السلفية : الجذور .. والشرور .!

آحمد صبحي منصور في الإثنين ٢٨ - مارس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

مقدمة : ـ  بخلع حسني مبارك وسقوط " أمن الدولة " ظهر للعيان جسم السلفية يهدد أمن مصر الأجتماعي ومستقبلها ، وكان التركيز فيما سبق على "الأخوان المسلمون " ولكن ما لبث السلفيون أن أحتلوا معظم الصورة محل الأخوان. ومن قبل نشر موقعنا " أهل القرآن " من خلال المقالات والفتاوى الكثير عن الأخوان ، وفيها كنت أحرص على التفرقة بين "الاخوان كتنظيم " و " الأخوان كثقافة" ، وكنت أقصد " بالأخوان المسلمين"  كثقافة أي ثقافة "الوهابية "، او "السلفية" .

نتوقف هنا لنلقي الضوء على السلفية من جذورها التاريخية إلى حاضرها الراهن ..

أولا : ـ

1 ـ نضطر في لمحة سريعة إلى التعرض" لملة إبراهيم " أو الإسلام الحنيف ، والذي جاء به إبراهيم عليه السلام ومنه جاء الأنبياءعبر اسحاق وابنه يعقوب أو إسرائيل ، ثم يوسف ، وبقية أنبياء بني إسرائيل ، ثم جاء خاتم النبيين من فرع إسماعيل . وإسماعيل هو أب العرب المستعربة أو عرب الشمال . وقد تعاون إبراهيم وإسماعيل  في أعادة بناء المسجد الحرام بعد أن هدى الله تعالى إبراهيم إلى مكانه واساسه القديم .

2 ـ تكاثرت القبائل من نسل اسماعيل بن إبراهيم، وكان أقواها قريش التي احتلت مكة وسيطرت علي المسجد الحرام وفريضة الحج ، وفي هذا العصر حدثت  صعوبات فى "طريق الحرير " أو الطريق التجاري الذي يصل ما بين الصين والهند  الى أوربا عبر اواسط أسيا ، وظهر بديلاً عنه الطريق البحري البري ، عبر اليمن ، فالجزيرة العربية إلى سوريا والدولة البيزنطية ، او ما كان يعرف برحلة الشتاء والصيف ، حيث يأتي تجار اليمن بتجارة الهند عبر بحر العرب والمحيط الهندي ، فيشتريها منهم تجار قريش ويحملونها إلى سوريا حيث تسيطر الدولة البيزنطية ويشتري تجار قريش من البيزنطيين البضائع الأوربية ، ويحملونها إلى اليمن ، ويتم التبادل عبر هذه التجارة الدولية ، ويكسب بها القرشيون أرباحاً باهظة ." الإيلاف " هو الذي أكّد نجاح هذه التجارة ، فالقبائل الصحراوية شمال وجنوب مكة فيما بين الشام واليمن احترفت السلب والنهب ، ولكن عبر الإيلاف أصبحوا حراساً للقوافل القرشية ، مقابل أن تسمح قريش لأصنام تلك القبائل بالوجود داخل البيت الحرام لتنال نصيبً من قدسية الكعبة ، والتزاور في موسم الحج . وبالإيلاف عاشت قريش في أمن ورخاء بينما عانى العرب من الحروب وشظف العيش ، أي أن قريش انتهكت ملة إبراهيم أو دين إبراهيم في سبيل مصالحها التجارية ، ولهذا أرسل الله جلا وعلا خاتم المرسلين محمداً عليه السلام لتطهير ملة إبراهيم داعياً أن يكون الدين ( عقيدة وعبادة ) خالصاً لله جل وعلا وحده . ومن الطبيعي أن تقف قريش ضد الإسلام حرصاً على تجارتهم مع إيمانهم بإن القرآن هو الهدى " القصص 57 " لذا جعلوا رزقهم في تكذيب القرآن " الواقعة 82" .

3 ـ وبرغم الأضطهاد القرشي وحرب قريش للمسلمين بعد هجرتهم إلى المدينة فإن دعوة القرآن الكريم لإسلام القلب لله جل وعلا نشرت وعياً لدى القبائل العربية فأدركوا عبثية العبادة لإلهة مصنوعة من الحجارة ، وادركوا كيف أستغلتهم قريش وتحكمت فيهم عبر تلك العبادات السخيفة لقبور وآلهة وموتى وأصنام ، وبدخولهم إلى الإسلام بدأوا في الهجوم على قوافل قريش فأدركت قريش ان مصالحها تحتم عليها ان تدخل في الإسلام ، وهذا ما حدث قبيل موت النبي عليه السلام بقليل . وبعيد موت النبي وجدت تلك القبائل أن قريش عادت للسيطرة فثارت تلك القبائل تحت اسم "حركة الردة " وبعد اخمادها بصعوبة أدركت قريش ان السبيل للتخلص من  شراسة تلك القبائل ومن انتقامها المقبل هو في توجيه طاقتها الحربية إلى الخارج ، فقادتهم قريش إلى التوسع الخارجي . وبهذا تكونت امبراطورية العرب تحت زعامة قريش التي حكمت في معظم العالم المعروف من عصر الخلفاء الراشدين إلى نهاية عصر الخلفاء العباسيين تحت إسم الإسلام. وترتب على هذا نتائج أهمها :

3 / 1 ـ عودة التدين القرشى القديم الذى قام بتغييب ملة ابراهيم ، وأضيف اليه تحريف الجهاد الاسلامى القائم على الدفاع فقط دون هجوم الى هجوم واحتلال بلاد الآخرين ، وهذا التحريف القرشى تمت صياغته فيما سمّى بالسّنة ، وكان دين الٍسّنة هو أبرز ما يعبر عن الهيمنة القرشية ، والى جانب السّنة ظهر التشيع خصما له معبرا عن الثقافة الفارسية ، ثم ظهر دين التصوف معبرا عن كل الديانات الأرضية للشعوب .

3/ 2ـ انقسام العالم إلى معسكرين : معسكر" إسلامي " ومعسكر "مسيحي" في اوربا ، وسيطرة المسلمين على طريق التجارة بين الهند وأوربا .

4 ـ نظراً لحاجة اوربا الماسة إلى التجارة الشرقية كان الحلم الأوربي هو الوصول للهند بعيداً عن العدو الإسلامي ، مع حلم آخر هو التحالف مع دولة الحبشة المسيحية لتهديد مكة والمدينة . ومن هنا بدأت حركة الإسترداد الأوربي في اسبانيا بسقوط الأندلس ، تلاها محاولة الوصول إلى الهند وتمكن كريستوفر كولومبس من أكتشاف العالم الجديد معتقداً انه وصل الهند. وبالكشوف الجغرافية سيطرمعسكر الغرب المسيحي ليس فقط على العالم الجديد بل أيضا إستعمر "المعسكر الإسلامي" .

ثانيا:

1 ـ وقت أضمحلال الدولة العثمانية بدات حركة اليقظة العربية الإسلامية في اتجاهين :الأول : اتجاه العودة للماضي " السلف " بالدعوة الوهابية التى أقامت الدولة السعودية الأولى ( 1745 ـ 1818 ). الأتحاه الثاني : هو اتجاه مناقض للأول تزعمته مصر فى عهد محمد علي، وهو التحديث أخذاً عن اوربا .

2 ـ واصطدم الأتجاهان ، ونجح الأتجاه التقدمي التحديثي " محمد علي " في تدمير الدولة السعودية عام 1818 . ثم قامت الدولة السعودية الثانية وسقطت بسبب صراع عائلي ، ثم استطاع عبدالعزيز " ابن سعود " في اقامة الدولة السعودية الراهنة " 1902  ـ 1932 ". وحتى لا تسقط دولته اهتم عبدالعزيز بنشر مذهبه الوهابي في مصر التي كانت تدين بالتصوف السني ، أي عقيدة التصوف في تقديس الأولياء ، مع الشريعة السنية في المعاملات . وجاءته الفرصة باحتلال الحجاز ومكة و السيطرة على البيت الحرام وفريضة الحج عامى 1924 : 1925 فعمل على نشر الوهابية بالاتصال بزعماء المسلمين، مع التركيز على الهند ومصر . وقد كانت الجمعية الشرعية ـ أقوى الجمعيات الدينية فى مصر ـ  تدين بالتصوف ، فتسلل إليها رشيد رضا كبيرعملاء آل سعود وجعلوها وهابية متشددة ، ثم أنشأ عملاء عبدالعزيز آل سعود ( حامد الفقى ) جماعة أنصار السنة لنشر( السلفية ) بدلا من " الوهابية "الذي كان مكروها فى مصر.ثم أقام السعوديون منظمة " الشبان المسلمون " وبعدها بعام واحدد اختار رشيد رضا شاباً نابهاًهو حسن البنا من" الشبان المسلمين "  وانشأ له تنظيم " الاخوان المسلمين " ليتفرغ للعمل السياسي بينما يتفرغ ".أنصار السنة " للعمل الدعوي ونشر الوهابية فى مصر تحت مسمى السّنة والسلفية .

3 ـ نجح حسن البنا خلال عشرين عاماً ( 1928 : 1949 ) في انشاء خمسين الف فرع للأخوان في مصر وفي انشاء التنظيم العالمي للأخوان المسلمين ، وانشاء الجهاز الخاص العسكرى ، كما نجح في اشعال  ثورة الميثاق في اليمن . واشترك الأخوان المسلمون مع عبد الناصرفي انقلاب عام 1952. ثم حدث اختلاف بين عبدالناصر والأخوان ، وبعد حادث المنشية عصف بهم عبدالناصر فهرب معظمهم إلى وطنهم " الأم " السعودية في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز . كان عبدالعزيز قد منع مسبقاً ان يكون للاخوان المسلمين فرع في أمارته او مملكته ، ولكن الظروف حتمت ان يقوم اولاده بحمايتهم واستضافتهم في المملكة .

4 ـ الأخوان المسلمون المصريون بخلفيتهم المصرية لم يتشربوا الحكم المطلق البدائي لآل سعود . فشتان بين مصر الليبرالية التي عاشوا فيها ( 1021 : 1952 ) والتخلف السعودي ، وشتان بين الحكم المطلق السعودي والحكم الدستوري لأسرة محمد علي ، وشتان بين حرية الفكر في مصر ، والاستعباد والاسترقاق الذى هو جوهر الحكم السعودى ، وليس مجرد مصادرة الرأي والفكر في السعودية ، وشتان بين مصر التي يتوالى عليها الحكام وتلك المملكة (السعودية )التي تملكها الأسرة ( السعودية )وتحتكر الثروة والسلطة.

أيقن الأخوان المسلمون داخل السعودية ان مصدرية الحكم لآل سعود هو في الوهابية ، وبالتالي لابد من شراكة في الحكم تتضمنهم باعتبارهم علماء الوهابية ومن (أهل الحل والعقد ) ، وهذا يناقض الأعتقاد السعودي بإن مصدرية الحكم لديهم هي في السيف الذي بنوا به ملكهم من الدولة السعودية الأولى إلى السعودية الراهنة. بدأ الأخوان المسلمون في الدعوة سراً إلى ما يعتقدونه ، فشب الخلاف بين السعوديين والأخوان وتطور هذا الخلاف ، الى أن أثمر جهد الأخوان عن قيام المعارضة السعودية بعد حرب الخليج . تلك المعارضة التي تزعمها محمد المسعري وسعد الفقيه في الخارج ، وقام عليها صفر الحوالي وسلمان العودة في الداخل ، والتي انجبت أسامة بن لادن مؤخراً .بسبب هذا الخلاف السياسي بين الأخوان والسعودية جاء التركيز السعودي على تدعيم أنصار السنة ( السلفية ) دون الأخوان ، فليس للسلفيين أو أنصار السنة أجندة سياسية .  

5 ـ ومعروف ان السادات تحالف مع التيار السلفي بكل اطيافه السياسية والدعوية، وفي عصره أنبثقت تنظيمات مختلفه وأطياف متنوعة من الجهاد والجماعة الإسلامية وازدهرت حركات مختلفة ، وفي عصر مبارك تعرضت الأطياف السياسية منها للإضطهاد ( الأخوان ، الجماعة الإسلامية ، الجهاد ) بينما سيطر امن الدولة على الجسم الأكبر للدعوة الوهابية ، وهو الجمعيات السلفية .

وبالتمويل السعودي والدعم المصري تمدد وتشعب التيار السلفي الدعوى وانتشرت تنظيماته وتكاثرت مساجده بالآلاف ، وتسلل إلى الأزهر والتعليم والأعلام والنوادي .. وبتأثيرهم انتشر الحجاب والنقاب ، ووقع الأضطهاد على أهل القرآن لمجرد أنهم يواجهون الوهابية من داخل الإسلام ، بل وتفرغ التيار السلفي لمطاردة المفكرين العلمانيين بمحاكم التفتيش أو " الحسبة " ومطاردة الأقباط ، واستغلهم أمن الدولة في احداث القلاقل التي تبرر تمديد قوانين الطوارئس .

6 ـ وبتسلل امن الدولة إلى جسم الحركة السلفية امكن أنشاء تنظيمات مختلفة تعمل لصالح الأمن. بل نجح الامن في عقد صفقة مع زعماء المساجين من الجماعة الإسلامية والجهاد فيما يعرف بالمراجعة الفكرية وبها يتخلون عن " العنف " والعمل السياسي وطريق الاخوان ، ويتراجعون إلى المربع الأول أي الدعوة ، أي معسكر " أنصار السنة " أو السلفية ، ليكونوا احدى تنظيمات الحركة السلفية ، تعمل في خدمة امن الدولة وتنظيماتها السلفية السرية ، ومنها ما يتولى لأمن الدولة تنفيذ العمليات القذرة ، مثل تفجير كنيسة القديسين في الأسكندرية ،وتفجيرات شرم الشيخ في سيناء .

ثالثا:

1ـ ثم سقط مبارك وسقط أمن الدولة وظهر جسم الحركة السلفية متحرراً .. يملك التوسع والأنتشار ، والقنوات الفضائية والنفوذ في الأزهر والأوقاف والتعليم والأعلام ، وأهم من ذلك ملايين الأتباع والأنصار في القرى والنجوع والأحياء الشعبية ، وظهر تأثيرهم في الأستفتاء الأخير وفي تعدياتهم على المواطنين وفي تصريحات ائمتهم التي تشي وتشير إلى طموح سياسي يستثمر الوضع الحالي من الحرية ، وتحرره من سيطرة أمن الدولة ، والسيولة التي تعيشها مصر الآن ، بين غروب دولة بوليسية وملامح فوضى متفرقة ومظاهرات ومطالب فئوية ، ومجلس عسكري لم يكن أعضاؤه جاهزين لإدارة دولة مدنية ، وبقايا أمن الدولة ونظام قديم لا يزال يعمل في الظلام لإسترداد ما سبق  أو حتى على الأقل للإفلات من العقاب بإيقاع مصر في الفوضى ، والسبيل إلى ذلك أن يتعاون مع البلطجية ومتطرفي السلفيين لإحداث فوضى بتدمير الكنائس أو الأضرحة ..

فالواضح أن قفز السلفيين إلى الحكم مرتبط بإحداث فوضى ، وفي هذه النقطة يتفق السلفيون مع بقايا نظام مبارك وأمن دولته ، خصوصاً وان زعماء السلفيين الحاليين هم صنائع أمن الدولة ، وقد تربوا على التعامل مع أمن الدولة في عصر مبارك طيلة ثلاثين عاماً .

2 ـ الخاسر الأول من ظهور السلفيين على الساحة هم الأخوان المسلمون والأقباط.

2/ 1 : يعاني الأخوان المسلمون أيضاً من أنشقاق بعض الطموحين من زعمائهم عنهم مثل د. عبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد حبيب، والأنفصام بين قادة مكتب الإرشاد وشباب الأخوان الذين يريدون المشاركة في القيادة وليس مجرد الطاعة والتلقين . وهذا بالإضافة إلى المعضلة الكبرى لدى الأخوان وهي أفتقارهم إلى التحديث وأنتاج فكر ديني مستنير كما يفعله أهل القرآن ، أقصد الفكر الذي يؤصل إسلامياً للدولة المدنية العلمانية وحقوق الإنسان والديمقراطية والحرية المطلقة في الدين .. لا يستطيع الأخوان ذلك لأنهم " وهابيون " مؤمنون باحاديث ما أنزل الله بها من سلطان .

2/2 : السلفيون يمثلون أزمة أسوأ فى مصر فى وقت غاية فى الحرج.!.. ففى فترة السيولة فى مصر وهى تجتاز عنق الزجاجة بين فوضى كامنة وبوليس غائب أو متهاون أو متآمر أو خائف ، وبين قوى مضادة كامنة تتحرك فى الظلام وقوى احترفت لعمل مع أمن الدولة فى أعمال قذرة يصعب التفرقة بين ما هو (بلطجة ) وما هو ( بلطجة مؤدلجة) أى سلفية . وكما كان مبارك يستخدم الأقباط ضحية نموذجية له يطلق عليهم عملاءه من السلفيين فلا يزال نفس النهج سائدا عبر صلات بين بقايا نظام مبارك وخدمهم من السلفيين . وليست الخطورة فى الوضع الراهن فقط ،بل إنه يتجلى أكثر فى طبيعة الحركة السلفية ، فهم لا يتمتعون بما لدى الاخوان من حذر وحنكة سياسية . على العكس فالسلفيون لم يمارسوا العمل السياسى ولم يعرفوا فنّ التعمل مع المختلف معهم سياسيا وفكريا ودينيا إلا بالمصادرة و التكفير والقتل و الاعتداء . ثم فوجئوا بالساحة مفتوحة أمامهم للعمل السياسى بدون استعداد ، فدخلوا فيه بما تعودوا عليه من ثقافة التكفير والتحقير والسّب والاعتداء والتحريض بالخشن من القول. كانوا من قبل يتكلمون فقط ، فأتيح لهم الآن فى ظرف استثنائى أن (يفعلوا ) وأن يطبقوا ما يقولون أو بعض ما يقولون. ومسرح الضحايا ينتظرهم ، فنظام مبارك قام بتقسيم مصر الى معسكرين متعاديين : المسلمون والأقباط . وبينهما ضاعت حرية الفرد فى اختيار عقيدته ، فممنوع على القبطى أن يدخل فى الاسلام ، ومحظور على المسلم أن يرتد ويتنصّر. وتزداد الحساسية لو كان الفاعل إنثى . والسلفيون كانوا زعماء المعسكر (الاسلامى ) ، وقد كانوا لا يملكون سوى التحريض . الان يمكنهم تفعيل أقوالهم وفرضها على العدو الأول والأكبر لهم ، وهم الأقباط .

ولا ريب أن عيون السلفيين على القبطيات لآدخالهن فى الدين السلفى . وكما ينتشر الأقباط فى معظم قرى مصر ونجوعها و مدنها و حاراتها الشعبية فكذلك ينتشر السلفيون ،أى إن المواجهة هنا هى على امتداد العمران المصرى .!!

3 ـ هناك ضحايا آخرون محتملون للسلفية ، أهمهم القرآنيون والصوفية والشيعة والمرأة السافرة و العلمانيون . السلفيون يهددون بهدم أضرحة الصوفية والأضرحة المقدسة للشيعة والصوفية مثل ضريحى الحسين والسيدة زينب . والصوفية يهددون بمسيرات مقدما دفاعا عن أضرحتهم المقدسة . وليست للقرآنيين أضرحة ولا يؤمنون بها بل يعتقدون أنها رجس من عمل الشيطان ، ولكن يرفضون هدمها ماديا ، فليس هذا فى الاسلام . المطلوب هو هدمها معنويا أى هدم الشعور الدينى بتقديسها لتصبح مجرد أحجار وبناء وزخرفة معمارية.

4 ـ لذا فالمطلوب من كل الضحايا المحتملين والفعليين أن يتعاونوا معا سلميا وثقافيا وسياسيا لتعليم وتهذيب واصلاح هذا الوحش السلفى لترويضه قبل أن يصرع نفسه والآخرين .

الختام :

الحل هو في العنوان الذي بدأت به مقالاتي في الأخبار وغيرها من الصحف عام 1989 ، وكان العنوان هو " القرآن هو الحل " .. فلا يزال القرآن هو الحل .. . 

اجمالي القراءات 22941