شعب تونس يغير إستراتيجية الغيير

شادي طلعت في الأحد ١٦ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

ذكرت موقع ويكليكس أن الإدارة الأمريكية لا تتعامل مع الوطن العربي إلا من خلال عائلات حاكمة ، ، و الواقع أن الشعوب العربية قد إصدمت بالإدارة الأمريكية في ظل عهد الرئيس أوباما هذا الرجل الذي أثبت فشله داخلياً و خارجياً ، و إستطاع بسياسته البعيدة عن الحيدة و المنطقية و المؤيدة للأنظمة الديكتاتورية في الشرق الأوسط تحديداً ، أن يرسل للمواطن العربي رسالة مفادها أن الحزب الجمهوري هو الأفضل لشعوب الشرق الأوسط ، الذي أصبح دعاة الديمقراطية فيه يفتقدون الرئيس جورج بوش ، و بات واضحاً من موقع ويكليكس أننا أمام أمر واقع و أن الحكام الطغاة العرب قابعين على نفوس الشعوب العربية لأبد الدهر ! خاصة و أنهم ينعمون بتأيد متناهي الحدود من إدارة أوباما !

و أثناء أحداث تونس يناير 2011 ، و إنطلاق ثورتها التي عبرت عن الشرف و العزة و الكرامة ، ضد نظامها الذي يعد من أعتى النظم العربية الديكتاتورية ، بعد سوريا و  مصر ، و ما كان أحد يتوقع لشعب تونس الخلاص ، إلا أنه مع إنطلاق الثورة التونسية و التي خرجت من الشعب دون أي تدخلات خارجية ، و بدون أي مساندة أمريكية بحجة أن العلاقات الأمريكية التونسية ليست وثيقة في المصالح ! إلا أن تلك الثورة قد غيرت من الإستراتنيجيات العالمية و بخاصة في الشرق الأوسط .

لقد قدمت لنا تونس مدرسة جديدة بها من العبر و الدروس الكثير و نذكر منها على سبيل المثال الآتي :

  • أن التغيير في الدول العربية ليس بالأمر الصعب .
  • أن التغيير يمكن أن يكون بإرادة الشعوب و ليس بحاجة إلى التدخل الأمريكي كما حدث في العراق أو أي تدخل آخر .
  • أن التغيير يتطلب قدر من التضحيات إذا ما أراد الشعب الحياة .
  • أن بقاء الأنظمة الديكتاتورية ليس بسبب قدر فرض على الشعوب العربية ! و إنما هو بسبب سماح الشعوب العربية لعائلات أن تحكمهم و تمططيهم !

إن تجربة الشعب التونسي لم و لن تمر مرور الكرام ، و سيكون لها آثارها ، في سوريا و اليمن و مصر و السودان و السعودية و الجزائر و ليبيا ، فتلك الدول تعاني شعوبها مرارات الظلم و القهر ، و هي شعوب تشعر الآن بالغبطة تجاه الشعب التونسي ، و ستسعى إلى نقل التجربة لديها ، و أعتقد أن المرحلة القادمة ستشهد تغيرات على الساحة السياسية ، و أعتقد أن مصر قد تكون هي المرحلة المقبلة ، و قد تحدثت من قبل عن أسباب الثورة لدى المصريين ، و ما كتبته من قبل كان لا ينذر بحدوث ثورة بين المصريين ، إلا أن الثورة التونسية قد غيرت من إستراتيجيات الثورات في الشرق الأوسط ، فالمصريون الآن ليسوا بحاجة إلى أي دعم خارجي حتى يقوموا بثورة ، و لا هم بحاجة إلى دعم مادي حتى يثأروا لكرامتهم و شرفهم المغتصب من قلة حاكمة ، لقد أثبتت الثورة التونسية أن الشعب لا يحتاج إذا ما أراد الثورة إلا لشئ واحد و هو الإرادة فقط ، و ما ينطبق على تونس ينطبق على مصر و على كافة الدول العربية .

إن التغيير قد أصبح سهلاً بعد الثورة التونسية ، و قد تعلم الشعب المصري من الدرس ، بل  و أعتقد أنه سيبدأ في المرحلة المقبلة في التنفيذ و في الخروج من القمقم الذي حبسه فيه النظام الحاكم الظالم .

إن التغيير حقاً لا يتطلب إلا الإرادة وحدها فإذا ما إتخذ المصريون القرر فإنهم حتماً سيغيرون ، و إذا ما غير المصريون فإن كافة الأنظمة العربية الديكتاتورية حتماً ستتغير ، و لا نستبعد أن تسقط نظم  أخرى مثل النظام السعودي ، هذا النظام الذي طمس هوية العرب في شبه الجزيرة العربية و جعل هويتم له هو !؟ بل جعل جنسيتهم منسوبة إليه وحده فقط ، و هو نظام يستولي على الثروات جميعها و لا يعطي الشعب إلا قلة قليلة من حقوقه المادية و لا يعترف بحقوقه التي أقرتها المواثيق العالمية، كما لا نستبعد أيضاً أن يسقط النظام السورى القميئ هذا النظام الذي حول الشعب السوري إلى بضعة عاملين بمكاتب المخابرات و مباحث أمن الدولة !

عبثاً تلك الأنظمة الديكتاتورية ، و التي تأخذ من المدرسة الشيوعية نبراساً لها ، بأن تجعل من الشعوب خدماً للمخابرات و أمن الدولة .

تحية إلبى شعب تونس الحر هذا الشعب الذي أخذ بزمام مبادرة التغيير ، و آثر أن تكون البداية من عنده في حين أن نظامه الحاكم كان من أشد الأنظمة العربية ديكتاتورية .

اللهم قرب آمال الشعوب بتأكيد اليقين لديهم بأنهم قادرون على صنع التغيير .

شادي طلعت

اجمالي القراءات 10026