أثار إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي «إيهود أولمرت» خبر إصابته بسرطان البروستاتا، في مؤتمر صحفي عاجل دعا إليه، «مواجع» كثيرة في الشارع.
ولفت النموذج الإسرائيلي البارز العيون إلي ما يجري في بلادنا من غموض وضبابية حول كل الأمور، واعتبر سياسيون وإعلاميون ما جري نموذجا للشفافية واحترام الرأي العام وتقديرا بارزا للمسؤولية العامة.
واعتبر د. و حيد عبدالمجيد، نائب مدير مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام، ما فعله أولمرت قرارا إيجابيا يستحق التقدير والاحترام.
وعبر عبدالمجيد لـ«المصري اليوم» عن أسفه مما يجري في بلادنا وقال «هذا أمر يثير الأسي»، ولفت إلي أن إسرائيل لا تعتبر مثل هذه الأفعال قياسا للشفافية، وإنما تعتبرها أمرا طبيعيا في دولة ديمقراطية، واستبعد عبدالمجيد أن يكون لتصريحات «أولمرت» عن مرضه أي تأثير سياسي خارج نظام إسرائيل، أو أن تثير حفيظة العرب.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي عبدالحليم قنديل لـ«المصري اليوم» إن إعلان أولمرت عن مرضه بالسرطان يضرب المثل في الشفافية الكاملة للسلطة، وأشار قنديل إلي أن الشفافية الإسرائيلية ليست نموذجا متفردا، وإنما هي نموذج ملتصق بكل النظم الديمقراطية في العالم.
تابع قنديل أن حادثة كلام الرئيس الفرنسي ساركوزي وإعلان زوجته أنها طلبت الطلاق لارتباطها بشخص آخر وصدور بيان من قصر الإليزيه عن الطلاق، بالإضافة إلي إصدار البيت الأبيض بياناً دورياً بشأن صحة الرئيس الأمريكي يؤكد أن الشفافية «ضرورة» في كل الديمقراطيات.
وقال قنديل إننا في حاجة للاحتذاء بهذه النماذج وأن يصدر من كل مسؤول كبير بيان وتقرير للذمة المالية له ويكون قابلاً للنشر، وكذلك بيان من رئاسة الجمهورية عن الحالة الصحية للرئيس مبارك.
ويري الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلان بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن إعلان أولمرت مرضه ربما يكون الهدف منه مناورة جديدة من جانب إسرائيل للإعلان عن بوادر تغيير في القيادة الإسرائيلية وتعطيل ملف القضية الفلسطينية.
وأشار العالم إلي أن النموذج الإسرائيلي قائم علي حكومة ائتلافية فيها درجة من المرونة تسمح لها بالتغيير كل عدة أشهر، وكذلك عرضة للانهيار السريع.
ورفض العالم المقارنة بين الديمقراطية في إسرائيل والدول العربية قائلا: «لا توجد مقارنة بين دولة تعظم دور الانتخابات وبها تعددية حزبية واتجاهات سياسية مختلفة أمام عقيدة سياسية ثابتة لا تؤمن بالتغيير وتأخذ قرارات منفردة دون الرجوع إلي الشعب ومواقفة مجلس الشعب، مقارنا بين موافقة السادات علي اتفاقية كامب ديفيد دون موافقة الشعب أو مجلس الشعب وبين موقف بيجين ورئيس وزراء إسرائيل آنذاك والذي لم يتخذ موقفه إلا بموافقة الكنيست الإسرائيلي.
وأضاف العالم أن المقارنة بين نظام يتغير كل فترة محددة ونظام يتميز بالجمود مقارنة منعدمة، مشيرا إلي أنه، بالنظر لكل التعديلات الدستورية التي حدث في السنوات الثلاث الأخيرة، يجدها كلها لصالح الثبات والجمود.