يا أمهات مصر ... تحركن لقيادة المظاهرات

آحمد صبحي منصور في الخميس ٢٧ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

أولا

1 ـ دمعت عيناي وأنا أشاهد فيديو لسيدة مصرية تتكلم بعفوية وصدق تختلط كلماتها بالدموع وهي تؤنب بعض جنود الأمن المركزي ، وهم يقفون امامها في خزي وشعور واضح بالعار ..

أحيي من قلبي هذه السيدة المصرية ،وأحيي معها كل أمهات الشهداء وعلى رأسهن السيدة أم خالد سعيد .

2 ـ ألهمنى هذا باقتراح بأن تخرج الأمهات المصريات ، والزوجات المصريات بأطفالهن ليتقدمن المظاهرات ، يواجهن قوات الأمن وهن يرفعن الأعلام المصرية ،ولافتات مكتوب عليها عبارات مثe;ثل : ( أمهات مصر يريدونها سلمية سلمية ) ( لا تضربوا أبناءنا أشرف أبناء مصر )( عار عليكم يا حماة مصر أن تضربوا أبناء مصر ) ( الشرطة المصرية لحماية أبناء مصر و ليس لتعذيب أبناء مصر ) ( قطعت يد من تمتد لضرب المتظاهرين ) ( مبارك سيهرب  ويترككم لمصير أسود . اتركوه قبل أن يترككم ) ( مكانكم الطبيعى مع المتظاهرين وليس مع عدوّ مصر ). ولكل مجموعة من الامهات والزوجات سيدة تقودهن وتتولى مواجهة جنود الأمن بالتقريع والتأنيب ويطالبن الجنود بالأنضمام للمظاهرات ، وأنه من العار ان يقتلوا المصريين في سبيل الظالم حسني مبارك . مظاهرات الامهات المصريات يجب أن تكون فى حماية المتظاهرين من الرجال والشباب . أى تتقدم الامهات كل مظاهرة وتواجه الجنود فى صفوفهم وفى مدرعاتهم .

اتمنى إن يتم تطبيق هذا في كل مظاهرة،وأن تعم كل مظاهرات الأمهات المصريات كل مدينة ، وأن تتقدم مظاهرات الأمهات المصرية نحو مقار مباحث امن الدولة ومراكز أقسام الشرطة ، ووزارة الداخلية وفروعها الرئيسة فى الاقاليم ، و يكون خلفهن جموع المتظاهرين يهتفون بالسلام والحرية وخروج الظالم .

خروج الأمهات المصريات ومواجهتهن السلمية مع الأمن وتأنيبهن لأفراد الأمن سيجعل الأمن المصري يشعر بالخزي وينضم إلى مكانه الطبيعي بجانب الشعب ضد عدو الشعب مبارك وأعوانه .

3 ـ واقتراح آخر للأمهات المصريات في بيوتهن ممن لا يستطعن الخروج للمظاهرات.

ان يتم تسجيل فيديوهات قصيرة تتحدث فيها الأم المصرية تناشد أفراد الأمن بالأنضمام إلى المظاهرات ، وتدعو كل الشعب للخروج في مظاهرات سلمية لطرد مبارك من الحكم ، وتحكي الأم معاناتها هي وأسرتها بسبب مبارك . ويمكن تسجيل آلاف من هذه الفديوهات يوميا ونشرها على الانترنت .

لقد آن الأوان للمرأة المصرية أن تقوم بدورها خصوصاً الأمهات المصريات وسيدات البيوت ، وهن الأكثر معاناة في عصر مبارك ..

ثانيا

1 ـ وحتى لا يقوم شياطين الإنس من مشايخ الدولة بعرقلة هذه الفكرة يستشهدون بقوله تعالى " وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ" يدعون لقعود المرأة المسلمة في بيتها .. فإننا نؤكد أن الآية الكريمة هي خطاب خاص لأمهات المؤمنين وليس لغيرهن، هو ضمن التشريعات الخاصة بهنّ فقط .. والسياق القرآني يؤكد ذلك ، يقول جل وعلا : (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا ) ( الأحزاب 32 : 33 ).

2 ـ وعلى العكس يؤكد رب العزة أن المؤمنين والمؤمنات يوالي بعضهم بعضاً في التفاعل الايجابى فى المجتمع وفى الشارع قياما بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،يقول تعالى : ( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) ( التوبة 71 : 72 ).وهذا يوجب على المرأة المسلمة أن تخرج كالرجل تتفاعل ايجابيا فى الشارع ، تدعو للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . وأهم القيم الإسلامية المتعارف عليها هي الحرية والعدل ، واهم المنكر الذي يجب إزالته هو الظلم والفساد والاستبداد..

 3ـ لقد كتبنا ونكتب عن حقوق المرأة فى الاسلام ، والتى أضاعها الفقه السنى والحنبلى و الوهابى . وتلك الحقوق تصل الى حقها فى رئاسة الدولة وفى الترقى وقيادة المؤسسات وفى منصب القضاء لأن المكفاءة هى مناط الاستحقاق .

وفى العمل السياسى وفى النضال فى سبيل الحرية ـ كما يحدث الآن فى مصر والعالم العربى ـ فإنه لا يكفى ما يكتبه المفكرون المسلمون الأحرار والمصلحون عن حقوق المرأة . لا بد للمرأة ان تناضل ( لتستحق ) ولتنتزع هذه الحقوق .

4 ـ لقد قام شيوخ العار وشياطين الدعوة السلفية بكل أطيافها باستنزاف جهد المسلمين فى الجدل حول قضايا تافهة جعلوها اصل الدين مثل الحجاب والنقاب ،وكل ذلك حتى يشغلوا المجتمع ـ والمرأة وهى نصف المجتمع ـ عن النضال من أجل إقامة القسط .

وإقامة القسط والعدل هى الهدف من ارسال الأنبياء وإنوال كل الكتب السماوية.وإقامة القسط تعنى إزالة الظلم والطغيان والاستبداد . ولن يتخلى المستبد عن عرشه إلا بالقوة ، وهكذا فإن لم تنفع التذكرة السلمية بالكتاب السماوى فلا مفر من اللجوء الى الحديد ذى البأس الشديد ، والله جل وعلا هو الذى أنزل الحديد كما أنزل الكتب السماوية ، يقول جل وعلا (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز )(الحديد 25 ).

 تجذرت نظم الاستبداد والطغيان فى بلاد المسلمين تنشر الظلم والقهر والفساد والعهر ، ويعاونها طبقة محترفة من رجال الأديان الأرضية سنية وشيعية وصوفية . وقد جعلو النقاب والحجاب أساس الدين ، وبذلك شغلوا المسلمين عن اهم مقصد للاسلام وهو العدل الذى يأمر به رب العالمين (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ( النحل 90 ).

لا بأس بأن ترتدى المرأة المؤمنة ما تشاء فى حدود الحشمة ، فهى حرية شخصية ، وهو مجرد مظهر ، والخطأ الفاحش أن نركّز على المظهر لنتقاعس عن الجهاد فى سبيل إقامة العدل ، ولنتذكر أن قوله جل وعلا (لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) يشمل الرجال والنساء على السواء ، فالناس ذكر وانثى ، ولهما معا أنزل الله جل وعلا الكتب السماوية وارسل الرسل والأنبياء.

5ـ خروج المراة المصرية سيسد الفراغ الذي أحدثه تقاعس شيوخ الأزهر ووعاظ وأئمة المساجد والأوقاف عن قيادة المظاهرات . هؤلاء الشيوخ وائمة المساجد كان الأولى بهم أن يقولوا كلمة الحق في وجه سلطان جائر ولكنهم ارتضوا لأنفسهم أن يكونوا مطية للسلطان الجائر.الرد على جبنهم وتخاذلهم وخستهم يجب أن يأتي من المرأة المصرية ، من الأمهات والزوجات والفتيات الصغيرات والاطفال الصغار ..

أخيرا

هذه المظاهرات هي التي ستحدد وضع مصر ربما خلال هذا القرن .. اما أن تعود مصر للمصريين جميعاً وتكون وطناً لهم جميعاً بغض النظر عن الغني والفقير والذكر والأنثى والدين والملة والمذهب ، وإما ان تظل ضيعة يتوارثها المستبدون المفسدون يوقعون الفتنة بين أبنائها ليخلو لهم الجو للنهب والسرقة . وسيأتى الوقت قريبا لنعرف كم نهب مبارك واسرته وكلابه من عرق المصريين.

وإذا كانت المرأة المصرية تريد الحصول على حقها واذا كانت الأم المصرية والزوجة المصرية تريد تأمين حياة كريمة لأسرتها فأمامها طريق المظاهرات ليحق لها ان تقتسم ثمار النصر والحرية .. والرخاء والازدهار .

أما الطغاة وكلابهم فإلى الجحيم وبئس المصير .

اجمالي القراءات 14102