أهلا أخى العزيز
حسب علمى فالمقصود هو الخيل ، غاية ما هناك هو استعمال الوصف بدل الموصوف ، فالموصوف وهو (الخيل ) لم يأت وجاء بدلا منه أوصافه ، من العدو واللهث وإثارة الغبار والشرر بسبب سرعة السير واصطدام الارجل بالصخر الى ان يتوسط راكبها الفارس جموع العدو .
واستعمال الصفة بدلا من الموصوف من سمو البلاغة العربية لأنها تفيد اكتمال الوصف بحيث أصبح علما على الموصوف ، ومنه قوله جل وعلا عن ولدان الجنة المخلدين ( وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ )( الرحمن 54 ) فكلمة ( دان ) أى قريب وصف لولد من ولدان الجنة يجنى ثمارها .
ومشهور وصف نساء الجنة اللاتى سيخلقن لاصحابها بأنهم ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ )(حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ)( الرحمن 56 ، 72 ـ ).وهى اوصاف وليست اسماء . ومثل هذا كثير فى القرآن الكريم من استعمال أوصاف للملائكة دون اسماء لها ..ومنها ايضا النازعات والمرسلات والذاريات .
والله جل وعلا لا يستحى ان يضرب مثلا بعوضة فما فوقها ، فضرب أمثلة بالحشرات من الذباب والعنكبوت والنمل والنحل ، والله جل وعلا يقسم بأى شىء من خلقه لأن كل مخلوق مهما بلغت ضآلته يتجلى عظيم صنع الله الذى اتقن كل شىء . وكل ما ذكره رب العزة من أصناف المخلوقات ، وخصوصا الحيوانات ـ لا تزال تلعب دورها فى خدمة الانسان من الخيل و البغال والحمير ، وأعلاها منزلة لدينا هو الخيل خصوصا فى الحرب ، وحتى الآن وبعد استخدام المركبات أصبحنا نقيس سرعتها بكذا حصان ، أى الحصان هو وحدة قياس السرعة . والعادة أن رب العزة يقسم لنا بما نعرف وبما نفهم وبما نستعمل فى حياتنا اليومية حتى ننتبه الى عظيم خلقها ، ولا نتنعم بها بلا تفكر وبلا شكر للمنعم جل وعلا