اولا : الأساس هنا هو الايمان ، والحرية فى أن تؤمن بما قاله رب العزة من حفظه للقرآن أم لا . وأنت مسئول عن ذلك. وهناك بلايين يؤمنون بالاناجيل مع اختلافها وتناقضها ، وهناك أكثر منهم يؤمن بالبوذية ..الخ .
ثانيا : الايمان بالقرآن الكريم وأنه محفوظ من لدن الله جل وعلا ، لا يكفى ، فهناك أكثر من بليون مسلم على هذا الاعتقاد ، ولكن عقائدهم تخالف القرآن ، خصوصا تأليههم لمحمد وغيره ، فلا بد من تصحيح الايمان ليكون التزاما بعقيدة أنه لا اله إلا الله جل وعلا ، ولا تقديس لغيره ، ثم عمل الصالحات من عبادات ، واعمال نافعة للمجتمع .
ثالثا : عنى حفظ القرآن لا يعنى محاولات التحريف فيه ، بل إن الله جل وعلا أشار الى محاولات الذين يلحدون فى آيات الله : ( إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) ( فصلت 40 ـ )، والذين يسعون فى آيات الله جل وعلا معاجزين ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ) ( سبأ 5، 6) ( وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ ) ( سبأ 38 ) ( وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ) ( الحج 51). الحفظ الالهى يعنى أن يكون فى داخل الكتاب الالهى ميزان يقوم به حفظه ، وهو المشار اليه فى قوله جل وعلا ( اللَّهُ الَّذِي أَنزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ ) ( الشورى 17)
رابعا : ميزان الحفظ فى القرآن الكريم طريقته الفريدة فى الكتابة القرآنية ، وهى مختلفة عن الكتابة العربية العادية ، وهى المعروفة بالرسم العثمانى ، وهى المعتمدة حتى الآن ، وما يقال من قراءات وكتابة مختلفة لبعض الكلمات هو تحريف مرفوض . والفيصل فى هذا الميزان فى تلك الكتابة القرآنية الخاصة هو الاعجاز العددى فى القرآن الكريم ، وهو قائم على أساس الكتابة القرآنية بالرسم العثمانى وتضمن حروف القرآن وكلماته ، وربطها بالاعجاز العددى ، وهو باب طويل لم نصل بعد الى قوانينه ، ولكنه قد يكون فى هذا القرن اعجازا يخاطب العالم فى عصر القرية الكونية ولغة الارقام التى يتوحد العالم فى فهمها مهما اختلفت اللغات .
خامسا : لا يمكن للنبى أن يخترع آية من عنده ، فلو تقوّل على الله شيئا كان سيتعرض للهلاك ( وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ) ( الحاقة 44 ـ )
سادسا : القرآن نزل باللغة العربية ، ومدلول الحمد يختلف عن معنى الاخلاص.