ــ مــلة ابـيكم ابـراهيـم ــ دعوة للتدبر

غريب غريب في الأربعاء ٢٠ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 ملة ابينا ابراهيم - دعوة للتدبر

 

لن يستوعب كلامي هنا سوى اهل القرآن فهم من هداهم الله بملة ابراهيم التي اتبعوها بفطرتهم دون ان يعرفوا مسماها. يقول ربنا عن ملة ابراهيم

وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ {البقرة/130}

 السفاهة ان تدخل عمق  البحر دون ان تكون لديك بوصلة تنظر اليها من حين الى حين للتأكد من موقعك , والسفاهة ان تعمل في مصنع او  تكون في الطابق العشرين تعمل من الخارج  وليس لديك  عدة امـان والسفاهة ان تتصرف في اموالك في امور كمالية بحتة دون الاحتساب الى الامور الضرورية والرئيسية.

 وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللّهُ لَكُمْ قِيَاماً وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُواْ لَهُمْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا {النساء/5}

 

فهي تقي من الاهواء ومن الاحداث الكثيرة التي تمر بها الأمة فضرورة ملة ابراهيم من ضرورات الحفاظ على الدين. ويشير ربنا لتوقّي الضلالة في عرضه لاتباع ملة ابراهيم لاستقصاد طائفة لإضلالنا

 مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {آل عمران/67}إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ {آل عمران/68}وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ {آل عمران/69}

 واني اجد الحرج في عرض ملة ابراهيم رغم ان ربنا ذكر عدم التحرج منها ويقول بأنه سمانا المسلمين من قبل وفي هذا الذي نحن عليه. ولكن النتيجة ان قلتها مباشرة ستكون صادمة لكم جميعا,  وسأطرح الاسلوب العلمي في التوصل لها من خلالكم.

 

وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ {الحج/78}

 

فما هي ملة ابينا ابراهيم

 وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ {الزخرف/26}إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ {الزخرف/27}وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الزخرف/28}

 

في هذه الأية بالتدبر ومن باب الاطلاع على ماتأوله المؤولون بظاهر الاية والمفسرون فتضارب كالعادة الا انهم اتفقوا على ان عقبه هم الذرية وهذا مستدل من السياق ولم يتفقوا وتضاربوا في اقرارهم  بأن نبي الله يبحث عن الحق وقتها و افترضوا بأن ابراهيم كان مسلما. ويدلنا القرآن على انه لم يكن مسلما حينها فكلمة سيهدين هي ذاتها ذكرت على لسان ابونا ابراهيم في القرآن مرتين وعلى لسان نبي الله موسى في قوله

 فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ {الشعراء/61}قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ {الشعراء/62}

 

وابونا ابراهيم في طريقه لعرض فطرته على ربه.

 فهي تقي من الاهواء ومن الاحداث الكثيرة التي تمر بها الأمة فضرورة ملة ابراهيم من ضرورات الحفاظ على الدين. فما هي الفطرة؟

فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ {الروم/30}

 

الفطرة هي انه بعد ان تبرأ نبي الله ابراهيم من جميع المتعلقات الفكرية والوثنية والتي كان يحاورها في عقله ونفسه ولم يعتقدها - وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ {الزخرف/26}­-  فظهرت له من المخاوف والاماني اللا متناهية في نفسه.

ونضرب عليها مثالا.

 الإنسان لو قلت له بأنني سأمنحك كل ما تتمناه والارض بكاملها والسبع أراضين, لسألك أليس هناك من شيء اكبر. ولو قلت له بأنك ستعيش مائة سنة. سيقول ولماذا أموت, ستقول له عمرك بعمر الأرض. سيقول لك لتموت الأرض ولكن انا لماذا أموت المفروض ان استمر الى مالا نهاية. هذه فطرة الإنسان وكذلك في الخوف فهي اكبر وهي ماحركت نبي الله ابراهيم.

 فلما عرض نبي الله ابراهيم هذه الأماني والمخاوف على الكون والكواكب وجدها تتضاءل امام هذه الفطرة حتى وصل لذي الجلال والإكرام فوجدها تتضاءل فعلم بأن الله سبحانه هو رب هذ الكون الذي في قدرته ان يلبي كل هذه الفطرة التي فطر الناس عليها فقال في نهاية عرضه.

 فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ {الأنعام/78}إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {الأنعام/79}

 

فأنت لا تجد عجلا يتمنى ان يكون وزيرا فكلٍ يعيش وفق فطرته.

 

فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ {الشورى/11}

كانت مخاوف ابراهيم هي المحرك

الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ {الشعراء/78}وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ {الشعراء/79}وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ {الشعراء/80}وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ {الشعراء/81

 

لاحظ كيف السحرة في نصف يوم اكتشفوا غاية الفطرة ورأوا من خلال معجزة موسى فاطر السماوات الارض فبدى لهم منه غاية المنى وأفزع المخاوف ومن بينهما أفل كل شي وأفل طغيان فرعون فلم يعني شيئا تهديده بالصلب والتعذيب ونطقوا بما ينطق به الانبياء في لحظتها

 قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى {طه/71}قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا {طه/72}إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى {طه/73}إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِمًا فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى {طه/74}وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى {طه/75}جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى {طه/76}

 زميل لي اتعبني بالنقاش والاحاديث فأشرت له باخر ايتين فقط من قائلهما؟, فعدد لي ثلاثة انبياء ومؤمن ال فرعون وزوجة فرعون. فقلت له هؤلاء دينهم نصف يوم فكم من سنوات دينك وأرشدته لملة ابراهيم فهداه الله سبحانه.

امل رجوع الامة في هذه الايات

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ {الزخرف/26}إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ {الزخرف/27}وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الزخرف/2

 هنا ما اطلبه ان يتبرع احد خبرائنا  في عمل بحث في طريقة تفكير ومعاناة وتوصل الاعضاء الى الدين دون ذكر تفاصيل شخصية فقط تجاربهم فهم قد وصلوا الى مرحلة اما ان يتحملوا الوثن وان يطفئوا عقولهم كما فعل قوم نبينا ابراهيم, او ان يتخلوا عن كل شيء حتى القرآن, ولكن الله جعل حب القرآن في قلوبهم عزيزا يربطهم به. وإنني والله مكثي في تدبر الدين كلبث السحرة في دين الله مقارنة بمن كانوا يعلموننا الدين منذ قرون ولكن القرأن الذي كان عزيزا وقت البراءة فقد التزمت به لأن الله سبحانه هداني به فهو يتلى علي ليل نهار فيسطع الله سبحانه نوره منه ليهدينا بها جميعا وبالتزام اهل القرآن بسماعه ليل نهار على اذانهم وعقولهم واجسادهم سيبدعون في هذه الدنيا كلٍٍ وفق منهجه فهو أول وقمة عطاءات الرحمن .

الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ {البقرة/121

 المشترك في معانات اخواني اهل القرآن هو ما نستخلص انه ملة ابراهيم خلال رسالة بريدية لجهة مختصة بهذا الموضوع.

ولإن القى الله سبحانه على ملة ابينا ابراهيم خيرا من ان القاه مشركا وسأبين في مقال لاحق كيف هدم الاوثان والتي هي سبب انطفاء الفكر في امتنا ان أذن الله برحمته.

كنت اخشى من تعقيد طرحها ولكن الله يسر افصاحها وارى انكم  استوعبتوها بهذا الطرح.

 

والحمد لله رب العالمين.

 - - - - - - - - -

ملاحظة - هذه المقالة بعد بحثي في ملكوت الله ( سياحة مفتوحة ) بالرغم من ترابط موضوعها واستشهادها بآيات - الا انها لم يكتمل سندها من القرآن وقد تكون من  بابل فالكلام المنمق والتزيين ليس دليلا على الحق وانما الدليل هو كامل السند من القرآن. . وأرى دلائلها في

ضَرَبَ لَكُم مَّثَلًا مِنْ أَنفُسِكُمْ هَل لَّكُم مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن شُرَكَاء فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنتُمْ فِيهِ سَوَاء تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ {الروم/28}

والآيات التي بعدها المرتبطة بالفطرة

.واتركها لمراد التدبر لأي مؤمن - الملاحظة بتاريخ - 7/12/2010

 - - - - - - - -

عناوين المقالات ومحتوياتها فيض من الرحمن  اللطيف الخبير. . فهي هنا نشأة الفطرة. . ـ الملاحظة بتاريخ - 26/12/2010

اجمالي القراءات 15918