الحكومة العالمية
هل هى حقا حكومة عالمية ؟

محمد عبدالرحمن محمد في الأحد ٠١ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

الأحداث المتلاحقة التي تحدث بالمنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا احداث  تتم بسرعة  وتحركات دَيْنامية تَسير فيها شعوب المنطقة  وفق تطلعاتها للحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الانسان .. وكلها معانٍ ومفاهيم وقيم سماوية في حقيقتها ، آمنت بها الشعوب العربية والكثير من شعوب العالم الثالث ،الإفريقية والآسيوية ودول أمريكا اللاتينية ..

هذه القيم التي آمنت بها تلك الشعوب هى نفسها ال القيم التي صاغها العرب في صورة قوانين وضعية إنسانية أخذت شكل المواثيق الدولية والمحلية وأخذت شكل الدساتير في بلاد الغرب وأمريكا .. واستراليا واليابان .. وأصبحت إيديولجيات هذه البلاد على مستوى مخاطبة القاعدة العامة من جماهير تلك البلاد .. وإن كانت النخبة الحاكمة  تٌسيِّرْ الأمور وفق أهوائها ومصالح أوطأنها في المقام الأول ..!!

برغم أن هذه العدوى ... عدوى الإيمان بهذه القيم الانسانية النبيلة  قد أصابت شعوب المنطقة العربية والإفريقية المتطلعة للحرية .. إلا أن قادة الغرب السياسيين والمفكرين التابعين لهم .. قد وظفت  تطلعات شعوب هذه المنطقة لصالح الغرب ومعه أمريكا القوى العظمى في المقام الأول  ولا شيء يهم بعد ذلك ...

 لاشئ يهم أن ... أن تضيع شعوب هذه المنطقة في غياهب المتاهات التي رسمها الغرب ومعه طبقة حاكمة من شعوب المنطقة العربية من المستبدين  من طغاة الحكام والعلماء ..! وتسير الشعوب وفق المخطط الذي رٌسِمَ لها وهى معتقدة أنها تقوم بثوراتها من أجل الحرية والعدالة وحقوق الانسان وتدوال السلطة ..

 ووسائل الإعلام  في المنطقة وفي الغرب تتبنى  هذه الاستراتيجية ..

لتجعل الشعوب تؤمن وتعتقد أن مصيرها بيدها وأنها تغير أرض الواقع بتضاريسه وتاريخه ..

 لكنه تاريخ واحد تتكرر فيه نفس فصول التيه والاستبداد السياسي الذي هو إبن للإستبداد الديني في هذه المنطقة العربية منذ آلاف السنين ..

هى تحالفات بين أنظمة الاستبداد منذ فجر التاريخ المكتوب المقروء المسموع اليوم .

لكن الشعوب لم تتحالف يوما ضد أنظمتها المستبدة المُضَللة التي كونت تلك الحكومات الغاشمة والتي توحدت  وأقامت حكومة عالمية تحكم العالم بطريقة  سرية تصعب على الشعوب الساذجة أن تكتشفها أو تقاومها .. !!

 لكن بعض الفلاسفة السياسيين والمفكرين الأحرار تنبؤا بتلك الحكومة العالمية العلمية  التي تحكم العالم منذ أمد قريب بعد أن أصبح العالم يحكمه قطب واحد والجميع يدور في فلكه ويستفيد بقدر ما يسمح له هذا القطب إلى أن تضعف قوى الجذب والتحكم  والسيطرة لهذا القطب ويتشكل قطب آخر أو عدة أقطاب تتسلم الراية والزعامة وإدارة الحكومة العالمية

 

 برتراندرسل واحد من هؤلاء الفلاسفة الذين شرحوا معنى الحكومة العلمية العالمية التي تقودنا الآن ..   لنا أن نعرف شيئا عن حياته ورحلة تعليمه ونشأته ، وبعضا من أفكاره في هذا المجال ..

 

برتراندرسل فيلسوف ومفكر وعالم رياضيات إنجليزي

·       ولد في 18 مايو سنة 1872 م  في أسرة رَسِلْ الإنجليزية العريقة.

·        مات أبوه وهو في الثالثة من عمره.

·       تلقى تعليمه الأول على يد المربيات والمربين الخاصين. وعلى أيديهم أتقن اللغتين الفرنسية والألمانية.

·       التحق بكلية ترنتي بجامعة كمبردج سنة 1890م  وكان طالبا يتميز بالخجل والحياء.

·       بعد تخرجه  بدرجة الامتياز من الطبقة الأولى في الفلسفة أٌختير زميلا في كليته في خريف 1895م .

·       كان قد عُيِّن عام 1894 م  ملحقا بالسفارة البيريطانية بباريس .

·       زار المؤتمر الرياضي بباريس مع صديقه ألفرد هويتد ( الذي صار  فيما بعد أستاذاً للفلسفة في هارفارد).

·       كتب في عام 1903م أول كتبه الهامة وعنوانه (قواعد الرياضيات)  The Principles of Mathematics  وشرع هو وصديقه هويتد يتوسعان في دراسة المنطق الرياضي وصدر لهما المجلد الأول من كتابهما المشترك1910م.

·        كان في خلال ذلك يحيا حياة غاية  في البساطة والعمل الكادح وكان من آن لآخر يهجر دراسة المنطق والفلسفة إلى السياسة.

·       عٌيِّن مدرساً بكليته القديمة عام 1910م .

·       بعد نشوب الحرب العالمية الأولى كان له دور ظاهر في حركة مقاومة التجنيد الاجباري ، وحُكِمَ عليه بغرامة قدرها مائة جنيه لأنه أصدر نشرة ينتقد فيها الحكم على أحد معارضي  التجنيد الاجباري بالسجن سنتين.

·       وقد بيعت مكتبته للوفاء بهذه الغرامة ، وفصلته كليته من وظيفة مدرس.

·       عرض عليه العمل بجامعة هارفارد ، ولكنه لم يُمْنَح جوزار سفر ، وأزمع إلقاء سلسة محاضرات عنوان مُثُلٌ سياسية   Political Ideals)

·       ولكن السطات العسكرية منعته من إلقائها.

·       حُكِمَ عليه عام 1918م بالسجن ستة أشهر لنشره مقالا يحبذ السلم في مجلة Introduction to Mathematical Philosophy Tribunal  وقد كتب كتابه الرائع عام 1919م وهو في السجن.

·       سافر في خريف 1920م إلى الصين ليحاضر في الفلسفة بجامعة بيجنج ولما عاد عام 1921م كان يكسب عيشه من المحاضرات والكتابة في الصحف وتأليف الكتب الشعبية مثل A.B.C. of Atoms  عام 1923م و A.B.C . of relativity  عام 1925م.

·       أما الصيف فكان يخصصه للمؤلفات الرئيسية مثلMysticism عام 1928م ،  Outline of Philosophy عام 1929م   Marriage and Morals عام 1929م  and Logicعام 1929م.

·       ورث لقب إيرل سنة 1931م .

·        سافر إلى الولايات المتحدة عام 1938م وفي السنوات التالية كان يدرس في الجامعات الكبرى هناك.

·       عاد رسل إلى إنجلترا عام 1944م وأختير للمرة الثانية زميلا بكلية ترنتي .

·       مُنِحَ جائزة نوبل في الأدب في نوفمبر 1950م

·       من مؤلفات رسل بعد ذلك

·       هذه الكتب :

·       The Conquest of happiness عام 1930م.

·       The Scientific Outlook عام 1931.

·       Education and Social Order عاة 1932م.

·       Freedom and Organisation عام 1934م.

·       Power : A New social Analysis  عام 1938

·       An Inquiry into Meaning and Truth عام 1940م.

·       A history of Western Philosophy عام 1946م.

·        Authority and The Individual عام 1940م.

·       Unpopular Essaysعام 1950م.

·       وقد نشر كتابه النظرة العلمية The Scientific Outlook  لأول مرة عام 1931م   ثم طُبِع مرة أخرة عام 1949م.

· أصبح ( رسل بعد أن جاوز الثمانين من عمره علما من أعلام الفكر الحديث ولا زال نشاطه العقلي والفكري ملء أسماع العالم. وقد عنى في السنوات الأخيرة بعد الحرب العالمية بتبيان أثر التقدم العلمي على مستقبل البشرية ، واتصل في ذلك بأئمة الفكر والعالم في العالم وشهد في صيف 1955م مؤتمرا عالميا في لندن دعا فيه إلى نبذ الأسلحة النووية وحذر من خطرها المادي والمعنوي على الانسانية واشترك مع أينشتين وغيره من كبار مفكري العالم في كتابة نداء بهذا المعنى بشان القنابل الذرية والإيدروجينية.

·       لم يزل إنتاجه الأدبي والعلمي متصلا حتى اليوم ، ولعل آخرها كتاب نشر عام 1955م عن أثر القنابل الذرية في مستقبل الانسان وقد كتب رسل فصلا من فصوله الخمسة من هذا الموضوع.

 

هذا عن حياة برتراندرسل من حيث النشأة والتدرج العلمي والوظائف التي شغلها ومؤلفاته  ونضاله في سبيل نشر المعرفة واسلام بين شعوب الأرض ..

 وفي المقال القادم إن شاء الله سوف أتعرض لموضوع الحكومة العالمية والحكومة العلمية التي وصفها رسل وتكلم عنها والتي تدار بها الشعوب والأمم وهى تظن أنها تملك زمام أمرها وتقرر ما ترضاه في الصالح العام لهذه الشعوب .!

اجمالي القراءات 13122