رفقاً بمصر

رمضان عبد الرحمن في الإثنين ٣٠ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

لا يمكن أن نترك مصر تنهار، والذي يعترض على هذا القرار يخبط رأسه في جدار، ومن هنا نقول أنه يجب إعطاء الحكومة فرصة من الوقت حتى يموت أغلب المصريين من القهر والمرض والفقر، هكذا أرى الأحداث في مصر، ولا أعلم عن أي فرصة يتكلم عنها أغلب المفكرين والصحفيين والسياسيين حتى ينصلح الحال في مصر، مصر التي بها أكثر من ثمانية ملايين من المصريين خارج مصر، وهذه النسبة هي الأكبر على مستوى العالم، لا يوجد دولة ولا حتى من الدول التي يتجوز تعداد سكنها المليار نسمة خرج منها هذا العدد مثل ما هو موجود في مصر، حتى لا يحتج أحد بعدد السكان، والمشكلة في مصر عموماً أنه لا يوجد كاتب ولا مفكر ولا باحث إلا ويعلم أن هناك أجيال بأكملها ولدت في الفقر وماتت في الفقر، وورثت أبناءها وأحفادها الفقر، ولم يتغير عليها أي شيء غير وجوه السياسيين والمسئولين فقط، هذا هو الذي يتغير في مصر منذ أكثر من نصف قرن، وأغلب المصريين على هذا الحال ينتظرون إصلاح الحال والحال لم ينصلح بعد، الفقراء هم هم والأغنياء واللصوص هم هم، أي لا فرق بين زمن الإقطاع في زمن الاستعمار الأجنبي والإقطاع المحلي، ومن ثم نسمع الآن أنه يجب على الشعب المصري وخاصة الفقراء منهم الصبر وإعطاء الحكومة فرصة من الوقت اً، وبرغم أن هناك حلول كثيرة من الممكن لو اتخذ بها قرارات حاسمة من الممكن أن يتغير الحال بين عشية وضحاها، على سبيل المثال يوجد قطاعات في مصر ينفق عليها ملايين ومليارات الجنيهات دون أن يستفيد منها الشعب مثل نوادي كرة القدم، لماذا لم تفكر الحكومة في هذا الشيء؟!.. وهذا حل من الحلول، إذا أخذت الحكومة قراراً بهذا سوف توفر هذه الأموال على الشعب واستثمارها في مشاريع إنتاجية تخلق فرص عمل جديدة للشباب وتدعم الاقتصاد المصري الذي أوشك على التهاوي بسبب عدم التخطيط للمستقبل، وما هو أهم في هذه المرحلة وبعد أن تصبح مصر دولة متقدمة بمعني الكلمة وحل آخر من الحلول يجب تحديد أجور جميع الموظفين في القطاع العام والخاص في الدولة بما يتناسب مع مسؤولية كل فرد العائلية، بما فيهم الفنانين والرياضيين، وأن لا يمتلك أي موطن مصري أكثر من مليون جنيه، ويطبق ذلك  لمدة اقلها خمس سنوات إلى أن تستعيد مصر اقتصادها ومكانتها، ، والذي يتابع الأحداث يتوقع أن تحدث ثورة أخرى ولكن ثورة من نوع آخر، ثورة الفقراء والجياع، وهي على الأبواب إذا لم تتخذ الحكومة قرارات سريعة وفورية وحلول ملموسة على أرض الواقع، وأعتقد أنه لم يعد عند الناس صبر أكثر من ذلك، وهذه الأموال أول عن آخر هي أموال مصرية وسوف تنفق في مصر وعلى المصريين، وأعتقد أنه إذا لم ينتبه جميع المصريين ببناء مصر ومساعدة بعضهم البعض وحدثت ثورة فقراء وجياع كما قلت ربما يتمنى أصحاب الملايين أن ينجوا بأنفسهم مقابل دفع هذه الأموال، ولكن سوف يكون الوقت قد فات، ولا أعلم لماذا الشعوب لا تقف مع بعضها البعض إلا في وقت الخراب والمحن؟!.. فما هو المانع أن يتفق جميع المصريين على إنقاذ مصر وإنقاذ مستقبل أولادهم من الآن قبل أن يأتي الخراب لكي يتفقوا، وأعتقد أنه إذا لم تدرك جميع التيارات المتصارعة على الحكم الآن وعلى السلطة خطر الفقر والجوع في مصر والبحث عن حلول والعمل الجاد تجاه مصر والمصريين ربما يأتي الحال بهؤلاء المتصارعين على السلطة والحكم هم وأصحاب الملايين تحت الأنقاض.

اجمالي القراءات 10184