معارضة
جاسوس ومعارضون

زهير قوطرش في الإثنين ١١ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

 جاسوس ,ومعارضون.

 

بدأ الفجر بإزاحة خيوط الظلام ,وهبت معه نسمات الربيع الناعمة والباردة .المدنية بدأت تزحف بحركة بطيئة ...لتملأ شوارعها وساحاتها بحكايات يوم جديد.

 في تلك الليلة أصابني القلق الذي أغتصب مني النوم ,وكعادتي في مثل هذه الحالات , كنت أخرج  من بيتي هائماً بدون هدف ,لعل النوم يأخذ سبيله إلى جفوني.

أصوات تعالت &aعالت من ساحة المدينة التي أضيئت مصابيحها وكأنها في ليلة عيد ,سألت أحد المارة ,أجابني على عجل ,سينفذون حكم الإعدام بأربعة جواسيس خانوا الوطن .أسرعت  الخطى إلى ساحة الإعدام التي تزينت بالحراسة المشددة ,وتواجد بعض المارة الفضوليين .

على المنصة ,وقف المفتي ,وبعض الضباط ,والشرطة ,ومعلق الرؤوس .قبل وصولي قرأ أحد الضباط حيثيات القضية  .....أخبرني جاري الذي كان يقف بجانبي ,أن أحد المتهمين سقط من فوره ميتاً من الخوف ,علقوه على المشنقة ميتاً ...أما الثلاثة الباقين ,كانت أصواتهم تعلن للملأ بأنهم أبرياء ولا علاقة لهم بالجاسوسية , كانوا يهتفون عاش الوطن.

نُفذ فيهم حكم الإعدام, وتدلت أجسامهم  فاقدة للحياة.....عدت إلى المنزل ,ليفارقني النوم بعد هذا المشهد أياماً وأسابيع بل وشهوراً.

بعد عشرين سنة مضت ....كتب  أحد المسؤولين الذين أدانوا الأربعة بالجاسوسية  في مذكراته من خارج الوطن,بأن الشخص الذي مات قبل شنقه كان جاسوساً بالفعل ,أما الثلاثة الباقين فكانوا من المعارضة.

اجمالي القراءات 5846