إحذروا زحف السلفية إلى الحقل السياسى فى مصر
لا شفقة لمن لا يستحق الشفقة
الشفقة بمبارك
بدأت تظهر دعوات تدعو للشفقة بالرئيس المخلوع مبارك، والإحسان إليه، أفهم ما صدر من دعوة من أذناب الحزب الوطني والمنتفعين به، أن تخرج تدعو للشفقة به، وهي دعوة ظاهرها الشفقة بالرئيس المخلوع، وباطنها حماية أنفسهم من الحساب من &Egravcedil;ب من بعده، ولكن ما أستغربه هو ما كتبته الأستاذه زينب عبد الله، حول الشفقة به.
وقد نسي هؤلاء عدة مسلّمات دينية وقانونية وإنسانية، لا يمكن تجاوزها بحال من الأحوال، كلها تدعو لعدم الشفقة به، ولا رحمته، لا مبارك ولا نظامه، ولا سدنة معبده، وليس ذلك إمعانا في الانتقام معاذ الله، فليس من أخلاقنا الانتقام والتشفي، ولكنه الحق الذي أمر الله به، وأقام عليه الأديان كلها، والكون كله عليها.
الدعوة للشفقة ستكرس مبدأ خطيرا في المجتمع هو أن كل من يسرق، ويقتل، وينهب ويعذب، ويخرب البيوت، ويدمر الناس، أنه بدموع التماسيح، يستجلب رحمة الناس له، سينسى الناس ما فعل، ويغفرون له ما اقترف، وهي مسألة خطيرة تفتح باب شر على الناس وتخلق التناقض في السلوك.
أعلم أن البعض سيستشهد بقول رسول الله عليه السلام يوم فتح مكة: اذهبوا فأنتم الطلقاء. لكن هذا الاستشهاد فيه بتر للحقيقة، فقد أطلق الرسول سراح من صدقت توبتهم، وكانوا مجرد أداة يجبرون على الخروج لقتاله، لكنه أهدر دم أناس بعينهم، كانوا رؤوساء للفساد، والقتل والنهب، والتعذيب، وقال: اقتلوهم ولو تعلقوا بأستار الكعبة. وهؤلاء هم من نسميهم مجرمي الحرب، فأي إجرام نعفو فيه عن نظام أباد شعبا، وقتل برآء، ونهب أموالا كانت كفيلة بنهضة البلد؟
ألا يوجد في الشرع والقانون أن حد تاجر المخدرات، الإعدام شنقا، وفي الإسلام هو حد الحرابة، ألا يوجد في الشرع والقانون أن حد المغتصب الإعدام، بناء على حكم الحرابة، ألم يفعل رؤوس النظام ما يستوجب الحكم عليهم بالإعدام شنقا حد حرابة؟ وكذلك قاطع الطريق، ألم يقطع النظام الفاسد الطريق على كل حرية للشعب، وكل تنمية للأمة، وكل محاولة للكرامة، إن قاطع الطريق يقطع ليسرق جنيهات، وهؤلاء قطعوا الطريق وسرقوا بالمليارات.
إن الذين يدعون للشفقة والصفح، ينسون للأسف حقوقا لا تختص بهم، بل تختص بأولياء الدم، أهل الشهداء والقتلى، في كل عهد مبارك، في أقسام الشرطة، وفي السجون والمعتقلات، ودماءهم تنادي الجميع بالقصاص العادل.
فكم من رأس في النظام الفاسد استذل الشعب، والناس، وأهان، وسرق ونهب، بسلطان مبارك ونظامه.
إن العدل الذي أقام الله عليه السماوات والأرض يقتضي أن يحاسب كل مسيء، وأن ترد المظالم للناس، حتى لو تاب مبارك ونظامه، معلوم أن الحقوق تنقسم إلى حقين: حق الله، وحق الناس، فحق الله موكول إلى الله لا نملكه، ولا نحكم فيه، ولكن يبقى حق الناس، حق من سرق، وحق من ظلم، وحق من قتل، هذه الدماء لا تضيع سدى، وسنكون شركاء في إهدارها، وسنحاسب عليها.
رغم أن هذا النظام الفاسد، هو من يصدق عليهم قول الله عز وجل: (ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه) أي أنهم لو عادوا للحياة، أو لسلطانهم لعادوا لما كانوا يمارسونه، فالله الحق العادل، لا يظلم، ونحن مأمورون بعدم الظلم، ومن الظلم هناضياع الحقوق، وعدم ردها لأهلها.
والقانون ينص على أن قضايا التعذيب لا تسقط بالتقادم، وبارك الله في المستشار طارق البشري، عندما سألته مرة الأستاذة منى الشاذلي: لماذا تحكم في قضايا تعلم أن النظام لن ينفذها، وهي ضد أناس في النظام، فقال: سيأتي يوم يتركون مناصبهم، وتطبق عليهم الأحكام، المهم أن يظل هؤلاء الظلمة على علم بأن هناك حكما ضدهم، وسيأتي اليوم الذي يطبق عليهم.
المحاسبة والعقاب، هي الرحمة المناسبة هنا، وإلا لحكمنا والعياذ بالله على الله عز وجل بعدم الرحمة، فهو الذي وضع هذه الحدود والعقوبات، وقال في كثير منها: (ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر) النور: 2، وقال عن السارق: (جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم) المائدة:38، ولم يختم أي آية تتكلم عن حدود المجرمين، بالرحمة، بل كلها ختمت بالعزة والحكمة، أي أن حكمة الله هي العقاب، والعدل والرحمة هنا هي العقاب العادل الرادع. وقال رسول الله عليه السلام لأسامة بن زيد وقد أراد أن يشفع لمخزومية سرقت: "أتشفع في حد من حدود الله، والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها" وهنا لم يقل فاطمة بنت رسول الله، لأن الجريمة ترفع عنك عزك وكرامتك، إلى أن ينفذ فيك العقاب الذي أمر به الله، عندئذ تسترد جاهك وعزك بعد توبتك وتنفيذ العدل فيك.
كما أن العقاب للمفسد، يكون عبرة وعظة لغيره، وتظل صورة ماثلة أمام عينه دوما، وهي حكمة بينها الله عز وجل، فقال: (كتب عليكم القصاص في القتلى) البقرة: 178، وقال مبينا حكمة القصاص: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) البقرة: 179، أي أن حياة المجتمع وأمانه في القصاص، ليعلم كل مجرم أن العقاب ينتظره، فيرتدع كل من يفكر في الإجرام.
والنظام مسؤول مع الرئيس المخلوع، لأنه استعان بهم، وأعانوه، (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين) القصص: 8، وقد قال حارس السجن الذي كان يجلد الإمام أحمد: هل تراني من جنود فرعون؟ قال: إن جند فرعون هو من يطبخ له، أو يغسل له ثوبه، ولكنك أنت فرعون أيضا. وهو ما فهمه عمر بن عبد العزيز عندما قال: لو جاءت كل أمة بخطاياها، وجئنا نحن بني أمية بخطايا الحجاج لسبقنا الأمم جميعا. أي أنه بين مسؤولية بني أمية عن الحجاج وظلمه، لأنهم أطلقوا يده في قتل الناس، والتنكيل بهم.
نحن ندعو لمحاكمة مدنية عادلة، تتسم بالنزاهة والحيدة، للرئيس المخلوع، ولنظامه، ولكل من تلوثت يده بدماء الناس، أو بتعذيبهم، أو بسرقة مال الشعب، فهذا حق المجتمع، وحق الدولة الذي يجب أن يصان، أما مسألة المسامحة الشخصية، فهذه مسألة مردودة وراجعة إلى كل صاحب مظلمة بنفسه، وليس العفو العام الذي لا يملكه أحد نيابة عن أحد. ولا يفسرن أحد كلامي بالتشفي والانتقام من أحد، وإلا لوجب إخراج كل المساجين من السجون، ونعفو عنهم، وهو ما لا يقوله عاقل أبدا، وإلا لكانت الجريمة مستباحة، ولضاعت الحقوق، وتاه العدل بين الناس.
يقول الله سبحانه فى كتابه الكريم عن أكل أموال الناس بالباطل، فكل هؤلاء من زمرة حسنى مبارك تنطبق عليه الآية الكريمة من سورة البقرة:
" وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ " 2:188
هل مبارك وأتباعه وكل نظامه يقوم على العدل والحكم بين الناس بالقسط، فما بال الذين قتلوا ووضعوا فى السجون ولم يعلم أحد عن مصيرهم وخاصة أهليهم وأقاربهم، فهل من يفعل ذلك يستحق الشفقة. وهل مبارك كان يشفق على شعب الكثير منه يسكن فى المقابر وتحت الكبارى وما يسمى بأولاد الشوارع، اين الشفقة يا من يدافع عن مبارك وأذنابه وعملاؤه. فلنتدبر كلام الله العلى القدير حيث قال:
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا " 4:135
أين شفقة حسنى مبارك وأعوانه الذين قتلوا المئات فى شوارع القاهرة وغيرها من المدن، واين عدالة نظام مبارك الذى إخترع مقبرة جديدة إسمها صحراء مصر الجديدة. ما تهمة الذين قتلوا برصاص أجهزة أمن مبارك؟ والأسئلة لا تعد ولا تحصى ولمبارك وأعوانه أهدى لهم هذه الآية الكريمة حتى يستيقظ من يحلم بالشفقة عليه وعلى كل أتباعه، وتكون عبرة لمن بعده وجميع من يعمل فى أجهزة أمنية حتى تكون بمثابة رادع إن كان من يخشى الله سبحانه.يقول عز من قائل فى سورة النساء:
" وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا " 4:93
ما هو عقاب من يفسد فى الأرض، ولننظر ماذا فعل الله مع فرعون مصر فى القديم ولابد أن يحدث مع فرعون مصر المعاصر وليس فرعون وحده ولكن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين. هذه حدود الله فى الفساد فى الأرض فإتعظوا يا أولى الألباب:
" وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَٰئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ " 13:25
وأوجه هذه الآية الكريمة لكل شعب مصر الحبيب الذى خرج إلى الشارع ونادى بالحرية والعدل والديمقراطية والسلام وحقوق الإنسان، أهدى لهم جميعا هذه الكلمات الربانية وأن وعد الله حق، صبر جميل يا شعب مصر الحبيب:
" وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ " 13:22
الشيخ محمد حسان يدعوا إلى زحف السلفية إلى الميدان السياسى
يقول الشيخ
على السلفيين دخول معترك السياسة والمشاركة في انتخابات الرئاسة والبرلمان
دعا الداعية المصري الشيخ محمد حسان علماء وشيوخ السلفية بإعادة النظر في كثير من الُمسلّمات والتفكير في دخول معترك السياسة والمشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة.
جاء ذلك خلال مؤتمر السلفية بالمنصورة الذي تحوّل من "الإبقاء على المادة الثانية في الدستور المصري دون تعديل" إلى المطالبة بإعادة النظر في كثير من مُسلًّمات السلفية, متشبهين في مؤتمرهم من الناحية التنظيمية والشكلية بالإخوان المسلمين.
وقال حسان يوم الجمعة: "أطالب شيوخنا بإعادة النظر في كثير من المسلمات في السنوات الماضية، كمسألة الترشيح لمجلسي الشعب والشورى وللرئاسة وللحكومة وللنظام، وأطالب شيوخنا أن يجتمعوا وأن يؤصلوا ليخرجوا شبابنا من الفتنة ومن البلبلة التي عاشوها طيلة الأيام الماضية، شبابنا يتخبط يسمع الشيخ يقول كذا وشيخ يقول هذه رؤى كثيرة واجتهادات شخصية وشبابنا يقع في حيرة", بحسب صحيفة "اليوم السابع."
وأضاف "إن لم يلتق أهل الحل والعقد من علمائنا الذي أوصلوا لنا الحقائق والمفاهيم النظرية في السنوات الماضية، إن لم يلتقوا الآن وتنازلت أنا عن رؤيتي الشخصية وعن فتواي الفردية لأكون موافقا لرأى مجموعة من علماء أهل السنة، إن لم نلتق الآن أنا لا أدرى متى سنلتقي."
وأكد حسان أنه "يجب علينا الآن أن نتعاون، فالبلد يصنع من جديد ونحن سلبيون، ولا أقول على الحافة بل وراء التاريخ ببعيد فلم نصنع الحدث أي فقه هذا وأي فهم هذا شتان بين فهم الواقع وبين فهم الواجب.
وشدد حسان على أنه كان من الواجب على "أهل العلم أن يكونوا متواجدين في هذه الأزمة والمحنة بين شبابنا في ساحة ميدان التحرير وكل الميادين والساحات ليضبطوا مشاعرهم وليصحصحوا انفعالاتهم وفق كتاب الله تعالى".
وقال الشيخ محمد حسان: "أطالب علماءنا وشيوخنا إن لم نجتمع الآن فمتى نجتمع، فلا حرج أن أخطئ ولا حرج أن أذل هذه اجتهادات، ويزداد الأمر صعوبة إذا ابتعد أهل الفضل ربما يتحرك من يشعر بالمسئولية ويشعر بالغيرة على دينه ثم على وطنه فيخطئ في اجتهاده، فلا حرج، المهم أن نسميهم إخوانا وأن يلتقي أهل العلم وأهل الفضل وأن ننبذ العصبيات للجاهلية البغيضة للأحزاب وللجماعات وللشيوخ وللآراء الشخصية والفتوى الفردية".
وأضاف قائلاً "تركنا الساحة لأولئك الذين لا يحسنون أن يتكلموا عن الله ورسوله وتركنا الساحة لأولئك الذين لا يحسن الواحد منهم أن يقرأ آية من كتاب الله أو أن يذكر هذه الجموع بحديث من أحاديث رسول الله".
وأكد حسان أننا "لن نسمح لأي أحد أن يمس المادة الثانية من الدستور، فلا ينبغي أن نكون سلبيين ويجب علينا الآن أن نتحرك للدعوة ولا يجوز لنا في مرحلة البناء أن نكون مخربين أو مفسدين، ويجب على كل مسلم شريف في مصر ألا يكون سبباً في تعطيل العمل".
من جانبه قال الدكتور حازم شومان: "إن حادث الإسكندرية (كنيسة القديسين) تم تنظيمه لإثارة الرعب من السلفيين، ثم كانت الخطوة التالية هي القضاء على السلفيين بأي طريقة، ذلك الموقف (الثورة) يحتاج سجود شكر لله، وإذا أردت أن تغير الواقع فلابد أن تكون واقعيا.
إسمحولى أن أقتبس من قول الدكتور حازم شومان مقولة " وإذا أردت أن تغير الواقع فلابد أن تكون واقعيا."
الواقع الذى أراه، أنه فى خلال الثالثين سنة " وليس عام " بالمفهوم القرءآنى، عبارة عن قحط وسواد وظلم وفساد وتكبر وقتل ونهب وسرقة. هذا هو جزء بسيط من الواقع الذى من أجله خرج شباب مصر الحر إلى الشوارع والطرقات ليغير الواقع. أى واقع نتكلم عنه هنا، ألم تعلموا أن نظام مبارك ومن قبله يرتكز على قوتين من أهم الركائز الذى يستمد منهما النظام وأى نظام فاسد.
الركيزة الأولى هى الأجهزة الأمنية بإختلاف أنواعها وكثرتها التى أؤكد أن معظم شباب مصر لا يعلم عن عدد هذه الأجهزة الأمنية التى منه مستتر ومنها المعلن. شباب مصر لا يعلم أن هناك دولة مخابرات ومباحث أمن دولة وحراسة خاصة، كل هؤلاء لهم أفرع خفية غير معلنة وكل ما يظهر على الساحة الأيكونات المتمثلة فى عسكر ببدلة ميرى وضابط بنجوم على كتفه، ولكن الشعب لا يعلم عن أجهرة أمنية خفية لا يعلمها إلا من يمد يده إلى الطاغية ويقبض من جعبة مبارك ما يجعله عبدا له.
والركيزة الثانية، هى توجيه مشايخ المضيرة والوهابية السلفية إلى تخويف الشعب ووضعه فى قفص من حديد لا يستطيع الخروج منه وذلك بالخطابات المثيرة والإدعائات الكاذبة والمخالفة لكلام الله سبحانه، وإصدار الفتاوى النكدية التى ملئت الصحف والفضائيات ووضعت الناس تحت رحمة المشايخ. وكل هذا وغيره الكثير من أنشطة هؤلاء المشايخ التى تخدم الحكم البائد وكل العاملين فى هذا النظام.
هذان الركيزتان، يعتمدان على أساس واحد، هو إرهاب الشعب حتى لا يثور إما خوفا من الأجهزة الأمنية أو خوفا من دخول النار والعياذ بالله. أولا، من الأجهزة الأمنية خوفا من دخول السجن أو القتل ظلما وعدوانا. والثانية، أن الخطاب الدينى سواءا فى المساجد أو على الفضائيات والفتاوى، كل ذلك جعل الناس فى حالة خوف مستمر من النهاية التى زرعها هؤلاء المشايخ فى عقول الناس. أصبح كل شيئ حرام وأوقفوا عمل العقل وركزوا مبدأ المُقلِد. بمعنى أنه لا لزوم للفرد أن يقرأ ويتدبر آيات الله الكريمات وأن هؤلاء المشايخ هم المعصومين فلابد أن نقول سمعنا وأطعنا.
تغير الواقع، الله سبحانه وتعالى وضع له شرط حتى يتحقق وعد الله، يقول سبحانه وتعالى عن التغير وشرطه:
" كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ * ذَٰلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَىٰ قَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ " سورة الأنفال53و52
أعود إلى دعوة الأخ الشيخ محمد حسان "على السلفيين دخول معترك السياسة والمشاركة في انتخابات الرئاسة والبرلمان" وسوف أقتبس من هذه الدعوة بعض العبارات التى إستخدمها الشيخ فى دعوته والتى تظهر باللون الأحمر خلال ما جاء فى خطابه وسوف أقوم إن شاء الله وإن كان فى العمر بقية، بالرد على كل فقرة، وأيضا سوف اتعرض لمعنى الوهابية والسلفية ومبادءهم حتى يتسنى لشباب مصر وغيرهم من الوقوف على السبب الذى جعل هذا الشيخ أن يدلى برأيه الآن وفى هذا الوقت بالذات.
فقرات سوف نتكلم عنها فى المقالة القادمة إن شاء الله بالإضافة إلى مفهوم الوهابية السلفية ومبادئهم:
1- بإعادة النظر في كثير من الُمسلّمات في السنوات الماضية
2- دخول معترك السياسة والمشاركة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية القادمة.
3-وأطالب شيوخنا أن يجتمعوا وأن يؤصلوا ليخرجوا شبابنا من الفتنة ومن البلبلة التي عاشوها طيلة الأيام الماضية.
4- أي فقه هذا وأي فهم هذا شتان بين فهم الواقع وبين فهم الواجب.
5-وأن يلتقي أهل العلم وأهل الفضل وأن ننبذ العصبيات للجاهلية البغيضة للأحزاب وللجماعات وللشيوخ وللآراء الشخصية والفتوى الفردية.
6-فلا ينبغي أن نكون سلبيين ويجب علينا الآن أن نتحرك للدعوة ولا يجوز لنا في مرحلة البناء أن نكون مخربين أو مفسدين.
تابعونا فى المقالة القادمة بإذن الله تعالى...