أمريكا الحقيقة

Hatem me في الخميس ٢١ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

 

النساء الأمريكيات لسن مصانع لأنتاج الأبناء من أجل الموت في سبيل الأخرين
و بالتالي أمريكا لا ترسل أبنائها للحرب في الخارج (و كما قال دكتور بطرس غالي في حديث له) إلا لأحد سببين:إما بدافع إنساني قوي جدا .. و المثال ما حدث في الصومال , فقد تعثر عمل قوافل الإغاثة بسبب الهجوم عليها و سرقتها و كان ضحايا المجاعة في أشد الحاجة لهذه الإغاثة فأرسلت أمريكا أبنائها لتأمين عمل قوافل الإغاثة و قادت تحالف دولي من أجل مصلحة الصومالو السبب الأخر هو مصلحة البلد (أمريكا) فمثل أي دولة في العالم من حقها أن تأمن نفسها
و لا مانع إذا أتفقت مصالح أمريكا مع مصلحة غيرها و لا مانع من أن يكون للحرب سببين او ثلاثة او أكثر ...
و في حالة العراق إجتمع سبب تأمين أمريكا مع سبب تخليص العراقيين و يذيد على ذلك تخليص العالم كله و الشرق الأوسط خاصة من نظام صدام
و أمريكا دولة أصلا غنية تمر بها نصف تجارة كوكبنا , ففي التجارة بين الدول هي تبيع نصف ما يبيعة العالم كله و تشتري نصف ما يشترية العالم كله (إقرئوا الأرقام إن كنتم لا تصدقوني)
هي ملكة .. ملكة صناعة السينما و التكنولوجيا و الإدارة و التجارة و الصناعة و الفضاء و أعمال الخير و الطب و غيره
و هي ناجحة (شعب و دولة و نظام حكم و ...) أحبها لأني أحب النجاح و أسر لرؤية الناجحين.
و دائما تفتح أبوابها للأخرين و ليست حرامية كما يصورونها عندما يقولون إنها دخلت الحرب في العراق من أجل السيطرة على البترولو كيف تفعل ذلك دولة متدينة (و أمريكا على فكرة دولة متدينة) ؟
و إذا صح إنها تحصل أو حصلت على مميزات إقتصادية بعد أن ساعدت شعب عسكريا في التحرر .. فما العيب في ذلك ؟ .. يعني مثلا عندما ساعدت أمريكا الكويت في التحرر , أنا لا أدري ما الذي حدث و لكن لنفرض أن الكويتيين خلوا في أعينهم حصوة ملح و أعطوا إمتياز للشركات الأمريكية شركات البلد الذي حررهم , فأعطوا عقود إعادة التعمير لشركات البلاد التي ساعدتهم في ذلك و أعطوا أمريكا أكبر نصيب لأنها وقت شدتهم كانت جنبهم أكثر من غيرها .. ما الخطأ في ذلك ؟ و كمان هي بلادهم و هم أحرار فيها
و في العراق مستثمر مصري صاحب شركة في التليفون المحمول هناك ... إذا إلي عاوز يروح و يعمل شغل في العراق بيعرف و بيروح مهما كانت جنسيته فأكيد العمل في البترول سيكون متاح للشركات من كل الجنسيات أيضا بل ما الخطا لو أعطا العراقيون حصة زيادة من عقود التعمير و البترول للدولة التي حررتهم ؟ .. دا لو معملوش كدا فهيبقوا ناكري جميل ...
هل تدرون كيف سيطر فرعون على قومة ؟ .. ألم يقل لهم أنا ربكم الأعلى (النازعات 24) و قال لهم ما علمت لكم من إله غيري (القصص 38) و صدقوه و قال لهم هذه الانهار تجري من تحتي أفلا تبصرون (الزخرف 51) و صدقوه – و لاحظوا كيف يستنكر عليهم و يقول أفلا تبصرونكيف وصل لهذه الدرجة من اللعب بالناس ؟ ... ما هو مفتاح النصب على الناس و السيطرة عليهم ؟ السر بسيط للغاية و هو جانب ضعف في النفس البشرية و مذكور في القرآن ... لاحظوا الآية التي تقول فاستخف قومه فأطاعوه (الزخرف 54) ... فهذا هو السر في الضحك على الناس ... فأي واحد عاوز تسيطر عليه و تخليه يصدقك أذكر له كلام فيه إستخفاف بعقله .. و سيصدقك و يتبعك
هكذا يفعل الناصريون و هكذا يفعل الإشتراكيون و هكذا يفعل السنيون المتشددون و كتاب الحكومة و كل من لا يتعب عقلة و  يحب أن يعطيه اجازة و يستريح عندما يسير مع مسلمات القطيع فيردد مثلهمأما لو ذكرت له كلام منطقى و واضح فغالبية الناس ستجادلك فيه و تفضل عليك من يسخر منهم و يستخف بعقولهم
من يكرهون الغرب يفعلون ذلك لأنهم لا يمكن أن يصدقوا أن الغرب يتصرف و لو مرة واحدة من أجل المباديء , بينما الحقيقة أن الغرب كل تصرفاته بصفة عامة تحركها المباديء
الذين يرددون ذلك هم في عمى عن السبب الذي من أجله وقف توني بلير مع أمريكا بدء من هجمات سبتمبر و حتى الأن ... السبب هو المباديء التي تفرض عليه دخول الحرب ضد الإرهاب رغم أن المضروب دولة أخرى و ليست دولته و كذلك المباديء التي تفرض عليه رد الجميل لأمريكا التي وقفت معهم في الحرب العالمية الثانية ... الذين يرددون ذلك يقفون ضد صالح الضعفاء في أفغانستان و العراق الذين هم بحاجة ليد الحضارة تنشر التعليم الغربي المتفتح بينهم و تعلمهم الديمقراطية و إحترام المرأة و المحبة و الحرية و المساواة و النظام و العدل.

 

 

اجمالي القراءات 5774