ثقتي غير المحدودة بوعي وقدرة الشعب المصري وشبابه الواعد، لا تنبع من التشدق بشعارات، أو السجود أمام أصنام تقليدية، مثل ما شاع من مقولات "الشعب البطل" و"الشعب المعلم"، التي سبق وأن رددها عبد الناصر، وهو يسوق الجماهير سوق النعاج، ويلقي بصفوتها وراء الشمس كما شاع وقتها.. هي ثقة عملية محضة، تنبع مما أنجزه الشباب وبهر به العالم أجمع، ومن المعايشة اليومية للإنسان المصري البسيط، الذي تتملقه الصفوة حيناً، وتنعته بالجهل والسذاجة حيناً آخر.. &Ccediالحقيقة التي لا يعرفها غير المخلصين بحق، والمتحسسين لنبض الشارع المصري بحق، هي أن وعي وذكاء الإنسان المصري المكافح البسيط يفوق كل التوقعات، بل ويحيل أكداس البحوث الوالدراسات الشرق أوسطية في كبرى دول العالم إلى نفايات لا تستحق الحبر المسفوك فيها، إذا ما سطرت احتمال تلاعب المتلاعبين من كل لون وصنف بعقول ومشاعر هذا الشعب، والسيطرة عليه بإدخاله إلى زنزانة جديدة أشد إظلاماً وانغلاقاً، وتحويل مصر المحروسة إلى كيان انفجاري كإيران وأفغانستان وغزة الحمساوية والجنوب اللبناني الشيطاني.
ما ألمسه بيقين تام أن الشعب المصري قد وعى جيداً دروس الماضي المصري الأليم، ويعي أيضاً دروس الحاضر للشعوب المجاورة.. وعى الدرس الناصري وهتافات وشعارات العروبة المعادية لكل العالم، واشتراكيته التي كانت عادلة في توزيع الفقر المدقع على الجماهير، وتوزيع خيرات البلاد ومجوهرات الأسرة المالكة وأموالها على شذاذ الآفاق الذين جلبتهم الثورة ليتسيدوا علينا، بعد أن كانوا في أسفل سافلين.. وتجرعنا جميعاً مرارة النكسة، وعشنا بأنفسنا انهيار قصور الضباب وقلاعه، التي تصورنا أننا بنيناها في حربنا المقدسة على كل العالم الحر والمتقدم، والذي صنفناه بالاستعمار وأعوان الاستعمار، والإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية، فشاعت نكتة مصرية في شكل فزورة تسأل عن الطريق الطويل الطويل وآخرته طين (الكلمة الحقيقية لا يصح استخدامها هنا)، لتكون الإجابة أنه طريق النضال.
هكذا لا يكون هناك أدنى فرصة لقفز أشاوس العروبجية والناصرية والاشتراكية على ثورة شعبنا، رغم انتشارهم وسيطرتهم على وسائل الإعلام طوال الستة عقود الماضية، وإن كان التأسلم السياسي قد شاركهم في ثلثي تلك الحقبة.. نعم كان الناس طوال حقبة الفساد والاستبداد يتعزون ويتسلون بصيحات هؤلاء ونقدهم الحنجوري، تنفيساً للمكبوت، وتسرية عن هموم وبلايا الواقع البائس، لكن من يتصور أن الناس تقتنع حقيقة بهؤلاء أو تثق فيهم، يكون في الحقيقة يرتكب جريمة في حق ذاته، بأكثر مما يرتكب جريمة في حق الشعب الذي ينسب إليه السذاجة أو البلاهة، ولا تختلف نظرة الشعب للإخوان وسائر المتعصبين الدينيين، عن تكل النظرة لأمراء الصياح والمهاتراتـ والذين نعرف جميعاً ارتباطهم التمويلي قبل الأيديولوجي بصدام حسن والقذافي، والمماثل بالطبع لتمويل الإخوان والإرهاب من قبل أوكار التخلف في دول الخليج.
ما ألمسه بيقين تام أن الشعب المصري قد وعى جيداً دروس الماضي المصري الأليم، ويعي أيضاً دروس الحاضر للشعوب المجاورة.. وعى الدرس الناصري وهتافات وشعارات العروبة المعادية لكل العالم، واشتراكيته التي كانت عادلة في توزيع الفقر المدقع على الجماهير، وتوزيع خيرات البلاد ومجوهرات الأسرة المالكة وأموالها على شذاذ الآفاق الذين جلبتهم الثورة ليتسيدوا علينا، بعد أن كانوا في أسفل سافلين.. وتجرعنا جميعاً مرارة النكسة، وعشنا بأنفسنا انهيار قصور الضباب وقلاعه، التي تصورنا أننا بنيناها في حربنا المقدسة على كل العالم الحر والمتقدم، والذي صنفناه بالاستعمار وأعوان الاستعمار، والإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية، فشاعت نكتة مصرية في شكل فزورة تسأل عن الطريق الطويل الطويل وآخرته طين (الكلمة الحقيقية لا يصح استخدامها هنا)، لتكون الإجابة أنه طريق النضال.
هكذا لا يكون هناك أدنى فرصة لقفز أشاوس العروبجية والناصرية والاشتراكية على ثورة شعبنا، رغم انتشارهم وسيطرتهم على وسائل الإعلام طوال الستة عقود الماضية، وإن كان التأسلم السياسي قد شاركهم في ثلثي تلك الحقبة.. نعم كان الناس طوال حقبة الفساد والاستبداد يتعزون ويتسلون بصيحات هؤلاء ونقدهم الحنجوري، تنفيساً للمكبوت، وتسرية عن هموم وبلايا الواقع البائس، لكن من يتصور أن الناس تقتنع حقيقة بهؤلاء أو تثق فيهم، يكون في الحقيقة يرتكب جريمة في حق ذاته، بأكثر مما يرتكب جريمة في حق الشعب الذي ينسب إليه السذاجة أو البلاهة، ولا تختلف نظرة الشعب للإخوان وسائر المتعصبين الدينيين، عن تكل النظرة لأمراء الصياح والمهاتراتـ والذين نعرف جميعاً ارتباطهم التمويلي قبل الأيديولوجي بصدام حسن والقذافي، والمماثل بالطبع لتمويل الإخوان والإرهاب من قبل أوكار التخلف في دول الخليج.
هؤلاء بالنسبة للشعب يؤدون وظيفة الكيد للنظام المستبد، فالأقلية فقط هي من تعرف ارتباط المناضلين الأشاوس بالأجهزة الأمنية، وعلاقتهم العضوية بها، بل وأنهم صناعتها وصنيعتها، وهم بالتأكيد هكذا الأكثر كفاءة في أداء أدوارهم من سائر مكونات النظام المباركي، أي تلك الممسكة بسلطة القمع والنهب في المواقع التنفيذية، كما لا تقارن نجاحاتهم بالفشل الذريع لكتاب وإعلاميي السلطة في وسائل الإعلام المسماة قومية، والذين يفاقم نفاقهم وتزلفهم من نقمة الجماهير عليهم وعلى من وضعهم في تلك المواقع، للحصول على الملايين من الجنيهات من عرق الشعب، مقابل تضليله أو حرق دمه!!
الآن وقد سقط النظام، لم تعد هنالك من حاجة لأمراء التهييس والهتاف والسباب، وبالطبع لا يتصور إلا سليم نية، أن شعبنا المحب للحياة، وشبابنا الباحث عن الحرية والكرامة والتنمية التي تكفل له حياة كريمة، يمكن أن يذهب وراء دراويش ومرتزقة العروبجية، ليهدر ما تبقى من مقومات الحياة في مصر، وهو يحارب معارك الستينات الوبيلة، مقاتلاً لطواحين دون كيخوتة. .الشعب يرنو الآن لنموذج التنمية وليس نموذج التمرد الإيراني أو السوري أو الفنزويلي والكوري الشمالي. . المثل المرتجى هكذا لابد وأن يكون ماليزيا والصين وكوريا الجنوبية والهند والبرازيل والأرجنتين.
يتبقى لنا أن نتفكر، إن كانت فلول العروبجية والناصرية وربما القذافية أيضاً في مصر قادرة على تعويق مسيرة الثورة، إذا لم تكن قادرة كما أسلفنا على اختطافها أو حرفها عن مسارها. . هل تستطيع بما تمتلك من تمرس وخبرات في المهاترة والديماجوجية، أن تطلق قنابل دخان تعمي ولو بعض العيون، وتصدر تشويشاً على موجات الثورة، بقذائف الشجب والتنديد والتخوين التقليدية؟
يقتضي الإنصاف كما تقتضي الموضوعية، أن نعترف لهؤلاء بقدرتهم ولو المحدودة على هذا التعويق للمسيرة، دون أن يستدعي الأمر أكثر مما يستحق من الخشية أو الحذر، فهم أفراد وشرازم يستحيل أن تتفق معاً على أي أمر، كما يستحيل عليها تكوين فريق فعال، كما يفعل الإخوان المسلمون مثلاً، فأقصى ما يستطيعون هو عقد اجتماعات ومؤتمرات تحت مسمى التوحد وتكوين الجبهات، ليخرجوا منها أكثر اختلافاً وعداء لبعضهم البعض، وهي النتيجة المحتمة العائدة إلى ركيزتين أساسيتين، أولهما أنهم ليسوا أصحاب قضية مادية حقيقية، وإنما مجرد شعارات حماسية خالية من كل مضمون وجدوى. وثانيهما أن هؤلاء جميعاً يشتركون في أنهم متمحورون حول ذواتهم المحبطة بعقدة الدونية، وبالتالي يخلو قاموسهم من مفردات التفاني من أجل صالح وطن أو قضية، وسنجدهم هم بأنفسهم يحبطون ويضربون زميلهم هذا أو ذاك، ممن سيذهبون في أحلامهم إلى حد الترشح لرئاسة الجمهورية، لكي يكفونا نحن مشقة تنقية صفحتنا الوطنية من أمثال هؤلاء، بحيث نستطيع هنا بثقة أن نقول، أن الفيروس يحمل في ذاته مقومات تحجيمه، ليتوجب علينا بعد ذلك أن نقبل بوجود هؤلاء وصيحاتهم كنوع من التسلية، أو كبعض البهارات على تورتة الثورة المصرية الشهية!!
الآن وقد سقط النظام، لم تعد هنالك من حاجة لأمراء التهييس والهتاف والسباب، وبالطبع لا يتصور إلا سليم نية، أن شعبنا المحب للحياة، وشبابنا الباحث عن الحرية والكرامة والتنمية التي تكفل له حياة كريمة، يمكن أن يذهب وراء دراويش ومرتزقة العروبجية، ليهدر ما تبقى من مقومات الحياة في مصر، وهو يحارب معارك الستينات الوبيلة، مقاتلاً لطواحين دون كيخوتة. .الشعب يرنو الآن لنموذج التنمية وليس نموذج التمرد الإيراني أو السوري أو الفنزويلي والكوري الشمالي. . المثل المرتجى هكذا لابد وأن يكون ماليزيا والصين وكوريا الجنوبية والهند والبرازيل والأرجنتين.
يتبقى لنا أن نتفكر، إن كانت فلول العروبجية والناصرية وربما القذافية أيضاً في مصر قادرة على تعويق مسيرة الثورة، إذا لم تكن قادرة كما أسلفنا على اختطافها أو حرفها عن مسارها. . هل تستطيع بما تمتلك من تمرس وخبرات في المهاترة والديماجوجية، أن تطلق قنابل دخان تعمي ولو بعض العيون، وتصدر تشويشاً على موجات الثورة، بقذائف الشجب والتنديد والتخوين التقليدية؟
يقتضي الإنصاف كما تقتضي الموضوعية، أن نعترف لهؤلاء بقدرتهم ولو المحدودة على هذا التعويق للمسيرة، دون أن يستدعي الأمر أكثر مما يستحق من الخشية أو الحذر، فهم أفراد وشرازم يستحيل أن تتفق معاً على أي أمر، كما يستحيل عليها تكوين فريق فعال، كما يفعل الإخوان المسلمون مثلاً، فأقصى ما يستطيعون هو عقد اجتماعات ومؤتمرات تحت مسمى التوحد وتكوين الجبهات، ليخرجوا منها أكثر اختلافاً وعداء لبعضهم البعض، وهي النتيجة المحتمة العائدة إلى ركيزتين أساسيتين، أولهما أنهم ليسوا أصحاب قضية مادية حقيقية، وإنما مجرد شعارات حماسية خالية من كل مضمون وجدوى. وثانيهما أن هؤلاء جميعاً يشتركون في أنهم متمحورون حول ذواتهم المحبطة بعقدة الدونية، وبالتالي يخلو قاموسهم من مفردات التفاني من أجل صالح وطن أو قضية، وسنجدهم هم بأنفسهم يحبطون ويضربون زميلهم هذا أو ذاك، ممن سيذهبون في أحلامهم إلى حد الترشح لرئاسة الجمهورية، لكي يكفونا نحن مشقة تنقية صفحتنا الوطنية من أمثال هؤلاء، بحيث نستطيع هنا بثقة أن نقول، أن الفيروس يحمل في ذاته مقومات تحجيمه، ليتوجب علينا بعد ذلك أن نقبل بوجود هؤلاء وصيحاتهم كنوع من التسلية، أو كبعض البهارات على تورتة الثورة المصرية الشهية!!