لكل نفس بشرية جسدان( 17 ) ::العمل هو نسيج الجسد الأزلى

آحمد صبحي منصور في الجمعة ٠٧ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

مقدمة

1 ـ فى المقال السابق عرضنا للتوازن بين الايمان والعمل ، وتذبذب الايمان والعمل ، وموقف التوبة التى تعالج هذا التذبذب ، وكيف بدون التوبة فلا غفران للمشرك ولا للعاصى الفاسق لأن العصيان بلا توبة يؤدى للكفر بآيات الله ، كما أن الكفر أو الشرك يحبط العمل الصالح وينسفه نسفا.

موعدنا هنا مع موازنة أخرى بين الايمان والعمل :فالايمان سابق للعمل ،ودائما يوصف أهل الجنة بأنهم الذين آمنوا وعملوا الصالحات، أى إن الايمان أولا وعمل الصالحات تاليا .

>

والعمل هو الجسد الحقيقى الذى ترتديه النفس وتتأهل به للجنة أو النار. والتوبة يتم بها الغفران يوم القيامة أى تغطية السيئات والكبائر التى تاب عنها مرتكبها فى الدنيا ، وبغفران السيئات تبقى له الحسنات فيدخل الجنة.وبدون التوبة يتم حبط العمل الصالح فلايبقى للمشرك الا عمله السىء فيدخل النار.فالايمان هو السابق وبه يكون المصير يوم القيامة . والعمل هو النسيج الحقيقى للثوب الذى ترتديه النفس ، بل هو الأساس فى كل شىء.

 2ـ لنتصوّر صفّا من المصلّين يؤدون الصلاة خلف الامام فى مسجد .

من حيث المظهر هم يؤدون عملا صالحا هو الصلاة ، وبهذا المظهر ستظهر صورتهم فى كتاب الأعمال الجماعى يوم القيامة ، ومنه سيتم نسخ نسخة فردية لكل منهم يتسلمها إما بشماله أو بيمينه . (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُم بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( الجاثية 28 : 29 )

تلك الصورة المظهرية للعمل سيراها البشر جميعا ، وهى تسجيل حى وأرشيف محفوظ لكل أعمالهم من خير أو من شرّ . (  يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) ( الزلزلة 6 : 8 ).

بعدها يتم تمييز العمل الصالح المقبول والعمل غير المقبول ، والعمل السىء ، ويتم تفعيل التوبة بالغفران حيث تتم تغطية سيئات من تاب توبة حقيقية،والغفران من (غفر )أى غطّى ، ومثله ( تكفير ) أى تغطية السيئات. وبتغطية السيئات وتحييدها يتبقى له عمله الصالح فيصلح للجنة (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ)( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ )(العنكبوت 7 ، 9 )، كما يتم إحباط أو تضييع العمل الذى كان يظن صاحبه أنه عمل صالح (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا ) ( الفرقان 23 )، وبضياع عمله الصالح لا يبقى له إلا السيئات ، فتتحول تلك السيئات فى جسده الى نار ، ويدخل بها النار.

ونعود الى تصورنا للصف الذى يصلى خلف الامام فى المسجد . قلنا إنه من حيث المظهر هم يؤدون عملا صالحا هو الصلاة ، وبهذا المظهر ستظهر صورتهم فى كتاب الأعمال الجماعى يوم القيامة. أما من حيث القلب والايمان فهم شتى ، وهنا غيب لا يعلمه إلا الذى يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور ( غافر 19 ).

منهم من يصلى مؤمنا حق الايمان ، ومن مظاهر صدقه فى ايمانه : أنه يصلى ويتحرى الخشوع فى الصلاة ويحاول ألا يقع فى السهو ، ويقلق خوفا من عدم قبول صلاته وعبادته وعمله الصالح متهما نفسه دائما بالتقصير ، لذا يداوم على التوبة أملا فى تزكية نفسه حتى  يأتى الله جل وعلا يوم القيامة بقلب سليم أى بجسد أزلى نقى يصلح به لدخول الجنة ،يقول جل وعلا :( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) ( المؤمنون 60 ). أى يقدمون العمل الصالح وهم فى وجل وخوف ألا يكون مقبولا .

العكس فى شخص آخر ربما يكون فى نفس الصف يصلّى الى جانب المؤمن المخلص فى دينه . هذا الشخص يعتقد أنه بصلاته قد قدّم عملا هائلا يمتنّ به على الله ، وطالما هو قد ( تطوع ) لله بهذه الصلاة فقد ضمن الجنة ،بل يكون من حقه أن يتباهى بصلاته ويرائى بها و يطالب الناس بدفع ثمنها إحتراما وتقديرا له لأنه يصلى وقد تركت الصلاة زبيبة فى جبهته فأصبح متميزا عن الآخرين . هذا الشخص لا يفهم أن من يعمل صالحا فهو يعمله لنفسه وليس لربه جل وعلا ، فالله جل وعلا ليس محتاجا لعمله وليس محتاجا لجهاده لو كان من المجاهدين ، لأنه جل وعلا هو الغنى عن العالمين، يقول جل وعلا:(وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)( العنكبوت 6 ). إنه المحتاج الى أن يملآ صحيفة أعماله بالعمل الصالح ليصلح لدخول الجنة ، فمن يعمل صالحا فهو يعمله لنفسه ومن يعمل سيئا فهو على نفسه:( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ)( فصلت 46 ) والله جل وعلا لايظلم أحدا ، ولكن الناس هم الذين يظلمون انفسهم بأنفسهم.

وهكذا فمن حيث المظهر يوجد عمل صالح ( صلاة ) ولكن من حيث الحقيقة تجد بعضهم مقبول العمل أو محبط العمل .ينطبق هذا على من يدمن عمل الخير ولكنه مصمم ومخلص لعبادة القبور والأولياء ، أو من وهب نفسه لعمل الخير ولكنه لا يؤمن بالله جل وعلا . أى له عمل صالح غلب عليه ولكن عقيدته فاسدة عاش بها ومات عليها دون توبة. يأتى يوم القيامة وعمله ( الصالح ) يحيط به ، وبعد أن يرى عمله يتم إحباط ذلك العمل الصالح . هنا عمل صالح ولكن ضاع . فالايمان الناقص هنا هوالبداية وهو أيضا النهاية ، وبينهما عمل يبدو للناس صالحا ولكن يصير هباءا منثورا.

وكتاب الأعمال الذى تتسلمه النفس ويصير جسدها هو تصوير لأفعاله فى الدنيا أو لسعيه فى الدنيا أو لعمله فى الدنيا . وهذا العمل نتيجة للايمان كاملا أو ناقصا ، وبهذا العمل يكون النعيم فى الجنة أو العذاب فى الآخرة. فالعمل هم نسيج الجسد الأزلى .ونعطى بعض التفاصيل من بداية الخلق الى النهاية والخلود فى الجنة أو النار .

أولا : العمل هو الأساس قبل خلق الدنيا :

(وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً )(هود 7 )، أى خلق الله جل وعلا السماوات والأرض ليختبرنا أينا أحسن عملا ، وجعل الأرض مزينة لنا لتكون إختبارا لنا ،أينا أحسن عملا:( إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلا  ) ( الكهف 7 ). ونحن لا نعيش مخلدين فى هذه الدنيا ، بل لنا موعد هو الموت ، وويكتمل اختبارنا بالحياة والموت ليظهر من هو أحسن عملا : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ  ) ( الملك 2 )

 

ثانيا : العمل هو الأساس فى هذه الدنيا :

1 ـ الله جل وعلا يراقب عمل المؤمنين محذرا لهم :

 يتكرر فى آيات التشريع أن الله جل وعلا يراقب المؤمنين فى تطبيقهم لأوامره :(وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)(وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ)(إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ  ) ( البقرة 233 : 237 )

2 ـ تسجيل العمل يوميا :

يتم تسجيل عمل كل فرد طيلة يقظته ، عن طريق الملائكة الحفظة الذين يقومون بحفظ وتسجيل الأعمال ، ثم مصيرالبشر لله جل وعلا ليحاسبهم وليخبرهم عن أعمالهم ( وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُّسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حَتَّىَ إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ثُمَّ رُدُّواْ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ )( الأنعام 60 : 62 )

3 ـ عمل الأمم السابقة:

حدث هذا التسجيل للأمم السابقة التى واراها التراب ،وجئنا بعدهم ويتم الآن تسجيل أعمالنا لنموت بها ، وستأتى بعدنا أجيال وخلائف ، وكل جيل يدخل فى إختبار العمل ، ويتم تسجيل أعماله:(وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِن قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُواْ وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ ثُمَّ جَعَلْنَاكُمْ خَلائِفَ فِي الأَرْضِ مِن بَعْدِهِم لِنَنظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ) ( يونس 13 : 14 )

 

 ثالثا : قيمة العمل عند الموت :

يدور حوار بين الميت وملائكة الموت ، فالميت على كفره وعصيانه سيعتذر زاعما أنه لم يفعل سوءا فيلقى التبشير بالنار ، والميت الذى حافظ على ايمانه وعمله الصالح ستبشرهم ملائكة الموت بالجنة جزاءا على عملهم الصالح :( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوُاْ السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ فَادْخُلُواْ أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ )  (الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( النحل 28 ـ ، 32 ).

 

رابعا : الخوف من رؤيتهم للعمل السىء فى الآخرة

عندما يصدر الناش أشتاتا ليروا أعمالهم ويرون اعمالهم السيئة وأعمالهم الحسنة تود كل نفس لو لم تكن قد ارتكبت تلك الأعمال السيئة ، ويحذرنا جل وعلا ـ مقدما ـ من هذا الموقف الهائل :(يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ ) ( آل عمران 30 ).

هذا على المستوى الفردى ، وهو أيضا على المستوى الجمعى :(  وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا  ) ( الكهف 49 )

 

خامسا : العمل هو الأساس فى حساب الأخرة

1 ـ كل نفس تجادل عن عملها ونفسها ، وكل نفس تتم محاسبتها على أساس عملها، والخالق جل وعلا هو الأعلم بعمل كل نفس :(وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ )( الزمر 70 )(يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) ( النحل 111 ).

2 ـ ولكن يشهد عليهم جسدهم الأزلى بكل أعضائه بما فعلوه من ذنوب:(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) ( النور 24 )(حَتَّى إِذَا مَا جَاؤُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  ) ( فصلت 20 )

 

سادسا : ـ درجات العمل فى يوم الحساب يتحدد على أساسها جسدك الأزلى يوم القيامة:

1 ـ تكرر فى القرآن الكريم أن العمل هو مقياس تحديد درجة كل فرد فى يوم الحساب: (وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ)(الأنعام132 )(وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُوا وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ) ( الأحقاف 19 )( هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ  ) ( آل عمران 163 ).

2 ـ يسرى هذا على المؤمنين فالأفضلية حسب السبق فى العمل :(لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)(النساء 95 : 96 )

(لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ) (  الحديد 10)

3 ـ لذا فالمجال مفتوح للتسابق فى الخير ، فمن يتبع (الأحسن) أفضل ممن يتبع (الحسن ) فدرجات العمل الصالح تتراوح بين الحسن والأحسن ، لذا يقول جل وعلا :(وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم   ) ( الزمر 55 ).

ومثلا فإن الله جل وعلا يأمر بالحسن وهو العدل ويأمر بالأحسن وهو الاحسان :(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ ) ( النحل  90). ومن العدل أن ترد السيئة بمثلها،وهذا حسن، ولكن الأحسن أن تعفو وتصفح :(وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )(الشورى 40 ). بل الاحسان درجات أعظمها (التى هى أحسن) وليس مجرد الحسنى ،أى من ضربك لا تكتفى بأن تعفو عنه بل أن ترد عليه بالتى هى أحسن :(وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) ( فصلت 34 : 35 )(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ) ( المؤمنون 96 )

 

ثامنا : الجزاء من نفس العمل فى الجنة أو النار

الجزاء طبقا لعملنا الدنيوى، بعملنا السىء نتعذب فى النار، وبعملنا الصالح نتنعم  فى الجنة. تكررت هذه الحقيقة فى القرآن الكريم. منها :

(اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لا تَصْبِرُوا سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )( الطور 16 : 19 )(وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)(وَلِلَّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ )( الأعراف147، 180 ) ( فَالْيَوْمَ لا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )( يس 54 )(إِنَّكُمْ لَذَائِقُوا الْعَذَابِ الأَلِيمِ وَمَا تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)(الصافات 38 : 39 )(  وَجَعَلْنَا الأَغْلالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ  )(وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُم بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاء الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ )( سبأ 33 :37 )(فَذُوقُوا بِمَا نَسِيتُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا إِنَّا نَسِينَاكُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ )(فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) (أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )( السجدة14 ،17 ، 19) (مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ ) ( الروم 44 ) (وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) (الأنعام 126 : 127 )(وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ) ( الأعراف 43 : 45 ).

 

تاسعا : تمنى العودة للقيام بعمل صالح

1 ـ نحن الآن نتمتع بحرية الايمان والكفر والطاعة والمعصية والتوبة والغفلة . وسنفقد هذه الحرية عند الاحتضار. عندها ينتبه العاصى والغافل ويتمنى فرصة أخرى يعود فيها للحياة ليعمل عملا صالحا:(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)( المؤمنون 99 : 100 ). لم يقل ( لعلى أومن ) بل قال (لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا ).

2 ـ بل يتمنى المؤمن نفس الأمنية لو كان قد فرّط فى تقديم الصدقة ، يتمنى فرصة أخرى ليتصدق بما يستطيع: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ )( المنافقون  9 : 11 )

3 ـ ويتكرر نفس التمنى للمشركين عندما يخيب أملهم فى وجود شفعاء لهم ، إذ يكتشفون أن العمل الصالح هو الذى يشفع لصاحبه حين تقدمه ملائكة تسجيل الأعمال . كانوا فى الدنيا يقترفون السيئات اعتمادا على وجود من سيشفع فيهم ويحمل عنهم ذنوبهم . وعندما يظهر لهم أنهم مؤاخذون بسيئاتهم وأن سيئاتهم ستتحول الى جسد أزلى ترتديه نفوسهم ويدخلون به جهنم يأتى الندم مصحوبا بتمنى العودة للقيام بعمل صالح يتكون على أساسه جسد منير يصلحون به لدخول الجنة ، ولكن هيهات !.يقول جل وعلا : ( هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ )(الأعراف 53 ) أى ضل عنهم ما كانوا يفترونه من افتراءات أحاديث الشفاعة ..فهل يتعظ السنيون و الشيعة و الصوفية بما يقوله جل وعلا فى القرآن الكريم الذى ستتحقق آياته يوم الدين ؟ أم سيموتون على تلك الخرافات متمسكين بها الى أن يأتى وقت الندم وتمنى العودة لتصحيح العمل ؟

4 ـ ويتكرر نفس التمنى عند لقاء الله جل وعلا . فالمؤمن يرجو لقاء ربه عمليا بالايمان الصحيح والعمل الصالح والتوبة المستمرة و تكوين جسد أزلى منير بالتقوى. أما المجرم الظالم الذى نسى الله جل وعلا وظل سادرا فى جرمه وظلمه وعمله السىء فسيقف أمام الله جل وعلا منكس الرأس من الخزى العظيم يرجوه فرصة أخرى ليعمل عملا صالحا بعد أن تيقن وتحقق من وجود يوم الحساب : (وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ  ) ( السجدة 12 )

 

5 ـ ويتكرر نفس التمنى عند العذاب ،إذ وهم يجأرون ويصطرخون من هول العذاب يتمنون فرصة أخرى للخروج من النار ليس ليؤمنوا فحسب بل ليعملوا عملا صالحا غير الذى كانوا يعملونه ، فقد تبين لهم أن عملهم السىء قد تحول الى نار تحرقهم ،أو أن جسدهم الأزلى الذى تكون من عملهم السىء أصبح من آليات تعذيبهم يوم القيامة . وهنا نتأمل قوله جل وعلا : (وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ   ) ( فاطر 37 )

6 ـ وكلها عروض بالتوبة فى الوقت الضائع ، فالدنيا هى دار العمل أما اليوم الآخر فهو وقت الحساب و ما يعنيه من سعادة أو ندم . وبالتالى فقد فات أوان التوبة ، ولكنهم فى حمأة العذاب الأبدى الخالد يصل بهم التمنى الى أن تكون لأحدهم كل أموال الدنيا ليقدموه فدية من النار ليخرجوا منها ، وما هم بخارجين منها أبدا : (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُواْ بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ يُرِيدُونَ أَن يَخْرُجُواْ مِنَ النَّارِ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ) ( المائدة 36 : 37 ) (  وَلَوْ أَنَّ لِكُلِّ نَفْسٍ ظَلَمَتْ مَا فِي الأَرْضِ لافْتَدَتْ بِهِ وَأَسَرُّواْ النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُاْ الْعَذَابَ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) ( يونس 54 )(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ   ) ( آل عمران 91 )

كانت التوبة ممكنة وميسورة لهم فى وقتها وهم يقومون بصنع جسدهم الأزلى بعملهم وايمانهم وتوبتهم . أما فى اليوم الآخر فالتوبة مرفوضة فقد انتهى وقتها بعد أن صنع كل منهم لنفسه ثوبا يتعذب به فى الجحيم أبد الآبدين .

فهل نعى الدرس ونحن أحياء نسعى ؟

أخيرا :

1 ـ أنت الآن تتمتع بحريتك كاملة . يمكن أن تقرأ هذا المقال وتسخر منه ، ويمكن أن تقرأه وتتعظ به .

2 ـ وأنت فى تمتعك بحريتك تقوم بصنع جسدك الأزلى بأعمالك وايمانك،وستسعد أو تشقى به. أى إنك الذى تقرر بكامل حريتك مصيرك يوم القيامة ؛ هل ستخلد فى الجنة أم فى النار .

3 ـ وأنت فى تمتعك بحريتك وتقوم بصنع جسدك الأزلى فإن لك مساحة من الزمن تتحرك فيها وتسعى ، وتتآكل مساحة الزمن هذه بسرعة 60 دقيقة فى الساعة ، وكل دقيقة أو ساعة تمر وتنقص من عمرك المحدد لك فإنها يتم تخزينها وتسجيلها ليتكون فى النهاية مجموع جسدك الأزلى ، أى قبيل موتك بساعة مثلا يكون جسدك الأزلى قد قارب على الاكتمال ولم يبق على اكتماله النهائى سوى ساعة ، وبنفس التقدير يكون جسدك الحالى و المادى قد اقترب على الهلاك ولم يبق له سوى ساعة بعدها يموت وينتهى ولا يبقى إلا جسدك الأزلى المكتمل ،والذى تم فيه حفظك ،وصار أثرا لجسدك السابق الفانى .

4 ـ أهمية الزمن هنا هائلة . فلو قضيت معظم عمرك تبنى جسدا أزليا مظلما ملطخا بالسيئات فلن يتبقى لك وقت لاصلاحه . من هنا لا بد أن تكون توبتك سريعة وأنت فى مقتبل العمر لتكفر عن سيئاتك وليكون لك متسع للعمل الصالح . وستكون فى مشكلة حقيقية لو أضعت معظم عمرك فى غفلة وفى فسق وعصيان ثم تذكرت التوبة فى الوقت القليل المتبقى لك .

5 ـ وفى كل الأحوال فهى حريتك وهى حياتك وهى جنازتك وهو مصيرك ، وأنت صاحب القرار ، ولا يظلم ربك أحدا .

اجمالي القراءات 16440