هذا مقال نادر للكاتب وحيد حامد عن الحالة المضطربة التى تشهدها مصر و يعرض فيه الكاتب المشهور بأعماله الدرامية و السينمائية المتميزة نقدا خطيرا لكل من جماعة الاخوان المسلمين و الحزب الوطني ولعبة القط و الفار التى يقوم بها الطرفان ..
الحكومي بكل أنواعه المسموع والمرئي والمقروء يقومون بدورهم علي أكمل وجه.. كل هذا والحزب الذي يملك جسد فيل وعقل عصفور غافل.. ومكابر.. ومغالط!! دائماً يحدث ضجة ولكن بلا طحن.. متميز في طرح الأماني والوعود والتبشير بالمستقبل المشرق، والنتيجة التي تتحقق هي احتراق الأماني وهروب الشروق وحلول الغروب الذي يتبعه ظلام. في القضية الساخنة.. بل المشتعلة الآن وهي قضية وزير الثقافة وحديثه عن الحجاب.. وهي في الأصل قضية صغيرة ما كان لها أن تأخذ مثل هذا الحجم لأن الوزير كان يحدث صحفية يعرفها جيداً بحكم عملها مندوبة الجريدة التي تعمل بها في وزارة الثقافة، وقد رآها في اليوم الثاني أو الثالث لارتدائها الحجاب، وكونه لم يظهر قناعته بذلك فهو لم يخطئ في حقها أو حق الإسلام.. ثم إنه لم يأت بجديد فهناك من أعلن علي الملأ، وبعضهم رجال دين، أنه ليس بفرض وأقل من واجب، وهي قضية خلافية وجميعنا يقع في المحظور إذا قلنا إن الإسلام هو الحجاب أو دون الحجاب لا يصح إسلام المسلم.. وكان من الطبيعي والعادي جداً أن يشعل الإخوان النار.. وهم مشعلو حرائق علي أعلي مستوي من المهارة والحرفية.. ويعرفون متي يخرجون إلي الصيد..
فمثلاً إحدي الصحف أهانت صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم وفي طليعتهم السيدة عائشة ولم نسمع للإخوان صوتاً كأنما أغلقت أفواههم بلاصق قوي."right">نصدقهم في جد أو هزل.. هل نثق بهم.. والأهم من ذلك كله هل نأمن لهم..؟ الوزير رفض الاعتذار فهو لم يخطئ حتي يعتذر.. ورفض أن يكذب ويزعم أنه لم يقل ما قال ورفض الكذب.. بينما كذب ونافق وضلل الذين ارتدوا عباءة الدين في مزايدة منحطة.. أما جماعة الإخوان فإن هدفها فرض الحجاب وقد نجحت في ذلك تماماً وهي في طريقها إلي فرض النقاب وتعمل علي انتشاره وذلك لأسباب سياسية وليست دينية..فهذا الزي هو زي الجماعة.. مثله مثل شعارها.. المصحف والمسدس.. وهي تجند جنودها لهذا الأمر.. ومن أيام قليلة حضرت حفل عقد قران به طعام وشراب وجزء كبير من هذا الشراب كان خمراً.. ومولانا الشيخ الذي كان يعقد القران وهو يدعو للعروسين قال «اللهم زين وجه العروس بالحجاب» قولوا آمين.. ويا سبحان الله لم يقل شيئاً في شأن الخمر التي حرمها الله بنصوص قرآنية..؟
العقائد بسوء.. وهي ليست قضية الوزير فاروق حسني الذي قال في الحجاب رأياً رفضه فريق من الناس.. فالرجل من صميم عمله أن يبشر بحرية الرأي وحرية التفكير.. وهو لم يأخذ دور المفتي ويفتي في الدين.. ولم يدع حتي أنه داعية إسلامي ويفتي علي الهواء في أمر من أمور الدين.