فى حالة التبنى يقول جل وعلا : ( وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ) ( الأحزاب 4 : 5 ), أى لا مكان للتبنى ، فلا بد للابن المتبنى ( بفتح النون ) أن يحمل إسم أبيه الحقيقى . فإن كان أبوه الحقيقى مجهولا فيمكن إعتباره أخا فى الدين ـ أو يدخل بالولاء تابعا الى قبيلة او اسرة ما ، دون أن يحمل نسبا معينا .
العلاقة بين موضوع التبنى وموضوع حقيقة نسب ابن لأبيه هو فى الشك أو الجهل بالاب الحقيقى . والآن يمكن بالدى إن إيه المعرفة القاطعة بنسبة الابن الى أبيه ، وبالتالى فقوله جل وعلا (فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ ) هى العلاقة بين الحالتين هنا ، بمعنى أنه لو علمنا من هو الأب فلا بد من نسبة الابن لذلك الأب مع ما يترتب على ذلك من حقوق وواجبات وعلاقات .
مع ملاحظة أن الله جل وعلا يجعل (العلم ) هو الأساس ، وعند نزول القرآن كان العلم المتاح ناقصا وقاصرا ، أما الآن فالعلم عن طريق الحمض الوراثى الذى خلقه الله جل وعلا فينا ـ هو علم يقينى . أو هو البصمة الفريدة أو توقيع الخالق فى كل خلية داخلنا . والاحتكام الى هذا التوقيع الالهى شرعى مائة فى المائة.
وعليه فلو ثبت ان الابن ينتمى الى اب آخر عن طريق الحمض الوراثى لهما فيكون الابن منتسبا لابيه الحقيقى وتؤول اليه كل حقوق وواجبات الابن الحقيقى وتنقطع صلته بالاب السابق واخوته السابقين فيما يخص النسب و حرمة الزواج والميراث . وينتقل كل ذلك الى وضعه الجديد مع ابيه الحقيقى واخوته واخواته من ابيه الحقيقى.