إبنتى العزيزة
الزواج من المباحات ، وليس فرضا يأثم من يعرض عنه .
وبذلك فكلامى معك هنا لا شأن له بالفقه ، والفرض والحرام .
ولكن أتكلم معك كوالد يحرص على مستقبل إبنته وسعادتها وتوازنها النفسى .
من الواضح انك متعلمة مثقفة ومؤمنة ، وتعرفين أنه لا تزر وازرة وزر أخرى ، ولا يصح عقلا ولا عدلا أن تؤاخذى الرجال كلهم ،أو أن تؤاخذى زوجك بما فعله أبوك معكم. ففى الرجال كما فى النساء أشرار وأخيار وما بين بين .
قد يستغنى الرجل عن الزواج بما يعطيه المجتمع الذكورى عندنا من تسهيلات ومميزات يحرمها على المرأة ، بل حتى فى المجتمع الغربى لا يجد الرجل مشقة كبرى فى الحياة بدون زواج حيث الحرية متاحة للذكر والأنثى على السواء ، ومع ذلك تعانى المرأة الغربية فى شيخوختها لو بقيت عزباء أكثر من الرجل فى نفس الحال.
المرأة هى رحم الوجود الانسانى ، وقد هيأها الله جل وعلا جسديا ونفسيا وعقليا لتكون الزوجة والأم ، وبتأديتها لهذا الدور يتحقق توازنها النفسى وتحقق سعادتها ورضاها عن نفسها . أتذكر ونحن فى مرحلة الدراسات العليا للدكتوراة زميلة لنا كانت تكبرنا ولا تزال تعمل فى رسالة الماجيستير بينما سبقتها زميلاتها وحصلن على الدكتوراة ، وكانت تفخر عليهن بأنها تزوجت وأنجبت طفلين ، وتفرغت لهما ولبيتها ، ثم عندما وجدت وقت فراغ مناسبا عادت لعملها العلمى ولوظيفتها معيدة ، وكانت أكثر شبابا وحيوية وتتألق ابتساما وسعادة حين تتحدث عن ولديها وبيتها ، بينما زميلاتها السابقات لا زلن عوانس ، زحفت بشائر المشيب لرءوسهن ، ولا تفارق التكشيرة وجوههن .كانت تقول : مهما تأخرت عن زميلاتى فمصيرى بعد عشر سنوات أن أكون أستاذة مثلهن ولكن سأفرح بزواج أولادى وأنا أستاذة .
ابنتى
طالما عايشت الظلم فلا أتصور أن تظلمى زوج المستقبل ، وطالما عايشت الصبر على ظلم أبيك فيمكنك أن تصبرى على زوجك فى سبيل أن تتكون لك أسرة تكونين أساسها وعمادها . وعندما تبلغين الشيخوخة ستجدين حولك احفادك وحفيداتك يضيئون ليلك ونهارك ويؤنسونك فى الوحدة التى يعانى منها غيرك فى خريف العمر.
وفقك الله ورزقك بزوج صالح وأسرة سعيدة
عمك أحمد