اليوم العالمي لحقوق الإنسان... تضافر الجهود للنهوض بالبشر

في الخميس ١٠ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

اليوم العالمي لحقوق الإنسان... تضافر الجهود للنهوض بالبشر

 

GMT 6:00:00 2009 الخميس 10 ديسمبر

 

 

وكالات

 


وعلى الصعيد الفلسطيني الداخلي، قال جبارين ان "الوضع الفلسطيني في تدهور والتعذيب يمارس ضد المعتقلين، والاعتقالات التعسفية قائمة، والجرائم التي تتم تحت مسمى قضايا الشرف مستمرة". واكد ان "القوانين والاليات المتبعة في المحاسبة لا ترتقي الى مستوى هذه الجرائم".

 

يصادف اليوم العاشر من ديسمبر (كانون الأول) يوم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي تضافرت على إعداده جهود دول العالم في سعيها الحثيث للنهوض بمستوى الانسان. في وقت ما زالت تلك الحقوق غير مُأمنة في العديد من أصقاع الأرض حتى مع دخول الألفية الثالثة. فقد كانت الحرب العالمية الثانية بوابة الدخول في العمل على آليات ومواثيق ومعاهدات حماية الانسان، حيث اتفقت الاراء داخل المجتمع الدولي بأن ميثاق الامم المتحدة لم تحدد فيه حقوق الانسان بشكل كاف.

 وكالات: يحتفل العالم اليوم في العاشر من كانون الأول/ديسمبر بيوم حقوق الإنسان الذي يعتبر من بين الوثائق الدولية الرئيسة التي تم تبنيها من قبل الامم المتحدة، ونالت تلك الثقة موقعًا مهمًّا في القانون الدولي، وذلك مع وثيقتي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من سنة 1966، وتشكل الوثائق الثلاث معًا ما يسمى لائحة الحقوق الدولية. وفي العام 1976 بعد ان تم التصديق على الوثيقتين من قبل عدد كاف من الدول اخذت لائحة الحقوق الدولية قوة القانون الدولي.

واعتبرت الجمعية العامة الاعلان العالمي لحقوق الإنسان نقطة مشتركة ينبغي ان تستهدفه كافة الشعوب والامم حتى يسعى كل فرد وهيئة في المجتمع، واضعين هذا الاعلان دائمًا نصب اعينهم الى توطيد احترام هذه الحقوق والحريات عن طريق التعليم والتربية واتخاذ اجراءات مطردة قومية وعالمية لضمان الاعتراف بها ومراعاتها بصورة عالمية فعالة بين الدول الاعضاء ذاتها.

وفي كل عام هناك اجماع عالمي على حقوق الانسان والتذكير باهمية حقوق الانسان، إذ إن الاحتفال بهذا اليوم يذكرنا بمشاكل حقوق الانسان المستمرة في مختلف المجتمعات والتبصر بها لمزيد من الجهود والمساعي لاحقاق حقوق الانسان للجميع.

كي مون يدعو إلى تطبيق مواثيق حقوق الإنسان

وقد دعا امين عام الامم المتحدة بان كي مون في كلمته بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان الى بذل المزيد من الجهود تطبيق مواثيق حقوق الانسان واحقاق الحقوق للجميع، مؤكدًا التزام الامم المتحدة تجاه من يتعرضون لأي انتهاكات في اطار حقوق الانسان، فقد جاء في كلمته: «لا يخلو اي بلد من التمييز، اذ نراه في كل مكان، في اشكال عديدة؛ الصراع العرقي، خطاب الكراهية، كره الاجانب، وتشمل اهدافه النساء والاطفال والفقراء والمهاجرين والاقليات من جميع الانواع، اذ ينظر اليهم على انهم مختلفون، ويقصون عن التيار العام لحياة مجتمعهم، غير ان هؤلاء ليسوا وحدهم فالامم المتحدة .

تقف معهم، والامم المتحدة ملتزمة بالدفاع عن حقوق الجميع، ولا سيما الاشد ضعفًا، فتلك هي هويتنا ومهمتنا. والتمييز محرم بموجب معاهدات دولية، بيد ان الالتزامات النظرية المجردة ليست كافية، وواجب علينا التصدي لعدم المساواة والتعصب اينما وجدا. في يوم حقوق الانسان ادعو الناس في كل مكان الى الانضمام للكفاح ضد التمييز .

المملكة العربية السعودية تشارك العالم الاحتفاء

وتشارك هيئة حقوق الإنسان في المملكة العربية السعودية العالم الاحتفاء بهذه المناسبة لتذكِّرُ الضمير العالمي الحر بأهمية تطبيق ما نادى به الإعلان الذي يعد إنجازًا إنسانيًّا، ونقطة تحول في طريق التضامن الدولي، ونتيجة للتفاعل الايجابي بين الحضارات والثقافات والأديان، ويشكل مظلة من «الحقوق الإنسانية» التي تتوافق قي معظمها مع ما نادت به الفطرة الإنسانية السليمة.

أطفال يتضورون جوعا ويلتقطون الفتات

 وتؤكد الهيئة أن جهود المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أحدثت نقلات مميزة في مجال حقوق الإنسان، على الصعيدين المحلي والعالمي، حيث تميز منهج وأسلوب المملكة في مجال حماية الحقوق بالعناية، بالإنسان كأول عنصر في التنمية والتقدم الحضاري، والسعي دؤوب على العمل لحفظ وصون كرامته وحماية حقوقه مشيرةً إلى أن عضوية المملكة في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة هو ثمرة من ثمار دعوات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لمد جسور الحوار والتعاون البناء بين الشعوب، وسياسته التي عززت مكانة المملكة ودورها الحيوي على كافة المستويات، واهتمامه بترسيخ مبادئ العدل والمساواة، وصيانة الحقوق والحريات المشروعة، وحرصه على تعزيز حقوق الإنسان ورؤيته الإصلاحية الشاملة.

إضافة إلى جهود المملكة لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط ومواجهة أزمات الفقر العالمية والعمل على تحسين المستوى المعيشي للكثير من الدول النامية وشجبها الدائم لمحاولات إشاعة التعصب والكراهية وازدراء العقائد، فضلاً عن إسهاماتها لدعم التنمية البشرية، بما يوفر الحقوق الأساسية للإنسان في التعليم والعلاج والتعبير عن الرأي، بالإضافة إلى مبادرات حكومة المملكة باتجاه صياغة توجه إنساني عالمي يحمي هذه الحقوق ويتصدى لكل ما يمثل مساسًا بها أو اعتداءً عليها، وتجسيدها العملي لروح المعاهدات والصكوك الدولية لحقوق الإنسان التي انضمت إليها بالشكل الذي يحفظ لمجتمعنا خصوصيته وقيمه الإسلامية والأخلاقية والثقافية.

انتهاكات حقوق الانسان متواصلة في الاراضي الفلسطينية

وفي الأراضي الفلسطينية حيث حقوق الانسان يبدو انها لم ترى النور بعد اعلنت منظمات حقوقية ومكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان ان "انتهاكات حقوق الانسان لا تزال متواصلة في الاراضي الفلسطينية من جانب كل السلطات". وقالت ايفا توميك مسؤولة مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان في مؤتمر صحافي في ذكرى الاعلان العالمي لحقوق الانسان "نشعر بالقلق ازاء ارتكاب انتهاكات حقوق الانسان في الاراضي الفلسطيني من جانب جميع الجهات المسؤولة".

وردًّا على سؤال حول تجنبها تحديد هذه الجهات المسؤولة، وما اذا كانت اسرائيل او السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية او حركة حماس في قطاع غزة، قالت توميك ان "انتهاكات حقوق الانسان هي انتهاكات، بالتالي فإن حقوق الانسان تنتهك من كل الجهات".

واوضحت ان هذه الانتهاكات "تشمل الاعتقالات التعسفية، التعذيب، سوء المعاملة، القيود المفروضة على حرية التعبير، عنف المستوطنين من دون رادع، إضافة الى مجموعة واسعة من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية". وقالت توميك "نشعر بالقلق لان المدافعين عن حقوق الانسان سواء كانوا في القدس وبقية الضفة الغربية او في قطاع غزة، يواجهون باستمرار قيودًا وعقبات اثناء تأديتهم عملهم". واكدت ان "انتهاكات حقوق الانسان تستمر في ظل الافلات من العقاب على نطاق واسع في كل انحاء الاراضي الفلسطينية المحتلة". وعن رأيها في الاعتداءات التي يتعرض لها فلسطينيون في الضفة الغربية من جانب مستوطنين، قالت توميك ان مكتب المفوضية العليا لحقوق الانسان يقوم بمراقبة هذه الاعتداءات وسيقدم بشانها تقريرا في اذار/مارس المقبل.

من جهتها، قالت رندة سنيورة المديرة التنفيذية للهيئة المستقلة لحقوق الانسان ان ما يميز انتهاكات حقوق الانسان انه "لا مساءلة ولا محاسبة لمرتكبيها على الصعيد الفلسطيني، خصوصًا في ظل غياب جهة رقابية مثل المجلس التشريعي". واضافت "هناك سوء معاملة وتمييز واعتقالات تعسفية وفصل من الوظيفة العمومية تتم في الضفة الغربية وقطاع غزة من دون مساءلة او محاسبة".

وقال شعوان جبارين مدير +مؤسسة الحق+ الفلسطينية ان "ما بين الذكرى الماضية للاعلان العالمي لحقوق الانسان والذكرى الحالية قتل 1460 فلسطينيًا غالبيتهم خلال الحرب الاسرائيلية على غزة" بين نهاية 2008 وبداية 2009، "وقتل ايضًا في الضفة الغربية 26 فلسطينيا، وتم تدمير 62 بيتا".

واتهم جبارين الذي تحدث باسم تسع منظمات حقوقية فلسطينية، المجتمع الدولي باتخاذ موقف "مخجل وعاجز بازاء ما يتعرض له الفلسطينيون، ما يؤدي الى تدهور الاوضاع اكثر واكثر". لكنه اشار الى تقرير القاضي ريتشارد غولدستون عن الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، واصفا اياه بانه "صحوة جزئية في المجتمع الدولي، قد يعيد ثقة الفلسطينيين بالمجتمع الدولي ولو في شكل جزئي".

وبتفويض من الامم المتحدة، وضع غولدستون تقريرًا اتهم فيه اسرائيل ومجموعات مسلحة فلسطينية بارتكاب "جرائم حرب" خلال المواجهات في غزة والتي اسفرت عن مقتل 1400 فلسطيني و13 اسرائيليا، ما اثار غضب اسرائيل التي تحشد كل طاقاتها منذ نشره في منتصف ايلول/سبتمبر للتعتيم عليه خصوصا انه سيحال على مجلس الامن الدولي

 

اجمالي القراءات 3164