ركلات الديموقراطية اليمنية!!!

سعاد السبع في الأربعاء ٣٠ - مارس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

تدفعني المشاركة الوجدانية لأن أشاهد مع أولادي بعض مباريات كرة القدم، ومنهم عرفت مفهوم الركلات الترجيحية، وأشعر أن المشهد السياسي في اليمن قد تجلى بأن الكبار قد انتهوا من كل ألعابهم الديمقراطية وهم الآن في الركلات الترجيحية، وربما –إذا لم تظهر الحكمة اليمنية- أن تطول هذه الركلات  حتى تخرج اليمن من الخارطة الطبيعية.

 ولأن أبطال الملعب هم الكبار،  ولديهم 25 مليون كرة من أبناء الشعب اليمني المغلوب على أمره، &ia;، يركلونه يمينا ويسارا وفي كل اتجاه، فقد مل الوطنيون المشهد وصاروا يتمنون انتهاء الركلات الترجيحية كيفما كانت النتيجة على سبيل وقوع الشر أخف من توقعه.

 لم أعد معنية بانتصارات الكبار، الذي يهمني الآن في وقت الركلات الترجيحية بين الفريقين أن يبقى الشباب بعيدين عن أقدامهم...  الشباب لم ينتفضوا ليلعبوا مع الكبار بهذا الشعب، الشباب يريدون تغييرا حقيقيا يصلح  أحوالهم وأحوال البلاد والعباد، ولن يقبلوا  تغييرا يجعلهم تحت أقدام اللاعبين، لا يحبون أن يكونوا  وقودا لانتصار اللاعبين في ركلاتهم الديمقراطية ، ولا يزالون يأملون خيرا في أبوة الآباء الكبار أن يتركوهم وشأنهم، الشباب  اليمني نقي جدا ، و لا يتوقع أن يخطط  الآباء لتحصين مصالحهم بجثث الأبناء، ولن يستوعب الشباب الخديعة والالتفاف على أهدافه.. 

   الشباب يحبون الحياة يريدون أن يعيشوا حياة هادئة هانئة مستقرة بعيدا عن الفساد والمفسدين، يريدون أن يتيح الكبار لهم الفرصة ليتعلموا تعليما صحيحا ويفكروا ويعملوا ويبدعوا من أجل اليمن، فلماذا لا يدرك الكبار أن صلاح حال الأبناء هو حماية للآباء من سوء الخاتمة ؟!

     الشباب إذا انتصروا وانتصرت ثورتهم سوف يكونون مع اليمن ومع آبائهم وأمهاتهم حتى وإن سالت دماؤهم على أقدام الآباء الكبار فلن يتنكروا لأبوتهم، لأنهم لا يعرفون الخيانة ولم يتمرسوا بالمكر والخداع، ولا زالت قلوبهم تنبض بالحب والخير.

   انتصار ثورة الشباب سوف يغير حالهم وحال الوطن إلى الأفضل، لن يكون فيهم ظالم ولا مفسد ولا تاجر حروب ولا معقد ولا وصولي، لأن تطلعاتهم كلها بعيدة عن تصفية الحسابات بعيدة عن المشروعات الشللية.. الشباب لا يزال مقبلا على الحياة ويريدها ثورة نظيفة تستوعب كل الوطن بكل أطيافه بعيدا عن المؤامرات..

    لماذا  كلما رأينا نورا يطل على هذا الوطن يتكالب الكبار لإطفائه؟!!  أتمنى أن يتحدى  الكبار أنفسهم ويتناسوا تسلطهم ويتركوا الشباب بعيدا عن ضغوطهم وتسلطهم؟!!  ألم يشبعوا من السلطة والتسلط؟!!  ألا يؤمنون أن التغيير هو سنة الحياة وأنهم قد أخذوا نصيبهم من هذه الحياة؟!!

    لقد عشنا فترة من الجمود جعلتنا نعيش حالة من الخواء الفكري والعملي بسبب سيطرة الفاسدين على مؤسساتنا، وتشويه كل شيء جميل في حياتنا، وزادنا يأسا وكآبة عدم استجابة المسئولين لما كان يطرحه الوطنيون حول الفساد في كل وسائل الإعلام، وقد جاء حراك الشباب ليعيد لنا حيويتنا، ويعيد لنا الأمل بأن ينظف الوطن، ويشرق وجه اليمن من جديد؛  فنتمنى من الكبار أن يكتفوا بما عندهم، وأن يبتعدوا عن ثورة الشباب ليروا كيف لهؤلاء الشباب أن يصنعوا لهم خاتمة من العمر يتذوقون فيها طعم الحياة النظيفة ؟!! ألا يحب الكبار أن يختموا حياتهم بعمل خير يكفر سيئاتهم؟  العمل الخير هو أن يتركوا الشباب يقررون مصير ثورتهم بأنفسهم..

 ليس هناك داع للخوف من الشباب أو عليهم؛ فثورة الشباب إذا انتصرت بعيدا عن لعبة الكبار لن تكون عنصرية ولا دموية ولا متطرفة، ثورة الشباب شعارها  الحب والسلام والعمل من أجل الوطن، والشباب هم يمنيون  لديهم قيم  دينية، يحترمون الكبير لعمره حتى وإن كان مخطئا في حقهم،  وسيكون موقفهم من كل الكبار(اذهبوا فأنتم الطلقاء)   كيفما كان ماضيهم..

  فمتى سيدرك الكبار أن  الشباب غير دمويين، ولا يعرفون الانتقام والتصفيات الجسدية ؟ !! ومتى سيفهم الكبار  أن أفضل خدمة يقدمونها الآن هي أن يكملوا ركلاتهم الديمقراطية مع بعضهم  بعيدا عن ثورة الشباب؟!!..

اجمالي القراءات 9005