فاطمة ناعوت وسليم العوا
بمزيد من العجب والتقدير قرأت مقال الأستاذة فاطمة ناعوت بعنوان (كاهن ايطاليا ومتأسلموا مصر!) المنشور في موقع جريدة اليوم السابع الإلكتروني يوم 22 سبتمبر، مقال ناقد وحامل معاً ناقد لحالة مصر ودستورها المعيب المجمل بمواد 40 و46 الناصتان على المساواة والحرية الدينية بالإضافة للمادة الأولى المؤكدة على مبدأ المواطنة تلك المواد جميعها المزين بها دستورنا العجيب تجعل مصر أكثر دول العالم تقدي&Nl;يراً واحتراماً للحرية المساواة في العالم أجمع... إلا أن كل ذلك يصطدم بوجود المادة الثانية التي ما زالت تتحكم في عقل وفكر وقلب مسؤولي مصر مما دعى السيد رئيس السجل المدني السابق اللواء أحمد ضياء الدين داوود " محافظ المنيا الحالي" مصرحاً باعتراضه على حكم قضائي!! بحق عودة الأوراق الثبوتية للمسيحيين بعد إنصاف القضاء المصري لهم والحكم برجوع بأحقيتهم في إثبات أوراقهم الثبوتية بديانتهم السابقة.. فما كان منه إلا أنه صرح أمام عدداً من المحامين الأقباط على جثتي تنفيذ هذا الحكم!! لسيطرة المادة الثانية على نفوس أولى الأمر... فحوِل الحكم إلى المحكمة الدستورية العليا للبث في الحكم الصادر..
قرأت مقال الأستاذة فاطمة التي نجحت في جرأة وشجاعة الجنود البواسل في الاقتراب من مناطق أشد خطورة وهي فضح الشيزوفرانية بين الأقوال والأفعال وشرحت معاناة شريك الوطن في بناء كنيسة ليعبد الله عز وجل كنيسة "بيت الله" ليس لبناء ملهى ليلي بل كنيسة تحميه من التطرف والتخلف ليصبح مواطناً أميناً صادقاً مع نفسه ومع الآخر يخدم وطنه بصدق وموضوعية كنيسة تعلمه وتدربه على المحبة والعدل وحب الآخر...
قارنت بين مقال فاطمة ناعوت في الجريدة المصرية اليوم السابع وبين أحاديث الدكتور العوا على قناة الجزيرة القطرية مقال ينضح بالحب والصدق والعدل والموضوعية وحديث خبيث يهدف لحرق الأخضر واليابس مقال شخص يحمل قلب لم يُلوث بعد بريالات البترول أو من فكر صحراوي ما زال يحمل قلب مصري أصيل محب لأبناء وطنه قلب صادق في السرد التاريخي تحلى بالصدق مع النفس وبين حديث كاذب يهدف إلى تشويه الحقائق وسرد أكاذيب مثل:
عدد الأقباط من 5 إلى 6 مليون، الأديرة مملوءة بالسلاح والذخيرة علاوة على محاولته النيل من قداسة البابا شنودة الثالث...
تمنيت أن أقف أمام الاستاذة فاطمة ناعوت لأعلن لها احترامي وتقديري لشخصها الناضج ولعقلها الواعي ولصدقها الاجتماعي ولحسها الرائع ولحبها لشركاء الوطن... وتمنيت لو كان الآمر بيدي لأعطيت تلك السيدة العظيمة منصب وزارياً مستحدثاً وهي وزارة التآلف الاجتماعي لأنها تعمل على تحريك مشاعر الملايين ليس بكتاباتها فقط ولكن بصدقها وبعمق مشاعرها وبفكرها الراقي تمنيت أن تأخذ عضوية البرلمان لتعدل الدستور وتلغي هيمنة المادة الثانية على نفوس أولى الأمر...
أخيراً الأستاذة فاطمة أعبر لك عن تقديري لشخصك الطيب وأدرك أن مقالك أن لم يستطع أن يغير من قلوب أولى الأمر إلا أنه حرك مشاعر ملايين مصريين أحسوا بصدقك آمنوا بحبك للوطن صلوا للإله الواحد الأحد أن يهب مصر مثلك عديدين ربما بهم تتغير مصر للأجمل ويزول القبح والتخلف والتآخر ويصبح محمد سند لمرقص ومرقص فداء لمحمد ونقف معاً ضد من يحاول التفرقة بيننا وثقي سيدتي أنك بكتاباتك جففت مداد القلم لدي وصمت فمي عن الصراخ لأن هناك شرفاء مثلك يدافعون عن مصر ويرفعون الغضب عن أقباطها ويصرخون بأعلى صوت كفى اضطهاداً
أخيراً لك ولكل مصري شريف أرق تحياتي وتقديري