لماذا تجاهلنا الإحتفال بيوم اليتيم؟

حمدى البصير في الخميس ٠٧ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

  

 

بقلم - حمدى البصير

 

 

 

يوم الجمعة الماضى أول إبريل ، وافق الإحتفال السنوى بيوم اليتيم فى مصر وبعض الدول العربية ، وهذا هو العام الاول الذى إحتفلنا بهذا اليوم بعد ثورة 25 يناير المباركة ، وكان من المفترض أن يكون الإحتفا&aaacute;كون الإحتفال مختلفا ، لإن كل مواطن مصرى شعر وكإنه إسترد حريته وكرامته ، وبات يحلم بغد أفضل فى ظل واقع سياسى وإقتصادى وإجتماعى مختلف ، وفى ظل مناخ من الحرية ، ودور أكبر لمنظات المجتمع المدنى خاصة الجمعيات الخيرية ، والتى تعنى فى المقام الأول بكفالة اليتيم ورعايته ، لإن ذلك واجب دينى وإجتماعى فى نفس الوقت .

 

ولكن إهتم الكثير من المصريين يوم الجمعة الماضى بتنظيم مظاهرة مليونية فى ميدان التحرير تحت شعار " إنقاذ الثورة " وليس " إنقاذ اليتيم " وبدلا من أن تكون هناك إحتفالية كبرى بالأيتام، والذين طالبت كل الشرائع الدينية والمواثيق الأخلاقية برعايتهم ، كانت هناك مظاهرة مليونية تطالب بمحاكمة بسرعة أكبر لمحاكمة رموز النظام السابق ، بل وتقديم رأس النظام السابق " مبارك " للمحاكمة ومعه زكريا عزمى وفتحى سرور وصفوت الشريف للمحاكمة أيضا على إعتبار أنهم متهمين محتملين .

 

بالطبع أنا مع تقديم أى مسؤول كبير فى النظام السابق للمحاكمة ، حتى ولو كانت ذمته المالية لاغبار عليها ، ولكن يمكن أن يحاكم بتهمة الفساد السياسى ، أو بتهمة إفساد الحياة السياسية قبل ثورة يناير ، ولكن كان يمكن المطالبة بذلك فى مظاهرة مليونية أخرى ، خلال شهر أبريل والأسابيع التالية، ولاسيما بعد أن تفرغ البعض لتنظيم المظاهرات ، بدلا من أن تنظم فى أول إبريل ، أى فى يوم اليتيم ، ولا يهتم أحد بذلك اليوم الأنسانى .

 

فقد كان من الأولى أن تنظم مظاهرة مليونية فى ميدان التحرير وفى ميادين المدن الكبرى بالمحافظات ، يوم الجمعة أول إبريل ، من أجل إنصاف الأيتام ، والذين أصبحوا أكثر الفئات حرمانا فى المجتمع المصرى ، ومادامت الثورة قد قامت فى الأساس لإسقاط النظام السابق و لتغيير الواقع السياسى والإقتصادى ولأجتماعى ، فإن أكثر الفئات ظلما وتهميشا وفقرا هم الأيتام فى مصر ، خاصة الذين ينحدرون من عائلات فقيرة ويسكنون فى مناطق عشوائية ومهمشة .

 

لقد اّن الاّوان كى ننظر نظرة واقعية للأيتام فى مصر ، ولاأقصد فقط من يفقدون أباءهم أو أمهاتهم ، ولكن أيضا أبناء الأرامل والمطلقات وكل مالا يجد قوت يومه .

 

لقد أفرزت مرحلة مابعد الثورة واقعا إجتماعيا جديدا يمكن الإستفادة منه ، فقد قام النظام السابق بقتل العمل الخيرى فى مصر ومحاصرته ، تحت مسمى تجفيف منابع التطرف ، وقام بالتحكم فى أموال منظمات المحتمع المدنى حتى لا تصل إلى أيدى المتطرفين ، والان بعد أن إسترد المتدنيون على كافة توجهاتهم ، حرياتهم ، وإطلاق سراح الجمعيات الخيرية ولجان الزكاة ، علي الجميع أن يهتم أكثر بالأيتام ،وأن تنشط عمليات كفالة الأيتام فى المساجد والجمعيات الخيرية ، ولكن بشكل منظم ، وبمساهمة رجال الأعمال ، وبعودة نظام الوقف الأهلى لخدمتهم ، لكى تكون كفالة اليتيم ، ليست مجرد صدقة بل عمل إجتماعى منظم ، وأقترح أن يكون للبنوك المصرية دورا كبيرا فى كفالة الأيتام عن طرق عمل صناديق خاصة بتلك البنوك تجمع فيها أموال الزكاة وتبرعات القادرين ، من أجل توظيفها وتنميتها ،فهذا من صميم دورها الإجتماعى ، مع تحديد أسماء الأيتام خاصة الدارسين والمرضى منهم لتوزيعها عليهم شهريا ، كى تكون تلك الأموال دائمة وتكفى حاجة اليتيم فى ظل الظروف اللإقتصادية الخانقة التى نعيشها ، والتى أنست أن هناك أيتاما لايجدون طعام يومهم ، وإن لم نسرع بكفالتهم من الممكن أن يكونوا أطفال شوارع ومشاريع بلطجية ومجرمون يهددون المجتمع فى المستقبل

 

 

Elbasser2@yahoo .com

اجمالي القراءات 11295