هلا بك وسهلا د. علال
تلك رواية ذكرها محمد بن سعد فى الطبقات الكبرى ، يقول : ( زيد بن حارثة إلى أم قرفة بوادي القرى: ثم سرية زيد بن حارثة إلى أم قرفة بناحية بوادي القرى على سبع ليال من المدينة في شهر رمضان سنة ست من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالوا خرج زيد بن حارثة في تجارة إلى الشام ومعه بضائع لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فلما كان دون وادي القرى لقيه ناس من فزارة من بني بدر فضربوه وضربوا أصحابه وأخذوا ما كان معهم. ثم استبل زيد وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ، فكمنوا النهار وساروا الليل ونذرت بهم بنو بدر ثم صبحهم زيد وأصحابه فكبروا وأحاطوا بالحاضر وأخذوا أم قرفة وهي فاطمة بنت ربيعة بن بدر وابنتها جارية بنت مالك بن حذيفة بن بدر فكان الذي أخذ الجارية مسلمة بن الأكوع فوهبها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فوهبها رسول الله بعد ذلك لحزن بن أبي وهب.. وعمد قيس بن المحسر إلى أم قرفة وهي عجوز كبيرة فقتلها قتلا عنيفا ربط بين رجليها حبلا ثم ربطها بين بعيرين ثم زجرهما فذهبا فقطعاها، وقتل النعمان وعبيد الله ابني مسعدة بن حكمة بن مالك بن بدر وقدم زيد بن حارثة من وجهه ذلك فقرع باب النبي صلى الله عليه وسلم فقام إليه عريانا يجر ثوبه حتى اعتنقه وقبله وسايله فأخبره بما ظفره الله به )
المفهوم من هذه الرواية أن قوما اعتدوا على قافلة تجارية يقودها زيد بن حارثة وسلبوها ، فأرسل النبى زيدا بسرية جند لينتقم منهم ، وفاجأتهم السرية وهاجمتهم ، وقام أحد جنود السرية بقتل سيدة الحى (أم قرفة ) وهى سيدة عجوز ، فقتلها قتلا عنيفا إذ ربطها بين بعيرين وضربهما فتقطعت نصفين . وعادت السرية وقرع قائدها بيت النبى فخرج اليه عريانا وعانقه وهنأه على النصر.
الملاحظ هنا أن هذه الرواية تجعل النبى ـ الذى أرسله الله جل وعلا رحمة للعالمين ـ زعيم عصابة تقوم بقتل إمرأة عجوز قتلا شنيعا بطريقة غير معهودة فى الثقافة العربية ، كما أنه ليس من ثقافة العرب الجاهليين ـ فضلا عن المسلمين ـ قتل النساء ، فكيف إذا كانت إمرأة عجوزا لم تشترك فى حرب ولم تعتد على القافلة .
هى رواية ساقطة بكل المقاييس .