العـــلاج بالمجَّــان
من المهم جدا عند أي إنسان مريض أن يعترف بمرضه ان كان مريضا ، ومن المهم أيضا ان يداوم هذا المريض على العلاج وان يستمع المريض لطبيبه المعالج ومن المعروف ان أصعب أنواع الطب هو الطب النفسي وربما يستمر علاج المريض لسنوات ونحن هنا نعالج المرضي النفسيين لكي يتخلصوا من هذا المرض المعدي وهو مرض الاعتداء على الناس دون وجه حق على سبيل المثال جاء التنبيه من الله للمسلمين ان لا يكونوا معتدين وان يكونوا دائما في موقف دفاع وليس بادئين بالاعتداء حتى أن الاعتداء على مستوي الألفاظ غير مستحب من الله يقول تعالي {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ }البقرة190 أي جاء الأمر من الله للمسلمين ان لا يعتدوا والذي لا يطيع أمر الله يكون من المعتدين ولا ادري ان كانت الجماعة المتشددة من المسلمين يقرءون هذه الآية أم لا او يؤمنون بها ام لا ثم يقول الله تعالي {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }الممتحنة8 أي هنا أمر من الله ان تقسط لمن يخالفك حتى في الدين وان تحميهم وتساعدهم وليس لتهديدهم طالما لم يعتدوا عليك ولم يفكروا في إخراجك من دينك أي يحلل الله التعامل مع غير المسلمين وخاصة ان كانوا يعيشون بين المسلمين في سلم وسلام وأمان ، كما قال الله تعالي
{إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ }الممتحنة 9
خلاف ذلك من يفعل من المسلمين أي شيء مخالف لكلام الله يعد من المعتدين ومن الذين يسيئون للإسلام
والمسلمين معا يقول تعالي {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ }العنكبوت46
وهل معنى التي هي أحسن ان يخرج البعض من المسلمين
المتشددين ويهدد بهدم دور العبادة لغير المسلمين هل هذا هو الإسلام وفي أي قران يقرأ هؤلاء وقد قال الله تعالي {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُحِلُّواْ شَعَآئِرَ اللّهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلآئِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّن رَّبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَن صَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَن تَعْتَدُواْ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2 أي ان التعاون لابد ان يكون في الخير والإحسان والرحمة بالآخرين
وخاصة مع من هم غير المسلمين حتى حين يتحدث أي مسلم عن الإسلام يكون المسلم صادق فيما يقول ، فعليه ان يترجم كلامه إلى سلوك على ارض الواقع ، وهذا ما جاء في القران حث يربط بين الإيمان والعمل الصالح ، ودائما ما تأتي في القرآن قوله تعالى الذين آمنوا عمولا الصالحات ، فلابد من ربط الايمان بالعمل الصالح أي التنفيذ الفعلي الذي يظهر على هيئة سلوك إنساني في المجتمع المسألة ليست كلام يقال في فضائيات أو مساجد أو حوارات أو ندوات.