* ما هو الفرق بين الخبيث والنّجس والرّجس *
- ملحــــق -
ــ سلام تحية مباركة طيبة من عند الله :
ــ إلى الأستاذين : محمود مرسي ، ومرفت عبد الله .
ــ أعتذر عن التأخير على الإجابة ، كما أعتذر على جعل الإجابة لكما موضوعــــاً –
- ملحقا– وذلك لأهمية التساؤلات التي جاءت في تعليقاتكما . فعفوًا ومعذرة.
ــ مريـمإبنت عمران ليست امرأة عادية ولا يمكن أن تكون كذلك .
ــ لنلجأ إلى خالقنا وخالقها ونستشهد بما جاء في حقّها، وفي خلق رســــول الله عيسى (عليه السلام ) في بطنها، من خلال كتابه المبين، وءاياته البينات. ( إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) آل عمران 59.
ــ لنتدبرمع ما جاء في حقها بشهادة الملائكة ( وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهّرك و اصطفاك على نساء العالمين ) ءال عمران 42.
ــ إصطفاء أول : اصطفاء السّلالة. لأنها من سلالة أنبياء،مصداقا لما جاء في قوله تعالى:( إن الله اصطفى ءادم ونوحاً وءال إبراهيم وءال عمران على العالمين ) ءال عمران 33.
ــ واصطفاءٌ ثانٍ : في قوله تعالى : ( ... واصطفاك على نساء العالمين )ءال عمران42.إذ جعلها أَمـّاً لرسول الله عيسى عليه السلام . ( وجعلنا إبن مريم وأمه ءاية ...) المومنون 50. وقوله : ( إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أذكر نعمتي عليك وعلى والدتك ...) المائدة 110.
ــ وهذا الاصطفاء يكمنُ – كذلك – في قوله تعالى في سورة ءال عمران 37( فتقبلها ربها بقبول حسنا وأنبتها نباتاً حسناً ...) .
ــ وتطهيرٌ : حسب تدبري لطهارة مــريم ( عليها السلام ) فــــــــــي قوله تعالى: (...وطهّرك...) مع إصطفاءين اثنين ، هي كونها – والله أعلم - لم تحض، إذ لم تلد لا قبل عيسى ( عليه السلام ) ولا بعده ، وإذ خلقها الله لدور، ولمهمة جليلة، هي إنجاب رسول الله عيسى عليه السلام إستجابة لدعوة أمها : ( إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني ... فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسناً ...) ءال عمران 36/35. واستدللت بذلك بتعبير الله بالطهارة - كذلك - بالنسبة لنساء الجنة كما سيأتينا-
ــ نفهم معنى هذا التطهير من كتاب الله ، فهماً جليّاً ــ وأنه النظافة ( الطهارة) من دمالحيض وذلك من موضعين اثنين :
ــ أولا : اجتناب مضاجعة المرأة حال حيضها حتى تغتسل وتتنظّـف منه سمـــــاه الله - بالطهارة - ما جاء في ءاية البقرة 222 . ( ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهـرن فإذا تطهرن فاتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ) .
ــ نلاحظ : أنه جاءت الطهارة من الحيض ، وهي النظافة – كما بيـّنت – ثلاث مــرات : ( ... ولا تقربوهن حتى يطهرن فإذاتطهرن فاتوهن ... ويحب المتطهرين).
ــ الطهارة في هذه الآية هي النظافة ( من دم الحيض ) كما سبق أن بينتها.
ــ ثانيا: وجاءت الطهارة ( - النظافة - ) في ذكر قوم لوط ( عليه السلا م ) – إتيان الذكران – في قوله تعالى : ( ... قال يا قوم هؤلاء بناتي هن أطهر لكم ...) هود 78.
ــ نلاحظ التعبير باسم التفضيل : أطهر لأن الطهارة نسبية – ومن بعيد – مـــــن طهارة ( نظافة ) الشرج وقذارته وما جاء في قولهم له : (... إنــهم أناس يتطهرون )الأعراف 82. وما جاء في سورة النمل 56.
أزواج الجنـــــــة
ــ سبق أن أشرت أن أزواج الجنة إنما وصفها الله بالمطهرة في كتابه المبين، وفي ثلاثة مواضيع مختلفة ( ... ولهم فيها أزواج مطهرة ...)البقرة 25 ، وءال عمران 15 والنساء 57. هنا الطهارة بمعنى النظافة – لا شك - لأنها لا تحيض. إنما كان استدلالي على ذلك ، ما جاء في الطهارة – كما قدمت – في الإغتسال من درن دم الحيض وما جاء في الطهارة بالنسبة لشرج الذكر في ذكر قوم لوط ( عليه السلام ) .
ــ ثم – منطقيا – هل يُـعقل أن تكون هذه الطهارة طهارة من الكفر والشرك ?وفي الجنة ?ــ ثم علما، وأنه لا إنجاب في الجنة !فما محلّ التّحــيّض ?
ــ وعلمًا، أن الحيض في هذه الدنيا، إنما يترتب عليه الإنجاب من غير شك ، ولا خلاف في ذلك ، والحبلُ – إن كان !- نتيجة له – لا محالة – !
ــ وعلماً ، أن انقطاع الحيض أو انعدامه aménorrhee إنقطاع للإنجاب وعقم حَتمي.
ــ أرجوأنني أجبت – جليّاً – على تساؤلات الأستاذ محمود مرسي.
ــأما إجابة الأستاذة مرفت عبد الله فأقول:
ــ لنسئل أولئك الفقهاء جميعهم الذين ملئوا مجلدات ، ومجلدات ، في موضوع النجاسة التي لا نجد لها ذكرًا في كتاب الله، كما تقدم – أن بيّنته - : فإذا كان البول نجسا – مثلا - فالنطفة التي خلقنا منها (وهي نجسة كذلك - كما يقولون - ) تمرّ في مجرى البول النجس !Urêtre – urethra فتصير نجاستُها مزدوجة: عينا وصفة – فالنتيجة ، أننــا ناجسون – جوهراً – إذ خلقنا من نجس – النطفة – زادها مجرى البول نجاسة ثانية !
ــ علما، وأن البول معقّم وليس فيه مكيروبات . Aseptique –aseptic.
ــ وعلما، أنه في عهد الرسول ،كانوا يشربون بول الإبل ( كما يقولون ) .
ــ ملاحظة : لم يذكر الله البول ولا مرة واحدة في كتابه الذي هو تبياناً لكل شئ. إنما ذكر المجئ من الغائط (التّــبـرّز) لأن ذلك يستلزم الإغتسال منه : الطهارة ( النظافة ). النساء 43 والمائدة 6.
ــ ونجعل الدم – ولحم الخنزير والميتة ناجسين !إنما حرم علينا أكلها ولم ترد نجاستها في كتابه المبين الذي هو تبياناً لكل شئ . الآيات : 173 البقرة – و 3 المائدة – و145 الأنعام و115 النحل.
ــ أرجوأنني استوفيت الاجابة على تساؤلات الأستاذين . وفقني الله وإياكم – جميعا- لتدبر كتابه الحكيم ءامين.
ــ والله أعلـــــم ــ