سوريا
بعض من أوجه النفاق في سوريا.

زهير قوطرش في الجمعة ٢٩ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

 

  

النفاق مرض خطير ,ابتليت فيه أغلب الشعوب التي حكمتها أنظمة شمولية واستبدادية ,وخطورة مرض النفاق عند هذه الشعوب تكمن في أن النفاق يقتل عندها صفة الإبداع والثورة ,بحيث يتحول كل فرد من أفراد هذه المجتمع إلى ما يسمى ماسح جوخ ,همه الوحيد طيلة يومه هو أرضاء من هو أعلى منه مرتبة ,وعند انتشار هذا المرض ,تستكين الشعوب وتقبل كما يقال ما قدر لها ,متناسية أن الأقدار هي فعل ãacute;ل متبادل.وينتقل مرض النفاق من جيل إلى جيل بالتواتر بسبب الخوف من بطش الاجهزة الأمنية .

سوريا البلد الذي امتاز شعبه بالوطنية وبحبه للحرية . ابتلي بنظام شمولي تحميه أجهزة أمنية  لا ترحم ,قتلت فيه  روح الكرامة الإنسانية وجعلت النفاق منهجاً لما يسمى في العامية (منهج دفع البلاء)

 وهذه بعض أوجه النفاق في سوريا

 

وزير الأوقاف الشيخ حسون.

 

لا أدري كيف أصف شيخاً يعتاش على موائد النظام ,ويعمل على خدمته  .الشيخ حسون لايمثل دين الله على الأرض ,بل يمثل دين السلطان بامتياز ,وما أكثرهم  أمثال هذا الشيخ  في تاريخنا الإسلامي وفي بلدنا الحبيب سوريا . مواقفه المعلنة تعتبر  قمة النفاق ,وهو يستحق لقب إمام المنافقين بجدارة.

لقد نسي وزير الأوقاف (الشيخ ) على ما أعتقد قوله عز وجل  في   المنافقين .  

"بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا

 

إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا

 

إن ما يجري في سوريا ,هو حراك شعبي شبابي سلمي ,ضد الظلم ,وفي سبيل  تحرير إرادة كرامة الإنسان الذي كرمه الله واستعبدته الأجهزة الأمنية التي تمثل النظام . لقد كنت أتوقع من الشيخ حسون وأمثاله ,أن لا يقفوا بصف الظالم  بل من المفترض حسب ما جاء في كتاب الله إنصاف المظلوم والوقوف إلى جانبه  أينما كان قولاً وفعلاً  ,وإذا لم يستطع  فعليه على الأقل السكوت والدعاء في القلب على الظالمين. تصريحات الشيخ حسون العلنية منذ بداية حركة الشباب كانت عبارة عن مواقف مخزية تنحاز في مجملها إلى جانب الظالم.

ومرة أخرى نسي الشيخ حسون وأمثاله قول الله تعالى .

وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ

 

مجلس الشعب .

 

مجلس الشعب ,كونه غير منتخب بشكل حر وديمقراطي ,فهو أيضاً يمثل قمة النفاق للنظام السياسي والأمني في سوريا .والسبب في نفاقه المعلن ,هو أن كل الأعضاء الحزبين الذين يمثلون حزب البعث   أو الذين يمثلون الجبهة الوطنية التقدمية ,وحتى المستقلين ,لا يمكنهم الترشح إلى هذه المؤسسة التي هي أعلى سلطة تشريعية في البلاد حسب الدستور وحسب كل دساتير العالم ,إلا بعد حصولهم على الموافقة الأمنية.أي باختصار لا يملكون من أمرهم إلا الانصياع والموافقة بما يؤمرون  من قبل من أعطاهم وثيقة حُسن خدمة وسلوك.وكنت أعذرهم في الواقع في كثير من المواقف المشينة التي تبنوها أو دافعوا عنها خدمة للنظام ,لكن ما فعلوه أثناء خطاب  بشار الأسد بعد أحداث درعا ,كان قمة النفاق .فبدل الاعتراض على الكثير مما جاء في كلمته ,كانوا يصفقون بسبب وبدون سبب ....أثبتوا بذلك فعلياً بأنهم أعلى سلطة تشريعية منافقة بامتياز في سوريا.

 

أعضاء حزب البعث العربي الإشتراكي.

 

كل من عايش مراحل النضال بعد الاستقلال ,يشهد على دور حزب البعث الوطني والتقدمي ,ويشهد على إخلاص أعضاءه في سبيل قضايا أمتنا الوطنية .

لكن مع كل أسف ,بفعل النظام الأمني في سوريا  وسيطرته عليه ,انتهى دور الحزب الذي وكما جاء في الدستور  هو الحزب القائد للمجتمع والأمة .وأصاب قياداته وأغلبية أعضاؤه  مرض النفاق الذي أصاب الكثير من مكونات الشعب السوري بفضل  النظام الشمولي  الأمني.

كان أعضاء الحزب  قبل استلام السلطة قلة ,ولكن تأثيرهم الوطني والتقدمي كان كبيراً ,واليوم هم الأكثر عدداً من بين الأحزاب السياسية  في سوريا لكن تأثيرهم أصبح لا يتجاوز حدود النفاق للنظام الذي همش دور الحزب وجعل مؤسساته مفتوحة لكل منافق  .والسبب في ذلك ,هو سيطرة الأجهزة الأمنية على حياة الحزب ,الذي أصبح حزباً تابعاً لها ,واصبحت كوادره الأساسية موظفين منافقين من الدرجة الأولى .فبدل أن يكون الحزب مراقباً للسلطتين التنفيذية والتشريعية كحزب حاكم ,أصبح حزباً تابعاً...... لا قرار له ولا رأي ,وتحولت كوادره إلى أبواق ,ينادون بالوحدة والحرية والاشتراكية . فلا حققوا الوحدة ,ولا الحرية ولا الاشتراكية.ومع ذلك لو خرج حزب البعث بكوادره النظيفة وقياداته المخلصة ,ليقف مع مطالب الجماهير داعماً لها ,مطالباً بكف أيدي الأجهزة الأمنية عن الشعب ,لا ستطاع أن يجدد نفسه ,ويكون حزباً فاعلاً في المستقبل القريب.

 

الجبهة الوطنية التقدمية .

 

أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية ,انضموا إلى جوقة النفاق والمنافقين .والسبب في ذلك ,حالة الترهل التي أصابت قياداتها ,فصارت كما يقال في سوريا ,أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية لصاحبها حزب البعث .شيء طبيعي أن تصاب قيادات هذه الأحزاب بمرض النفاق ,كما أصيبت قيادات حزب البعث ...نفاق لنظام أمني استطاع شراء حزب البعث وأحزاب الجبهة ,والسبب الأساس في هذا الوضع هو  أن جزءاً كبيراً من تمويل هذه الأحزاب يدفعه النظام  مقابل السكوت  عن ممارساته وفساده ,  وحفاظاً على ماء الوجه أمام  جماهير أحزابهم  فقد سُمح  لهم  بنقد النظام بشكل  مقبول وموافق عليه  من قبل أجهزته الأمنية ,  ولضمان مراقبة  وصحة نفاقهم فأن هذه الأجهزة  تراقب صدور صحف هذه الأحزاب ,وتدقق في كل مقالة أو تصريح وتمنع صدور الصحف إذا تجاوزت بنقدها الخطوط الحمراء المرسومة لها.

لهذا لابد من التغير مهما كان ثمنه  ,ولا بد من حصول الشعب في سوريا على حريته ,لأن الحرية هي الكرامة الإنسانية  وهي الدواء الذي يقضي على مرض النفاق الذي يشل  الإبداع ويوقف التطور. ....

 

 

اجمالي القراءات 13504