جاءني سؤال من سيدة تقول فيه

Brahim إبراهيم Daddi دادي في السبت ٣٠ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

عزمت بسم الله،

 

جاءني سؤال من سيدة تقول فيه :

يقول الله تعالى: يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَىحَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُواوَإِنْ كُنتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنْ الْغَائِطِأَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاءَفَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَ&Cceَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا(43). النساء.

 

ـ ما معنى لامستم النساء؟

ـ ما المقصود بالملامسة، هل بمجرد أن يلمس الرجل امرأة يجب عليه الغسل؟

ـ أم أن للملامسة معنا وقصدا آخر في كتاب الله تعالى؟

 

بحثت في كتاب الله تعالى فوجدت أن ملامسة النساء تعني المباشرة أو الجماع، ولا تعني أبدا لمس النساء بالمصافحة مثلا، لأنه لو كان القصد من ملامسة النساء غير الجماع لكان في ذلك حرج في دين الله تعالى والله سبحانه يقول: مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(6). المائدة.

 

كلمة ( لامستم) تنعي المباشرة والجماع بدليل قول رسول الله عن جبريل عن ربه:

  1. لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمْ النِّسَاءَ مَالَمْ تَمَسُّوهُنَّأَوْ تَفْرِضُوالَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ(236). البقرة.

 

  1.  وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّوَقَدْفَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلَا تَنسَوْا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ(237). البقرة.

 

  1. يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُن َّفَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا(49). الأحزاب.

 

  1. وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّاذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ(3)فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِأَنْ يَتَمَاسَّافَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ(4). المجادلة.

 

ـ نلاحظ في الآية "1" قوله تعالى: (مَالَمْ تَمَسُّوهُنَّأَوْ تَفْرِضُوالَهُنَّ فَرِيضَةً) فهي تعني بوضوح ما لم  تباشروهن، ولم تفرضوا لهن فريضة أي صداق أو الأجر، فلا جناح في تطليقها، لكن المولى تعالى ترك لنا الأمر لنمتعها على الموسع قدره وعلى المقتر قدره فلا تطلق هكذا بدون جبر لخاطرها.

 

ـ أما في الآية "2" فيصدر العليم الحكيم أمرا آخر في طلاق النساء قبل مسّهن أي مباشرتهن، وبعد فرض الفريضة أي الأجر أو المهر أو الصداق، حينئذ يعطى لهن نصف الفريضة المتفق عليها قبل حدوث الطلاق، إلا أن يعفون أي يسمحن في نصف الفريضة لأزواجهن، أو يسمح الذي بيده عقدة النكاح وهو ( الزوج لا غير) ـ وليس كالعرف السائد الذي يظن أن الذي بيده عقدة النكاح هو الولي والذي يعطي له حق التدخل في العفو من عدمه ـ وقد شجع المولى تعالى العفو وهو أقرب للتقوى وذلك لكلى الطرفين ( الزوج والزوجة فقط.

 

ـ وفي الآية "3" يؤكد القرآن العظيم أن المس هو الجماع، لقوله تعالى: (إِذَا نَكَحْتُمْ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ) . معنى ذلك إذا أبرمتم عقد النكاح وتم كل شيء إلا الدخول كما هو معلوم، ثم حصل خلاف واقتضى الأمر بالطلاق، حينئذ لا تجب العدة على المرأة، ويمكن أن تتزوج في حينها بشخص آخر بعد تسريحها سراحا جميلا.

 

ـ والآية "4" تؤكد مفهوم قوله تعالى: (أَوْ لَامَسْتُمْ النِّسَاءَ) على أنه المباشرة والجماع لا غير، لأن الذين يظاهرون من نساءهم، وهو نوع من النشوز والغضب في نظري، فهؤلاء الرجال عليهم بصوم شهرين متتابعين (مِنْ قَبْلِأَنْ يَتَمَاسَّا)، أي قبل أن يباشر زوجته التي اعتبرها كظهر أمه، وهذا حكم يتأكد من خلاله أن عقد النكاح هو ميثاق غليظ فقد أشار المولى تعالى لذلك في قوله: وَإِنْ أَرَدْتُمْ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا(20)وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا(21). النساء.

 

أعزائي القراء أرجو إبداء وجهة نظركم فيما كتب، ربما سوف أضع بين أيديكم الفرق بين اللمس والمس فيما بعد. لكم مني كل التقدير والاحترام.

 

 

اجمالي القراءات 19743