مصرستصبح إمارة إسلامية تدور في الفلك الوهابي السلفى
الجزء الأول
لا شك أن الدين يلعب دوراً محورياً في التأثير علي قلوب وعقول الشعوب وبخاصة الشعوب العربية التي انتهجت مؤسسات التعليم فيها مبدأ الحفظ والتلقين ولم تساهم في تنمية ملكات الابتكار والابداع ومنهج التفكير والاختلاف وقبول الآخر ومن هنا أري أن تأثير تدخل رجال الدين علي مسار الانتفاضات القائمة هذه الأيام iacute;ام وبخاصة الثورة المصرية والتي هي ثورة رائعة وعظيمة بكل المقاييس ( وليست مجرد انتفاضة ) ، أري أن تأثيرهم قوي ويدعو إلي الخوف فلا بد إذن أن ننتبه وعلي من صنعوا هذه الثورة الفريدة والعظيمة أن ينتبهوا بكل حواسهم.
إن نظرة ثاقبة ومتأنية في خطابات وأفعال رجال الدين وجماعة الاخوان المسلمين الأخيرة كالإصرار علي عدم الاقتراب من المادة الثانية من الدستور أو المساس بها بالاضافة إلي التصريح بعدم جواز ترشيح المرأة أو القبطي لمنصب الرئاسة لا بد أن تجلب الخوف لما يتمتع به أولئك الرجال من قبول لدي نسبة كبيرة جداً من الناس حتي لو كان ما يقولونه يتنافي جملة وتفصيلاً مع العقل.
فصل الدين عن الدولة مع الاقرار بحرية الاعتقاد والتفكير والعمل بمباديء الديموقراطية وتفعيل مقولة - الدين لله والوطن للجميع - هي أشياء بالغة الضرورة لإزاحة الخوف وللحد من تأثير أولئك الرجال.
المقصود برجال الدين اولئك الذين ينتسبون للاسلام الشعبي او السياسي ،حيث يستغلون اللغة والخطابة والاستناد الى القرءان باعتباره كلام الله المنزل ، فيدغدغون المشاعر والحواس التي تتحول الى هذيان او هستيرية تصيب المصلين والجمهور المرتبط بهم ،فتتوزع الادوار بين النحيب والبكاء ، وبين الصهيل برفع شعارات غارقة في الرجعية ،مثل الحل هو الاسلام ، خيبر خيبر يايهود جيش محمد سيعود . ومنذ خيبر مرت المئات من السنين والى الان لا يزالون يرددون نفش الشعار رغم استحالة تطبيقه.
ومهما حاول رجال الدين مواكبة الموجة الا ان جلهم منافقون برجوازين من امثال القرضاوي. فاذا كان هذا قد كفر مبارك والقدافي وبنعلي ، فهل يستطيع تكفير الخليج ويفتي باخراج الامريكان والصهاينة من السيلية؟ امر مستحيل. ان مشروع رجال الاسلام السياسي والشعبي هو الوصول الى الدولة الثيوقراطية التي يحكم فيها اهل الحل والعقد وليس الديمقراطية وصناديق الاقتراع.
لقد ظهر رجال الدين على حقيقتهم، ودورهم في تأخر الحياة السياسية خاصة وتخلف المجتمع بشكل عام، فالذي يركب عربية اخر موديل ومن يعيش حياة مترفة كيف يشجع ثورة ؟ وما الذي يعنيه انتافضة او ثورة ؟بالرغم من هذا رأينا كيف تسلق رجال الدين الاحداث محاولين الحفاظ على ماء وجهم وتحقيق اية مكاسب مستقبلية محتملة بل وتحويل مثار الثورة.
من هنا جائت الطامة الكبرى من أحد مشايخ السلفية التى بالمعنى القرءآنى " ما ألفينا عليه آبائنا " ، نادى الشيخ السلفى محمد حسان " على السلفيين دخول معترك السياسة والمشاركة في انتخابات الرئاسة والبرلمان" فكانت الطامة الكبرى الذى لا يعلم مداها شباب ثورة 25 يناير.
يقول الله سبحانه فى سورة البقرة 170 " وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ " ويقول الله سبحان فى أمثال هؤلاء الذين يدعون إلى كتاب الله الكريم على أن يؤمنوا به كله من عند الخالق العظيم فيقول سبحانه فى نفس السورة الاية 174إلى 176:
" إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ * ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ".
فلا بد إذن أن ننتبه وعلي من صنعوا هذه الثورة الفريدة والعظيمة أن ينتبهوا بكل حواسهم.
وفى السطور التالية محاولة لتوعية شباب الثورة عى حقيقة هؤلاء الرجال لخطورتهم على المجتمع كَكُلْ وتوعية الشباب بحقيقتهم الخفية المتسترة وراء الكلمات الرنانة والشعارات الى أكل عليها الدهر وشرب ولم تقدم خطوة واحدة إلى الأمام منذ 1400 سنة تقريبا.
من أين بدءت بذور الطامة الكبرى.....
منذ تسع وسبعين سنة طغت موجة الإرهاب السعودي على الجزيرة العربية فحملت معها الحقد، وسفك الدماء، والدمار، والتنكيل بالعرب والمسلمين. فاستبيحت المحارم، وسفكت الدماء، وأهينت المقدّسات، وكفّر المسلمون، وعطّلت شعائر الاسلام.
وأرتفعت الأصوات بالاستنكار في مختلف البقاع العربية والاسلامية، وعقدت المؤتمرات، وقامت الاحتجاجات باستنكار هذه الحركة الرجعيّة الآثمة التي تلبّست بلباس الإصلاح والغيرة على الدين، فاصطبغت أيدي القائمين بها بدماء العرب والمسلمين منذ أن تحالف أبناء مؤسس الدعوة الوهّابية محمد بن عبدالوهّاب مع آل سعود، فكانت غاراتهم المتتالية على نجد، والحجاز، والعراق، وبقية بقاع الجزيرة العربية، فسفكت فيها دماء الآلاف من الأبرياء من الأطفال، والنساء، والرجال ودمّرت المدن والقرى، وأعمل فيهاالقتل، والنهب، والسلب.
لقد هادن السعوديون الرأي العام العربي والاسلامي فترة، وتظاهروا بالتوبة، ثم عمدوا الى شراء أقلام الكتّاب، والصحافيّين المأجورة يسترون بها عوراتهم وجرائمهم، بأموال المسلمين، وذلك حرصاً على استتباب الأمر لهم ولما ظهر البترول في البلاد العربية التي اغتصبوها من أصحابها، وأعطوا امتيازاتها للشركات الاحتكارية بأبخس الأثمان، وأبطرتهم النعمة، عادوا سيرتهم الأولى، وانطلقوا يحملون معهم خيرات البلاد لينفقوها بالملايين، وعشرات الملايين على الفسق، والفجور، وشرب الخمور، وانتهاك الأعراض، حتى انتشرت فضائحهم في الشرق والغرب، وتحدثت عنها صحف العالم، بينما ضنّوا بالنزر اليسير منها على الشعوب التي ابتليت بحكمهم فتضوّرت جوعا.
" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ " النحل (112)
سلط السعوديون زبانيتهم ممّن أسموهم زوراً وبهتاناً " هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" عن الناس فأمعنوا بهم تنكيلاً، وهم الذين يحكمون بإحراق كتب الدين، وتاريخ المسلمين، وينكّلون بالأحرار … ويتفنّنون بارتكاب الموبقات، وإنّنا لنسأل عبدالملك بن ابراهيم رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأمين سرّها عبدالله باشميل وجلاوزتهما كيف سكتوا عن مخازي أمرائهم، وفجور حكّامهم، وفسق ملوكهم، وتهتُّك كبرائهم، ولم يروا في هذه الأعمال منكراً ينهون عنه؟
منشأ الوهّابيّة
الوهّابيّة فرقة منسوبة إلى محمد بن عبدالوهّاب، وابتداء ظهور بن عبد الوهاب كان سنة (1143هـ)، وإنّما اشتهر أمره بعد الخمسين فأظهر عقيدته الزائفة في نجد، وساعده على إظهارها محمد بن سعود أمير الدرعية بلاد مسيلمة الكذّاب مجبراً أهلها على متابعة ابن عبدالوهاب هذا، فتابعوه، وما زال ينخدع له في هذا الامر حيٌّ بعد حيٍّ من أحياء العرب حتى عمّت فتنته، وكبرت شهرته، واستفحل أمره فخافته البادية، وكان يقول للناس:
" ما أدعوكم إلاّ الى التوحيد، وترك الشرك بالله تعالى في عبادته " ، وكانوا يمشون خلفه حيثما مشى حتى أتسع له الملك.
وُلِدَ محمد بن عبدالوهّاب، سنة (1111هـ) وتوفي سنة (1207هـ......
وكان في ابتداء أمره من طلبة العلم، يتردّد على مكة والمدينة لأخذه من علمائها....
وممن أخذ عنه في المدينة: الشيخ محمد بن سليمان الكردي، والشيخ محمد حياة السندى، وكان الشيخان المذكوران وغيرهما من المشايخ يتفرسون فيه الغواية والإلحاد ويقولون:
" سيضل الله تعالى هذا، ويضل به من اشقاه من عباده " فكان الأمر كذلك، وكذا كان أبوه عبدالوهّاب (وهو من العلماء الصالحين) يتفرّس فيه الإلحاد، ويحذّر الناس منه، وكذلك أخوه الشيخ سليمان.
ان ابن عبدالوهاب نشأ في بلد العينيّة من بلاد نجد فقرأ على أبيه الفقه على مذهب أحمد بن حنبل، وكان من صغره يتكلم بكلمات لا يعرفها المسلمون، وينكر عليهم أكثر الذي اتفقوا على فعله، لكنه لم يساعده على ذلك أحد، فسافر من العينيّة الى مكة ثم الى المدينة، فأخذ الشيخ عبدالله بن ابراهيم بن سيف، وشدّد النكير على الاستغاثة بالنبي عليه السلام عند قبره، ثم رحل إلى نجد، ثم إلى البصرة يريد الشام. فلما ورد البصرة أقام فيها مدة، وأخذ فيها عن الشيخ محمد المجموعي، وأنكر على أهلها أشياء كثيرة فأخرجوه منها فخرج هارباً، ثم جاء بعد عدّة تحوّلات إلى بلد حريملة من نجد وكان أبوه بها فلازمه، وقرأ عليه، وأظهر الانكار على مسلمي نجد في عقائدهم، فنهاه أبوه فلم ينته حتى وقع بينهما نزاع، ووقع بينه وبين المسلمين في حريملة جدال كثير، فأقام على ذلك سنتين حتى توفي أبوه سنة (1153هـ)، فاجترأ على إظهار عقائده، والإنكار على المسلمين فيما أطبقوا عليه، وتبعه حثالة من الناس.
تنحصر عقيدته في أربعة أمور:
1 ـ تشبيه الله سبحانه وتعالى بخلقه.
2 ـ توحيد الألوهية، والربوبيّة.
3 ـ عدم توقيره النبيّ عليه السلام.
4 ـ تكفير المسلمين
يهوديّة آل سعود
فى الستّينات سلّطت الأضواء ـ من إذاعة صوت العرب، وإذاعة الثورة اليمانية في صنعاء على: «يهودية آل سعود» فحاول الملك فيصل إثباتها بنوع من التحدّي والتفاخر، لكنه حافظ على خط الرجوع إلى «إسلامه) المزيّف حينما قال:
إن قرابة آل سعود لليهود هي قرابة «سامية»!.. وذلك من خلال تصريحاته لصحيفة «واشنطن بوست» في (17) سبتمبر (1969م) التصريحات التي تناقلتها عدد من الصحف العربية ومنها «الحياة» البيروتية بقوله
إنّنا واليهود أبناء عم خلّص، ولن نرضى بقذفهم في البحر كما يقول البعض، بل نريد التعايش معهم بسلام!.. واستدرك يقول:
إنّنا واليهود ننتمي إلى «سام» وتجمعنا السامية كما تعلمون، إضافة إلى روابط قرابة الوطن، فبلادنا منبع اليهود الأول الذي منه انتشر اليهود الى كافة أصقاع العالم.
هكذا قال الملك فيصل بن عبدالعزيز، وقد نشر هذا الاعتراف في الصحف المذكورة ومثيلاتها.. لكن أحداً لم يعره كبير اهتمام، لأنه نشر في فترة تهادنت فيها الأنظمة العربية، وتعاونت أجهزة إعلامها في عناق ووفاق.
لقد عاش السعوديون حياة جديدة!. ولكن على حساب الشعب وموت القبائل..
لقد عاشت عائلة آل سعود ـ مالكة كل شيء ـ لتعيث فساداً في أرضنا، بينما قتلت قبائلنا.
القبائل التي حاربت حتى سلّمت آل سعود هذا الملك الفاسد!..
وليس هذا وحده ما فعله آل سعود بقبائل: عتيبة، ومطير، وحرب، وقحطان، والدواسر، وسبيع، وكل القبائل التي حاربت من أجلهم حتى ركبوا على أمتانها صهوات المظالم!.. لقد أمات آل سعود هذه القبائل بمجرد أن انتهوا منهم..
لقد أهملوا هذه القبائل، وما أن راحت هذه القبائل تشكو الفقر والجوع لابن سعود.. حتى شاور الانكليز عما يفعل بها.. فأشاروا عليه بارسال بعثات انكليزية تسمّى " بعثة مكافحة الجراد " فأخذت تبث السموم في المراعي بحجّة مكافحة حشرة الجراد، وتكبّ هذه المادة السامّة بكثرة على مراعي الإبل والأغنام، وبما أنّ هذه المادة تتكوّن من نخالة الحبوب المسمومة فقد أخذت الإبل والأغنام تقبل على التهامها وتموت بمجرّد التهامها لهذه المادة.. فأقعدت هذه القبائل على بساط الفقر وراحت تصرخ من الفقر.. فأمر عبدالعزيز الطاغية بإحضارها الى المدن وأخذ يوزع الطحين على هذه القبائل ويضع في هذا الطحين السمّ.
فمات معظم هذه القبائل قتلاً بالسمّ الزعاف بعد أن ماتت مواشيهم.. وهرب من تبقّى منهم إلى الصحراء ليجدوا في فقر الصحراء وجهلها، وجوعها، وعرائها كرامة لهم، ورحمة أكثر من خونة آل سعود الوحوش عديمي الكرامة والرحمة.
ولكن كيف يرجو العرب من آل سعود اليهود رحمة بالعرب.. وهم الذين اتخذوا لهم من مباديء عبدالعزيز وأهله وسيلة للغدر؟ ومنها: " قل مالا تفعل، وافعل مالا تقول "، " ومن يعادي آل سعود يعادي الله، فخذ عدوَّ الله بعهد الله وأغدر به ".
التاريخ السعودي الوهابي اليهودي
في عام (851هـ) ذهب ركب من عشيرة المساليخ من قبيلة (عنزة) لجلب الحبوب من العراق الى نجد، وكان يرأس هذا الركب شخص اسمه: سحمي بن هذلول، فمرّ ركب المساليخ بالبصرة، وفي البصرة ذهب أفراد الكرب لشراء حاجاتهم من تاجر حبوب يهودي اسمه «مردخاي بن ابراهيم بن موشي وأثناء مفاوضات البيع والشراء سألهم اليهودي تاجر الحبوب من أين انتم؟ فأبلغوه أنهم من قبيلة (عنزة.. فخذ المساليخ) وما كاد يسمع بهذا الاسم حتى أخذ يعانق كل واحد منهم ويضمّه إلى صدره قائلاً: إنه هو أيضاً من المساليخ لكنّه جاء للعراق منذ مدّة، واستقر به المطاف في البصرة لأسباب خصام وقعت بين والده، وأفراد قبيلة عنزة وما أن خلص من سرد أكذوبته هذه حتى أمر خدمه بتحميل جميع إبل افراد العشيرة بالقمح، والتمر، والتمن «أي الرز العراقي» فطارت عقول المساليخ «لهذا الكرم» وسرّوا سروراً عظيماً لوجود (ابن عم لهم) في العراق، بلاد الخير، والقمح، والتمر، والتمن.
وقد صدّق المساليخ قول اليهودي أنه (ابن عم لهم) خاصة وأنه تاجر حبوب القمح والتمر، والتمن!.. وما أحوج البدو الجياع الى ابن عم في العراق لديه ـ تمر، وقمح، وتمن ـ حتى ولو كان من بني صهيون.. ثم وما لم وأصله! (فالأصل ما قد حصل!) وما حصل هو التمر، والقمح، والتمن… وما أن عزم ركب المساليخ للرحيل حتى طلب منهم اليهودي مردخاي (ابن العم المزعوم) أن يرافقهم إلى بلاده المزعومة (نجد) فرحب به الركب أحسن ترحيب.
وهكذا وصل اليهودي ـ مردخاي ـ الى نجد، ومعه ركب المساليخ… حيث عمل لنفسه الكثير من الدعاية عن طريقهم على أساس أنّه ابن عم لهم، أو أنّهم قد تظاهروا بذلك من أجل الارتزاق كما يتظاهر الآن بعض المرتزقة خلف الأمراء.
وفي نجد جمع اليهودي بعض الأنصار الجدد إلاّ أنه من ناحية أخرى وجد مضايقة من عدد كبير من أبناء نجد، يقود حملة المضايقة تلك الشيخ صالح السليمان العبد الله التميمي من مشايخ الدين في القصيم، وكان ينتقل بين الأقطار النجدية، والحجاز، واليمن مما اضطر اليهودي ـ مردخاي ـ الى مغادرة القصيم، والعارض الى الأحساء، وهناك حرّف اسمه قليلاً ـ مردخاي ـ ليصبح (مرخان) ابن ابراهيم بن موسى.. ثم انتقل الى مكان قرب القطيف اسمه الآن (أم الساهك) فاطلق عليه اسم (الدرعية) وكان قصد ـ مردخاي ـ ابن ابراهيم بن موشي اليهودي ـ من تمسية هذه الأرض العربية باسم الدرعية التفاخر بمناسبة هزيمة النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلم واستيلاء على درع اشتراه اليهود بني القينقاع ـ من أحد أعداء العرب الذين حاربوا الرسول العربي محمد بن عبدالله صلّى الله عليه وآله وسلم في معركة ـ أحد ـ وانهزم فيها جيش محمد صلّى الله عليه وآله وسلم بسبب خيانة ذوي النفوس الرديئة الذين فضّلوا الغنائم على انتصار الحق، وخانوا واجبهم، بينما هرعوا لاقتسام الأسلاب تاركين مركز الاستطلاع الذي وضعهم فيه محمد صلّى الله عليه وآله وسلم فاستغل ذلك خالد بن الوليد وكان لازال مع طغاة قريش ضد محمد صلّى الله عليه وآله وسلم فأعاد خالد بن الوليد الكرة ضدّ النبي محمد صلّى الله عليه وآله وسلم وجنده دون إعطائهم المجال للتمتع بنصرهم، فكانت تلك الهزيمة التاريخية الشنعاءبعد هذه المعركة ـ معركة أحد ـ أخذ أحد أعداء النبي العربي (درع) أحد شهداء المعركة… وباعه لبني القينقاع ـ يهود المدينة ـ زاعماً أنه درع النبي العربي محمد بن عبدالله صلّى الله عليه وآله وسلم…، وبمناسبة استيلاء بني القينقاع على الدرع القديم تمسّك جدّ آل سعود اليهود ـ مردخاي بن ابراهيم بن موشي وفي ذلك ما يعبّره اليهود نصراً لهم ـ لكونهم اشتروا الدرع ـ المزعوم ـ لمحمد بن عبدالله صلّى الله عليه وآله وسلم بعد هزيمته في معركة ـ أحد ـ التي كان اليهود وراءها.
وهكذا جاء اليهودي ـ مردخاي ابراهيم موشي ـ الى (أمّ الساهك) بالقرب من القطيف ليبني له عاصمة يطل خلالها على الخليج العربي، وتكون بداية لإنشاء «مملكة بني إسرائيل» من الفرات الى النيلوفي (أمّ الساهك) أقام لنفسه مدينة باسم (الدرعيّة) نسبة الى الدرع المزعوم. تيّمناً بهزيمة النبي العربي.. وبعد ذلك، عمل مردخاي على الاتصال بالبادية لتدعيم مركزه.. الى حد أنه نصب نفسه عليهم ملكاً… لكن قبيلة العجمان متعاونة مع بني هاجر، وبني خالد أدركت بوادر الجريمة اليهودية، فدكت هذه القرية من أساسها، ونهبتها بعد أن اكتشفت شخصية هذا اليهودي (مردخاي بن ابراهيم بن موشي) الذي اراد أن يحكم العرب لا كحاكم عادي، بل كملك أيضاً… وحاول العجمان قتل اليهودي مردخاي، لكنّه نجا من عقابهم هارباً مع عدد من أتباعه باتجاه نجد مرّة ثانية حتى وصل الى أرض اسمها (المليبيد ـ وغصيبة) قرب العارض ـ المسمّاة بالرياض الآن ـ فطلب الجيرة من صاحب الأرض فآواه، وأجاره كما هي عادة كل انسان شهم… لكن اليهودي مردخاي ابراهيم ابن موشي لم ينتظر أكثر من شهر حتى قتل صاحب الأرض وعائلته غدراً، ثم أطلق على أرض المليبيد وغصيبة اسم (الدرعية) مرة أخرى.!…
وقد كتب بعض نقلة التاريخ ـ نقلاً عن كتاب مأجورين ـ زاعمين أن اسم الدرعية يشتق من اسم علي بن درع صاحب أرض ـ حجر والجزعة ـ قائلين: إنه من عشيرة مردخاي، وان ابن درع قد أعطاه الأرض فسمّيت باسم الدرعية فيما بعد… لكن لاصحة لكل ما كتبوا إطلاقاً… فصاحب الأرض الذي أجار اليهودي: مردخاي ابراهيم بن موشي، وغدر به اليهودي وقتله اسمه (عبدالله بن حجر)… وبعد ذلك عاد مردخاي جدّ هذه العائلة السعودية ففتح له مضافة في هذه الأرض المغتصبة المسماة بـ «الدرعية»، واعتنق الاسلام (تضليلاً» و «اسماً» لغاية في نفس اليهودي مردخاي، وكوّن طبقة من تجار الدين أخذوا ينشرون حوله الدعايات الكاذبة، وكتبوا عنه زاعمين أنه (من العرب العربي)، كما كتبوا زاعمين «أنه قد هرب مع والده إلى العراق خوفاً من قبيلة عنزة عندما قتل والده أحد أفرادها فهدّدوه بالانتقام منه ومن ابنه، فغير اسمه واسم ابنه وهرب مع عائلته إلى العراق»، والحقيقة أنه لا صحة لهذا، بل إن هذه الأقوال نفسها تثبت كذبهم.
وقد ساعد على تغطية تصرّفات هذا اليهودي غياب الشيخ صالح السليمان العبد الله التميمي الذي كان من أشد الذين لاحقوا هذا اليهودي، وقد اغتاله مردخاي ـ أثناء ركوعه في صلاة العصر بالمسجد في بلدة الزلفي… ـ ومن بعدها عاش مردخاي مدة في «المليبيد وغصيبة» الذي اطلق عليها اسم ـ الدرعية ـ فيما بعد نسبة الى اسم الدرع المزعوم للرسول كما قلنا.
فعمّر الدرعية وأخذ يتزوج بكثرة من النساء والجواري، وأنجب عدداً من الأولاد فأخذ يسمّيهم بالأسماء العربية المحلية، ولم يقف مردخاي وذرّيته عند هذا، بل ساروا للسيطرة على مقاليد الحكم في البلاد العربية بالغدر والاغتيالات، والقتال حيناً، وبالإغراءات، وبذل الأموال، وشراء المزارع، والأراضي، والأرقاء، والضمائر وتقديم النساء ـ الجواري ـ والأموال لأصحاب الجاه والنفوذ، ولكل من يكتب عن تاريخهم، ويزيّف التاريخ بقدر الإمكان «ليجعلهم من ذرية النبي العربي» ويجعلهم من نسل «عدنان» حيناً، ومن نسل «قحطان» حيناً آخر.
هكذا كتب الكُتّاب عنهم، وتنافسوا في تزوير تاريخهم.
ونسب بعض المؤرخين الأجراء تاريخ جد هذه العائلة السعودية ـ مردخاي ابراهيم موشي اليهودي ـ إلى «ربيعة» و قبيلة «عنزة» وعشيرة المساليخ، حتى أن الآفّاق.. «مدير مكتبات المملكة السعودية» المدعو محمد أمين التميمي، قد وضع شجرة لآل سعود، وآل عبدالوهاب ـ آل الشيخ ـ أدمجهم: معاً في شجرة واحدة زاعماً أنهم من أصل النبي العربي (محمد صلى الله عليه وسلم) بعد أن قبض هذا المؤرخ اللئيم مبلغ (35) ألف جنيه مصري عام (1362هـ ـ 1943م) من السفير السعودي في القاهرة عبدالله ابراهيم الفضل، والمعروف أن هذا المؤرخ الزائف محمد التميمي هو الذي وضع شجرة الملك فاروق ـ البولوني ـ الذي طردته ثورة (23) يوليو (1952م) من مصر العربيّة زاعماً هو الآخر بأنه من ذرية النبي العربي، وأن أصله النبوي جاء من ناحية أمه.
أكتفى بهذا القدر ولنا لقاء قريبا إن شاء الله مع الجزء الثانى، إن كان فى العمر بقية.....
المراجع:
القرءآن الكريم
تاريخ آل سعود لناصر السعيد
كتاب " كشف الإرتياب لأتباع محمد بن عبد الوهاب "
كتاب " صفحة عن آل سعود الوهابيين "
كتاب " فتنة الوهابية "
مذكرات الجنرال جون فيلبى