ابن السبيل بين مصر والسعودية وإسرائيل
ابن السبيل بين مصر والسعودية وإسرائيل

رمضان عبد الرحمن في الأحد ٢٣ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

ابن السبيل بين مصر والسعودية وإسرائيل

 

 

 

لا يخفى على أحد ما يحدث في أغلب دول إفريقيا من حروب ونزاعات وفقر لا مثيل له في أي مكان من العالم، وهذا ما يجبر الكثير من أبناء تلك الدول على الهجرة الغير شرعية، فمنهم من يذهب عن طريق ليبيا متوجهاً إلى أوروبا عن طريق البحر، ويواجه بعضهم رحلة عذاب في سجون ليبيا، ويغرق البعض في البحر، ومنهم ينجوا ويصل إلى وجهته المقصودة وهي  أوروبا، وآخرون يذهبون إلى السعودية عن طريق اليمن الحزين، وبعد أن يصلوا الأراضي السعودية متأملين الخير في بلاد المسلمين يصدمون بالواقع بأنهم قد وقعوا في أيدي من لا يعرف الرحمة تجاه الإنسانية بما تفعله السلطات السعودية بهؤلاء الذين تقطعت بهم السبل، ومن ثم تقوم بتحميلهم في قلابات وكأنهم يحملون حيوانات، ومن كان سعيد الحظ من هؤلاء المهاجرين يعيدونه مرة أخرى إلى اليمن الحزين، ومن كان تعيس الحظ يلقون به في صحراء السعودية، وما أدراك ما صحراء السعودية؟!.. هكذا يتعاملون مع ابن السبيل، وبرغم أن هذه الدول موقعة على اتفاقيات جنيف بما يخص حماية من يأتي لها حتى ولو كان مهاجر غير شرعي، ولكن يا للأسف على المسلمين أنهم يفعلون العكس مع ابن السبيل متجاهلين أن القران الكريم به عشرات الآيات تنص على مساعدة ابن السبيل بغض النظر عن دينه أو جنسه، فهل هؤلاء المسلمين يؤمنون حقا بالقرآن؟!.. أشك في ذلك، وسوف تعلمون أن أغلب المسلمين لا يؤمنون بالقرآن لا من بعيد ولا من قريب، والدليل على ذلك من كانوا أتعس حظاً من هؤلاء المهاجرين الذين أتوا عن طريق مصر متوجهين إلى إسرائيل، وليس لهم طريق غير صحراء سيناء فوقعوا في أيدي مجموعة من المصريين البدو الحقيرين الذين قاموا باغتصاب نساءهم وفتياتهم وأخذوا البعض منهم كرهائن من أجل الحصول على بعض الأموال من أفراد تموت من الجوع، هكذا يتعامل المسلمين مع ابن السبيل، وعلى الجانب الأخر أي إسرائيل تقوم بتجهيز عيادات وأماكن إيواء وطعام لهم، هذا هو الفرق بين المسلمين وبين اليهود في تعاملهم الإنساني تجاه المهاجرين وبين المسلمين، وهذا الكلام ليس من عندي وإنما من قناة (bbc) العربية التي سلطت الضوء على هذا الحدث المخزي للمسلمين وكيف سيكون شعور هؤلاء المهاجرين الذين تعرضوا للمهانة والذل وانتهاك حقوقهم الإنسانية في أبشع صورها بمجرد مرورهم في بلاد المسلمين، وكيف سيحكمون على الإسلام والمسلمين بعد هذه التجربة القاسية؟!.. لا شك أنهم سوف يقولوا أن المجرمين ليسوا في أي مكان آخر غير بلاد المسلمين، هذا سوف يكون حكمهم على الإسلام من خلال ما تعرضوا له على أيدي بعض المسلمين المجردين من الإنسانية والذين أساؤوا إلى الإسلام والمسلمين معاً، والأغرب من كل ذلك ومن خلال متابعة  هذا الحدث لم يخرج أي عالم دين أو مسحراتي حتى من مصر أو السعودية لكي يدين ما حدث لهؤلاء، فهل هذا هو الدين والإسلام عند المسلمين؟!.. فمن أين يأخذ هؤلاء حقوقهم، هؤلاء الذين تم اغتصاب ذويهم وتم إذلالهم في بلاد تقول عن نفسها أنها بلاد المسلمين.

اجمالي القراءات 10956