الشـــــيطان والمس والمـــــاء....طهارة من القرآن
من الامور التي ممكن ان ليلمسها المتدبر للقرآن علاقة واضحة عن اثر الماء في علاقة طهر الانسان من الشيطان ومسه ورجزه .... كما قال سبحانه في القرآن الكريم والتي سنوضحها هنا تباعا
الانسان والماء في امور العبادة :
كما نعلم ان الله سبحانه وتعالى امرنا ان نمس الماء في امرين من امور العبادة وهو الوضوء والاغتسال من الجنابة ....
الانسان في حالة المرض :-
من &Aatilde;ن آخر الابحاث الطبية التي ظهرت مؤخرا هو علاج مرض الصرع الذي اثبت العلم ان مريضه يجب ان يغطس بماء قريب للبرودة مع تدليك الجسم وخصوصا منطقة الرجلين والاكعاب ..
الانسان والشيطان في النصب والمس .....الخ
والآن اذا تدبرنا القرآن نجد ان النبي ايوب عليه السلام عندما اصابه الشيطان بضر ونصب ماذا كان جواب رب العالمين له ؟؟؟ .( وأيوب إذ نادى ربّه أني مسّني الضرّ وأنت أرحم الراحمين فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وءاتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين) 84/82
انه المــــاء .......
وءاية ص.( واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب أركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب ووهبنا له أهله ومثلهم معهم رحمة منا وذكرى لأولي الألباب وخذ بيدك ضغثا فاضرب به ولا تحنث إنا وجدناه صابراً نعم العبد إنه أواب ) 44/41.
الخلاصة وحكمة مستخلصة :
اننى ارى من القرآن الكريم حكمة بالغة في علاقة الانسان بالماء ومعنى الطهارة من مس واثر الشيطان الرجيم .. فإذا علمنا ان الشيطان مخلوق نوراني ناري طيفي يمكن ان يمس المادة دون ان يتلبسها تماما كما يقول المشعوذون ... وان الانسان مخلوق طيني , لبرز الى الذهن فورا ان النار بالتالي لا ينفرها الا الماء .... وهذه هي الحكمة التي نراها من تدبرنا لآيات الله تعالى ...
فإذا مس الانسان طائف من الشيطان تذكر الله تعالى فقام فتوضأ وصلى .... وطهر نفسه من هذا المس ....
واذا قام الى الصلاة , اراد سبحانه وعالى ان يطهره من عوالق الشيطان ومسه خلال قيامه في يومه من حياة يومية واعمال تنتابه بها كل الوساوس الشيطانية ليقوم بالزلل الذي حذر منه رب العالمين {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}المائدة6,
وهذا معنى عميق جدا من معنى الطهارة ....ولننطر الى آية بليغة اخرى عن نفس المعنى :- {إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِّنْهُ وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُم مِّن السَّمَاء مَاء لِّيُطَهِّرَكُم بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ}الأنفال11
فتمت حكمة الله تعالى ان الماء يذهب رجز الشيطان ويطهر الانسان مما علق به من هذا العدو خلال يومه وحله وترحاله ....
وفي حكمة اخرى منه سبحانه :-
{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}المائدة41
فطهارة النفس للصلاة قبل تأديتها هي لها وللقلب ويتم ذلك بداية بمس الماء , فيقوم المؤمن الى الوضوء فيضرب على وجهه الماء ثم على رجله وباقي اعضاؤه وبالتالي طرد ما مسه من وطهره الله تعالى من اثر الشيطان الى حينه الى حين وضوءه مرة ثانية كما اشارت الآيات وفي تعب ونصب النبي ايوب عليه السلام وليس كما فسره الآخرون انه مرض شديد ؟
وبنفس الكيفية ايضا نرى ايضا ان الاغتسال بعد الجنابة يمكن ان تكون له علاقة الماء بطهارة ما مع ما ينتج عنه من نسل وغيره كما دعت ام السيدة مريم عليها السلام {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}آل عمران36
فالشيطان يحاول ان يدخل الى قضية الخلق والوضع للانثى عله ياخذ مكسبا , وكانت دعوة اليصابات ( اليزابث ) ام مريم موقفا من هذا الامر فجاء بالتالي المعجزة الخالصة من الله تعالى بخلق الرسول عيسى خالصا مطهرا ...الخ
هذا تدبر خالص مني والله اعلم وان البحث ممكن ان يطول في معاني اخرى جانبية الى انني ارتأيت العنوان الرئيسي واترك لاخواني الاعزاء التبحر فيه الا ان البحث منه قد وصل مني انشاء الله تعالى .