1 ـ إننا طبقا لقوله جل وعلا ( قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) قد وهبنا حياتنا ومماتنا لرب العزة باختيارنا ، بالتعبير المصرى ( نحن نعمل عند ربنا ) وهو الذى يتولى الإنفاق علينا ، ولذا لا نسأل أحدا أجرا ، وتلك من صفات الأنبياء والدعاة للهدى ( إتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون ). ومنذ تركت الأزهر وأنا متمسك بهذه القاعدة (ألا أسأل أحدا أجرا ).هذا يعطينى حرية فى التعامل مع الناس ، ويعطينى يقينا باخلاص العبودية لرب الناس . ومنذ ان تركت الأزهر تقلبت بى الأيام عسرا ويسرا وأنا أصارع بذراع عارية الوهابية والنفوذ السعودى فى مصر ونظام حسنى مبارك والاخوان المسلمين ، لم أتراجع رغم قلة ذات اليد ، ولم أساوم ولم أهدأ . وفى أحلك الأوقات كان فضل الله جل وعلا أقرب لى من حبل الوريد .
2 ـ طبقا لقوله جل وعلا ( لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ) ( لا يكلف الله نفسا إلا ما أتاها ) فنحن نتحرك بدعوتنا السلمية فى إطار الممكن المستطاع . أعطانا الله جل وعلا عقلا وعلما ولم يعطنا مالا ، وسيحاسبنا على ما فى استطاعتنا وهو العلم والبحث بقدر الامكان . والله جل وعلا هو الذى يتولى رزقنا . غيرنا أوتى مالا ، وابتلاؤه فى المال . ومهما طال العمر فهو يتقاصر ، ونحن نتحرك فى قطار الزمن الذى لا يتوقف ، ويحملنا الى القبر بسرعة 60 دقيقة فى الساعة . وعند الموت سنفارق كل شىء ولن يبقى معنا سوى عملنا . ونحن نحمد الله جل وعلا على ما أعطانا وعلى ما لم يعطنا . المهم لنا أننا نتحسب لليوم الآخر ونستعد له بما فى استطاعتنا ، ولن يسألنا ربنا يوم الحساب على ما ليس فى استطاعتنا .
3 ـ إننا لانهتم مطلقا وعلى الاطلاق بأن يهتدى الناس أو أن يضل الناس ، أن يكونوا من أهل القرآن أو من أتباع الشيطان ، لأن الهداية مسئولية شخصية ، ومن اهتدى فقد اهتدى لنفسه وليس لنا ، ومن ضل فقد أضر بنفسه وأضل نفسه ، ولا شأن لنا به . مسئوليتنا هى التبليغ فقط . وليست لنا مطامع سياسية أو مطامح دنيوية . لم تكن لنا مطامع اقتصادية وسياسية ونحن فى قمة الشباب ومقتبل العمر ولن تكون لنا ونحن الآن نزحف نحو القبر .
4 ـ يختلف الوضع حين نقدم مشروعا للتمويل ، هنا فقه المصلحة المشروعة والتبادل التجارى بالبيع والشراء . فيه التمويل وبالشروط والعقد الملزم للطرفين . وهذا باب مفتوح للجميع ، نحاول دخوله ، ولم ننجح حتى الآن . ولو نجحنا فلا تثريب علينا ، لأنه سيكون مما جعله الله جل وعلا فى وسعنا وطاقتنا ، وسنكون منسئولين عن نجاحه أمام الله جل وعلا قبل البشر