نبينا عليه السلام مهان في كل عصر ومصر
نبينا عليه السلام مهان في كل عصر ومصر

أحمد أبو إسماعيل في الإثنين ٢٥ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

نبينا عليه السلام مهان في كل عصر ومصر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مر العالم الإسلامي بمظاهرات واستنكارات بشتى الوسائل تجاه الصحيفة الدنمركية والنرويجية المسيئتان لشخص الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وقد تحولت بعض هذه المظاهرات والاستنكارات عن مجراها الطبيعي فوصلت إلى التعدي الذي لا يقره الشرع وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على حب المسلمين لرسولهم الكريم من جهة ويدل أيضا على اختلاف وجهات النظر بين المسلمين في جزاء هذا التعدي المقيت ونتمنى أن يكون الحادث الأليم سببا في توحيد كلمة المسلمين الذين يكاد لهم المكائد الجسام من قبل عدوهم المشترك يقول الله تعالى: قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر .
والكتاب قد كتبوا في شتى الوسائل كما أن القنوات والإذاعات في الدول الإسلامية استنكرت الجريمة الشنعاء بأساليب متنوعة وهذا من حق أي فرد مسلم يغار على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ويبقى الأمر الغامض في القضية من هو وراء هذه الحملة وهل الغرب كله متفق عليها لماذا زادت بعض الصحف نشر تلك الرسومات رغم التنديد .
أرى أنه يجب علينا درس القضية من كل جوانبها والتعامل معها بحكمة بالغة عن طريق الهيئات الدينية الرسمية وغيرها كمنظمة المؤتمر الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي وغير ذلك لأن الغربيين أقوياء علينا في التخطيط واستغلال الفرص بقدر ما نحن أقوياء في التقاعس واستعمال العاطفة أكثر من العقل .
وأنا أريد أن أناقش الأمر من زاوية أخرى حتى لا يأخذنا الإفراط أو التفريط في القضية
فهل الرسول صلى الله عليه وسلم فضله الله تعالى لذاته أم للدين الذي بعثه به ؟؟؟
رسولنا الكريم بشر مثلنا في تركيبته البشرية ولكن الله سبحانه أكرمه بالنبوة والرسالة فصار ذا قدر ومكانة فرسولنا الكريم صار ذا مكانة عالية عند الله بفضل الرسالة التي تحمل تبليغها بتكليف من الله فصرنا نحن خير الأمم ببعثة رسولنا إلينا كما يقول البوصيري: وبأكرم الرسل كنا أفضل الأمم .
فما دامت خيرية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كانت بخيرية رسالته كانت رسالته أولى في المكانة ويجب علينا وجوبا الذود عنها بكل ما أوتينا من قوة ويظهر هذا المعنى جليا بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم في قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه: من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت .
ولا يعني هذا أننا نهين من ذات رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما نبحث عن سبب قداسة شخصه صلى الله عليه وسلم فمادام شخصه معظم لعظامة الرسالة التي كلف بها فلا معنى للتنديد بإهانة شخصه والسكوت لإهانة رسالته التي عانى في تبليغها الويلات فكما هبت رياحنا في الدب عن شخصه يجب أن تهب عواصفنا في الدفاع عن دينه والأولى هو هذا ولا معنى عندي لهذه الضجة في الدفاع عن شخص الرسول الكريم والسكوت عن رسالته التي أوذي من أجلها مالم يؤذى أحد كما يقول صلى الله عليه وسلم فمن كان يقظا في كل الظروف يدافع عن حمى الإسلام وزاد حماسا في الدفاع عن ذات الرسول صلى الله عليه وسلم فقد نال الحسنيين .
ومن كان ينعم بالكرى ويشتغل بنفسه ولا يهمه من أمر الدين والمسلمين شيء فتوقد حماسه للدفاع عن ذات الرسول صلى الله عليه وسلم نقول له زد حماسا وحيوية في الدفاع عن دين الله تعالى والاهتمام بأمور المسلمين واعلم أن من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم ولا يغنيك الدفاع عن ذات الرسول عليه السلام وأنت ساكت عن الحرمات التي تستباح نصب عينيك لا تحرك فيها سها ساكنا .
ومن كان لا هيا غير مكثرت بنفسه ولا بدينه ولا بمجتمعه فكانت مناسبة سب الرسول صلى الله عليه وسلم محركة لعواطفه تجاه النبيء الكريم نقول له نسأل الله أن يستخدمك لدينه ويرضى عنك ويحفظك من هذا التقاعس عن نصرة دينه .

وخلاصة القول:
الدين الذي بلغه رسولنا الكريم في هذا الزمان فل طريد غريب مقلص الأفياء واه قراح كما قال الشيخ أبو نصر في حائيته الرائعة ونحن نرى ونسمع ما يحدث في مجتمعاتنا الإسلامية من الفضائع العظام في القمة والقاعدة والغالب علينا هو المظاهر والتدين بالقول دون العمل وكثير منا يطمع في شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم لا لشيء إلا أنه يحب الرسول ويلهج لسانه بحبه وقد يكون ممن دافع عن شخصه الكريم في هذه الأيام وشفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم للتقي من أمته لا للعاصي الشقي والله لن ينفعنا عند الله الدفاع المستميت عن شخصه والغفلة عن نصرة الدين الذي بلغه والجمع بينهما واجب علينا جميعا لننال الحسنيين .
فهل ينفع عند الله من دافع عن شخص الرسول الكريم وفي قلبه ذرة من كبر .
وهل ينفع عند الله من دافع عن شخص الرسول الكريم
وقلبه مليء ببغض المسلمين .
وهل ينفع عند الله من دافع عن شخص الرسول الكريم
وحياته مخالفة لهديه صلى الله عليه وسلم .
وهل ينفع عند الله من دافع عن شخص الرسول الكريم
ويسأل الله سبحانه أن يهديه الصراط المستقيم ويجنبه طريق المغضوب عليهم والضالين ؟؟؟
نعم ينفعه ذلك عند الله ويحفظه المولى عز وجل يوم القيامة من الصد عن الشرب من حوضه عليه السلام لأنه قد يأتي أناس يوم القيامة عاشوا مع رسول الله فيطردون من حوضه بحجة أنهم غيروا وبدلوا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم .
فاللهم اجعلنا ممن يستميت في نصرة هذا الدين الذي كرمت به شخص رسولك الكريم واحفظنا اللهم من القول دون العمل واغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .
اجمالي القراءات 14701