تصريحات نظيف حول ترشيح جمال مبارك للرئاسة «بداية اللعب على المكشوف» فى معركة التوريث
في
الخميس ٢٩ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً
قيادات الأحزاب والقوى السياسية: تصريحات نظيف حول ترشيح جمال مبارك للرئاسة «بداية اللعب على المكشوف» فى معركة التوريث
انتقد عدد من قيادات الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات العامة تصريحات الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، التى أدلى بها، أمس الأول، إلى وكالة رويترز، حول إمكانية ترشيح جمال مبارك، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطنى، لانتخابات الرئاسة المقبلة عام ٢٠١١، حيث اعتبر بعضهم تصريحات رئيس الوزراء «إشارة خفية» و«محاولة لتهيئة الرأى العام لترشيح ابن الرئيس» و«بداية حقيقية لمرحلة التوريث». ووصف محللون وشخصيات عامة التصريحات بأنها بداية مرحلة جديدة، «اللعب فيها سيكون على المكشوف»، وأنها مباركة «حكومية» لترشيح جمال مبارك.
وقال رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع: «إن تصريحات نظيف إشارة خفية تهدف إلى تهيئة الرأى العام لقبول جمال كمرشح للرئاسة فى حالة عدم ترشح الرئيس، وإن تصريحات قيادات الحزب الوطنى بشكل عام تخرج متوازنة بشكل كبير، فهى من ناحية تؤكد أن الرئيس مبارك هو المرشح المقبل، وتحافظ فى الوقت نفسه على فرص جمال، لأنه لا أحد منهم يعلم من هو المرشح المقبل».
من جانبه، قال المستشار محمود الخضيرى، نائب رئيس محكمة النقض السابق: «إن الإعداد لتولى جمال مبارك الحكم فى مصر بدأ منذ فترة طويلة، لكنه يزداد حاليا بشكل تنظيمى ومخطط». وأضاف: «الحكومة فى مصر ستبارك ذلك المشروع لأنها حكومة الرئيس وليس الشعب»، ودلل على كلامه بحديث نظيف عن إمكانية ترشيح جمال مبارك للحكم، وعلق على تصريحاته قائلا: «إذا كان يقول رأيه كمواطن فهو لا يعبر إلا عن نفسه.. لكنه كرئيس حكومة مصر يجب عليه ألا يبارك ترشيح أحد».
واعتبر الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب «الجبهة»، تصريحات نظيف «تحولا فى الحديث عن التوريث إلى احتمالات تحققه، خاصة أنها مناقضة لبعض التصريحات السابقة لقيادات الحزب الوطنى التى نفت تبنى الحزب فكرة التوريث». وأضاف «الغزالى»: «رغم أن مثل هذا التصريح يأتى مبكرا ويطرح تساؤلاً حول أسبابه وهل هو مصادفة أم بالتنسيق مع الحزب الوطنى، فإنه يعبر عن الحقيقة التى يحاولون إخفاءها».
وقال مصطفى الطويل، الرئيس الشرفى لحزب الوفد، إن تصريحات نظيف تحصيل حاصل، لأنها تعبر عن واقع يعلمه الجميع، ففى انتخابات الرئاسة المقبلة إما أن يرشح الرئيس نفسه أو يتقدم بديله وهو جمال مبارك. وشن جورج إسحاق، القيادى فى حركة كفاية، هجوما عنيفا على رئيس مجلس الوزراء ورموز الحزب الوطنى، وقال: «الحزب الوطنى بدأ اللعب على المكشوف، والفرق بين تصريحات الرئيس مبارك ونجله حول التوريث وتصريحات رئيس الوزراء، أن الأخير لم يحتمل ما نقوم به من طرح أسماء ورموز للترشح فى انتخابات رئاسة الجمهورية».
ولفت سيد عبدالعال، أمين عام حزب التجمع، إلى أن تصريحات أحمد نظيف تعبر عن «حالة من التخبط بين قيادات الحزب الوطنى»، بسبب عدم معرفتهم بالمرشح المقبل، وما يزيد من حيرتهم هو دور جمال مبارك المتزايد داخل الدولة، فهو يقوم بدور «رئيس وزراء» وأحيانا يقوم بدور «نائب رئيس جمهورية».
وقال أحمد فضالى، رئيس حزب السلام الديمقراطى: «إن تصريحات نظيف تلامس الحقيقة، وليس من حق أحد أن ينتقص من حق جمال مبارك فى الترشح للرئاسة، والتصريحات تؤكد احتمالية ترشيح جمال مبارك للرئاسة وليس توريث الحكم.
ووصف السيناريست أسامة أنور عكاشة، تحركات جمال مبارك بأنها بداية لحملة التمهيد الحقيقية لتوريثه الحكم، موضحا أن حرص أمين السياسات على لقاء الشباب هو محاولة لاستقطابهم كفئة كبيرة ومؤثرة فى المجتمع، وقال: «الحزب الوطنى يسوّق جمال ويبيعه للناس، خصوصا الشباب الذى يعتمد عليه فى حملته».
وأضاف عكاشة: «الحكومة تبارك التوريث بشكل مباشر ودون مداراة، والتفكير فى سيناريوهات مختلفة عنه مضيعة للوقت، لأن التوريث هو الاحتمال الوحيد المطروح». وتابع: «نظيف بهذه التصريحات جاب من الآخر».