رجاء إلى بعض المعارضين السوريين خارج الوطن.
في البارحة ,وأنا أراقب ميدان التحرير في أرض مصر الحبيبة ,مصر التغير ,ومصر الإلهام لشباب الوطن العربي بكل تنوعاته وانتمائاته , شعرت أن ثورة التغير ستنتصر في كل بقعة من بقاع هذا الوطن عاجلاً أم آجلاً ,فإلى جانب الأعلام المصرية رُفعت أعلام ثورة الأحرار في ليبيا,ورفعت الأعلام اليمنية والسورية والف&acedil;لفلسطينية ,وكانت الشعارات هي نفسها.... الشعارات التي أطلقها شباب تونس وشباب مصر ,حرية حرية .. عدالة وديمقراطية.وتوِّجت هذه المظاهرات بحرق العلم الإسرائيلي دليلاً على وطنية الحدث.
الشباب في داخل الوطن العربي ,وسوريا ليست الاستثناء أمام هذا الحدث ,قالوا كلمتهم ,وفعَّلوا وسائلهم ,فكانت تحركاتهم عفوية ابتعدوا عن الأدلجة ,والحزبية ,والعصبية ,وعن الطائفية ,وإن رفعت بعض الشعارات الطائفية ,فهي ليست من فعل الشباب الواعي , بل من فعل السلطة الأمنية التي تريد حرف الاتجاه إلى الطائفية لتقضي على ثورة التغير.
ما يؤلمني... وأنا أتابع ما يجري على أرض الوطن سوريا, سقوط الشهداء من الشباب ,وحتى من رجال الشرطة على يد عصابات الأمن الملثمين ,والذين اختاروا لفعلتهم الشنيعة فقط مظاهرات التغير ,بينما لم نراهم ونسمع عنهم أثناء مظاهرات التأيد ؟؟؟؟؟.وما يؤلمني أكثر تفاعل الإعلام في سوريا من خلال التلفزيون الرسمي والخاص المملوك من قبل أتباع النظام ,هذا الإعلام الفاشل بكل المقايس في تسويق الحدث الذي يستخدم الرواية الأمنية في تفسير الأحداث,( أين شرف مهنةالإعلام أيها المنافقون). يذكرني بالتلفزيون المصري أثناء التغير, والتلفزيون الليبي في تعامله مع الثورة الليبية الآن ,والتلفزيون اليمني اليوم.
إن الطيور على أشكالها تقع.
في خضم تتابع أحداث ثورة التغير في سوريا ,يخرج علينا بعض المعارضين في الخارج على شاشات الفضائيات أو من خلال المواقع الانترنيتية ,لينّظروا لشباب ثورة التغير , يحاولون إيهام المتلقي بدورهم الفعال بتوجيه حراكهم السلمي ,ومن ثم التغني بماضيهم الإصلاحي ,رغم معرفة الجميع أن دورهم في قمع حركات التغير التي قام بها بعض الإصلاحيين منذ سنوات ,كان دوراً مشهوداً له بالسوء .وهناك بعض الشخصيات التي مثلت حقبة زمنية استخدمت وسيلة العنف للتغير تحت شعارات طائفية مرفوضة,مازالت أثار نتائجها ٌمستغلة من قبل النظام حتى يومنا هذا.
الشباب ,ليسوا بحاجة إلى هذا الدعم وخاصة من قبل هذه الشخصيات التي بحشر أنفها بالحدث قد تضر وتعطي الذرائع للنظام في سوريا الذي يبحث جاهداً عن كل ذريعة لإفشال حركة الشباب .
لهذا وكل ما يرجوه الشباب الآن على ما أعتقد ,أن تسكت هذه الأصوات ,على الأقل في هذه المرحلة, لأن سكوتهم سيكون من ذهب.
وبالمقابل أحي دور بعض المؤسسات الحقوقية ,وبعض الشخصيات التي تحاول جاهدة مقارعة النظام ,وفضح أساليبه ,في تضليل الرأي العام العالمي ,وكشف جرائم السلطة الأمنية التي ورغم الادعاءات من قبل النظام بتقليص دورها ,إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك ,فالاعتقالات والتعذيب يطول حتى الأطفال إلى جانب المعارضين أصحاب الرأي المطالب والمساند لمطالب الشباب في الحرية والعدالة والديمقراطية.
كلمة الدكتور هيثم مناع حول الأحداث الأخيرة من ثورة التغير الأخيرة في المدن السورية