ألقى الرئيس المصري حسني مبارك كلمة مساء السبت أمام المؤتمر السنوي السادس للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يتزعمه تحدث فيها عن إنجازاته ولم يتطرق الى مسألة "الرئاسة من بعده".
وجاءت هذه الكلمة وسط تزايد التكهنات بشأن إعداد جمال النجل الأصغر للرئيس المصري لتولي الرئاسة من بعده، ولم يبد مبارك في كلمته أي إشارات بشأن مسألة خلافته، حيث ركز على قضايا داخلية كالصحة والنقل والتعليم.
ففي بداية كلمته ركز مبارك على دور العناصر الشابة في الحزب، واكد أن "شباب الحزب عملية مستمرة لتطويره منذ عام 2002" مشيرا إلى ان هذه المسيرة أفرزت فكرا جديدا.
ووعد مبارك بمواصلة "طريق الإصلاح وتطوير وتحديث مجتمعنا".
ثم عرج مبارك على الانتخابات التي سيخوضها الحزب الحاكم خلال العام المقبل وهي انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى ثم انتخابات مجلس الشعب.
ودعا الرئيس المصري كوادر حزبه إلى الاستعداد الجيد لهذه الانتخابات قائلا" يخطئ من يتصور أن الانتخابات المقبلة ستكون سهلة او من يستهين بضرورة العمل المتواصل والشاق" للاستعداد لها.
وقال "سنخوض انتخابات حرة ونزيهة تنافسية ونحن نؤمن بالتعددية ونسعى لتفعيل حايتنا السياسية والحزبية".وأضاف "نحن وباقي الأحزاب في قارب واحد لأننا جميعا مصريون نسعى لنفس الهدف".
وأكد أن الحزب قطع شوطا كبير في تنفيذ ما تعهد به في حملته الانتخابية في انتخابات الرئاسة الماضية.
تناول الرئيس المصري بعد ذلك إنجازاته الاقتصادية خلال السنوات الماضية، وقال إن برنامج الحكومة المصرية نجح في زيادة فرص العمل ورفع متوسط الأجور بنسبة 115% للعاملين في القطاع الحكومي والمعلمين بنسبة 200%.
واكد أيضا زيادة مخصصات الإنفاق الاجتماعي، كما ارتفعت قيمة إجمالي الدعم ووصلت إلى 94 مليار جنيه في العام المالي الحالي.
ثم أشاد مبارك بكيفية إدارة الحزب وحكومته لمواجهة تبعات الأزمة المالية العالمية قائلا "حمينا أجيال اليوم من إعصار هذه الأزمة دون أن نحمل ابناء الغد بأعباء تفوق طاقتهم".
وقال" نجحنا في مواجهة الأزمة العالمية الراهنة بمواردنا الذاتية وليس بالمساعدات من الخارج". وأكد ان الاقتصاد المصري لم يشهد برغم الأزمة انكماشا بل حقق معدلات نمو إيجابية.
وقدم مبارك وعودا جديدة بإصلاح نظام التأمينات والمعاشات والرعاية الصحية، واكد أيضا اسامر تطوير التعليم باعتباره من ركائز التنمية,
انتقال السلطة
ولم يتحدث مبارك في خطابه عن نواياه بشأن انتخابات الرئاسة القادمة عام 2011، وكانت حالة من الترقب سادت في الشارع المصري خاصة ما يتعلق بمستقبل انتقال السلطة.
وتشهد مصر جدلا واسعا حول مرشح الحزب لخوض الانتخابات الرئاسية، خاصة بعد ان بلغ مبارك 81 عاما من العمر، وقضى 28 عاما رئيسا للبلاد منذ اغتيال سلفه انور السادات في عام 1981.
ويحظى جمال مبارك، نجل الرئيس المصري، باهتمام خاص في هذا مؤتمر الحزب نظرا لما يتردد في كثير من وسائل الاعلام المصرية حول طموح جمال مبارك لخلافة والده.
ويترأس جمال مبارك في الوقت الراهن لجنة السياسات بالحزب الوطني.
وبالمقابل اطلقت عدة شخصيات معارضة، على رأسها ايمن نور الذي كان مرشحا للرئاسة في الانتخابات السابقة، حملة مناهضة لخلافة جمال مبارك لوالده في مقعد الرئاسة.
ويشارك في حملة مناهضة توريث السلطة عدة احزاب وجماعات معارضة، من ابرزها جماعة الاخوان المسلمين التي دخل ممثلون عنها البرلمان كمستقلين.
كما اوردت وسائل الاعلام المصرية تقارير عن امكانية ترشيح شخصيات مصرية معروفة لمقعد الرئاسة مثل محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعمرو موسى الامين العام للجامعة العربية.