكيون أنهم يناقشون مسألة الانتخابات فى ضوء محدثات ثنائية مع القاهرة، ولكن على الرغم من ذلك لم تعرب الإدارة عن دعمها لدعوة البرادعى بإجراء انتخابات تنافسية نزيهة، وبدلاً من ذلك أجابت على التساؤلات الخاصة بالديمقراطية بخطاب مستهلك، فى الوقت الذى قلصت فيه أمريكا تمويل برامج الديمقراطية فى مصر بنسبة 60%، الأمر الذى تصفه "بالعار"، حيث إن الولايات المتحدة طالما رعت التنمية الاقتصادية والتعليم طوال عقود فى مصر، دون أن يسفر ذلك عن الكثير من التغيير، ولكن إذا ما تجاهلت إدارة أوباما الانتخابات المصرية، فسوف تفشل حتماً.