من أضاء شعلة :د . أحمد منصور
أبعدتني مشاغل الحياة و صعابها عن الكتابة مع الأحبة من كتاب أهل القرآن الكرام ، و لم تبعدني عن القراءة و المتابعة لما تجود به أقلامهم .
و مما دفعني لكتابة هذا المقال ، أمران :
الأول _ احساس الدكتور أحمد منصور حفظه الله تعالى لنا ، و بعض كتاب أهل القرآن ، بأن لا حياة فيمن تنادي في هذة الأمة ، و قد يشعر أحدنا بالاحباط لفترة وجيز&Ea;زة ، الا انني أبشر د . أحمد منصور و بكل قوة و تأكيد بأن رحيق العمر لم يذهب سدى ، و أن بذرة أنامل فكركم بدأت بالنمو و الازهار و طرح الأفكار و التغير و السؤآل و اعمال العقل بدل النقل ، فبشراك اليوم في حياتك قبل ذهابك ، فأنت من الصالحين المخلدين في الحياة الدنيا و الآخرة ، باذن الله تعالى و لا أتقول على الله شيئا ،انما راجيا المولى الكريم أن يهبك من كرم عطائه ، أنت و عائلتك الصابرة و جميع المسلمين ، اللهم آمين .
الثاني _ قرأت مقالة لكاتب أحترم قلمه و تفكيره في موقع يلبس رداء القرآن ، يتهجم به على استاذنا الكريم د. أحمد منصور و على كتاب و قرآء أهل القرآن و يصفنا بالصفيقة .
لا أيها القائل نحن لسنا من المصفقين و لا من المهللين و لا الدكتور أحمد يرغب بذلك ، بل نحن من المفكرين و الدارسين و نحسبك كنت واحدا منا و ليس ذلك ببعيد .
أما غضاضتك بأن د. منصور لم يرد عليك في مقالك الذي كتبت ، فلكل منا الحق في الرد على غيره من الكتاب أو الصمت ، و في صمته هذا ربما رأفة و سترا لعورات تفكيرك و عدم فضحك أمام من يقرون لك ، أليس كذلك .
و أنت أعلم بأن الدكتور أحمد ليس بعاجز عن الرد انما هي ستر عورات الغير ليس الا . فلا تتطاول .
أنت أعلم من غيرك بأن :
_ د. أحمد منصور دائما يردد المقولة المشهورة ( قولي صحيح يحتمل الخطأ و وقول غيري خطأ يحتمل الصواب ) ، من شاء فاليأخذ بأفكاري و من شاء فليدعها .
و كثيرا ما عارضت و غيري بعض أفكاره ، فتقبلها قبولا حسنا ، و لم يبد انزعاجا أبدا ،ها أنا ذا أعلن و أمام الجميع انني لم أقتنع بكل ما قرأته لاستاذي الكريم و منها الأتي :
1- انني أومن و لا أنكر ما كان متفقا مع القرآن و لا يعارضه من أفعال و أقوال الرسول محمد عليه السلام ، قد يكون الرسول قد فعل أو قال فلا ضير بالايمان بها ، ما دامت لا تتعارض مع القرآن الكريم ( ريما مستوى تفكيري لم يجاري أفكار د. أحمد منصور ) .
2- استاذي الكريم أحمد منصور يحمل المسلم العادي أكثر مما يحتمل و قد يكون في كتاباته بعض القسوة و الشدة على المسلم العادي و يقوله مما لا يعتقد (بدون قصد طبعا) فالمسلم العادي غير مطلع و لا يقرؤ و ليس لديه لا الوقت و لا القدرة على الاطلاع ، بل يحفظ و يؤمن بما يقال له من علمائنا الكرام ، فلا يلومن الفقير الذي تشغله كل الحياة فقط لسد قوت اهلة و عياله ، وهذة من أهداف و سياسات أهل الحل و الربط في بلادنا المستقلة المعطاءة الكريمة .
3- عدم أخذ أستاذي د. أحمد منصور في النية و قوله( لا محل للنية هنا) و عدم تفريقه بنية الفقير الغلبان و العالم العارف البائع لضميره ، سعيا لهوى أو منصب أو جاه و ذلك في الآتي :
-- قول المسلم العادي ( لا اله الا الله محمد رسول الله) و كأن المسلم العادي عالم في الشريعة الحقة و قطب من أقطاب الاسلام الافذاذ .
-- أنكر صيغة التشهد التي نذكرها في الصلاة ، و وضع بدلا منها قوله تعالى (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18)أل عمرآن و لم يذكر على اي اساس علمي اعتمد على هذة الأية دون سواها من القرآن الكريم .
و لا استغرب من استاذي الكريم ذلك فهو المتعصب لله عز و جل لا يرضى أن يقرب من الذات العلية أحدا .
لذا أرجو أن يتكرم علينا د. احمد منصور بايضاح هذة النقاط ، و أنا المحب المتلقي الشاكر الممتن لكم .
و يبقى هو الأستاذ المربي ، فله كل الشكر و الامتنان .
أ _ قبل أن نقرؤ ل د . أحمد منصور كانت لدينا الكثير و الكثير من التساؤلات و المتناقضات و التي لم نجد لها جوابا و لا تناسقا في التفكير و الرؤيا الا من ما أوضحه لنا فكره و منهجه ، على سبيل المثال لا الحصر :
1-- حينما يكون الصحابة الكرام و منهم من بشر بالجنة ، أتقياء ، أجلاء ،لأ أنفي ذلك عنهم و لا أزكيه ، لهم ربهم يفصل بينهم يوم القيامة ، لماذا اقتتلوا فيما بينهم و ذهب نتيجة لذلك ألاف المئات من المسلمين ؟ ألم ينفض د . منصور الغبار عن ما قيل لنا في التراث المتناسق الوضاح ؟
فهو من كسر الحائط المقدس لموروثنا التاريخي ، الذي فهم لنا عبر المشايخ الكرام خلال السنين الطوال ، على أساس ، انه مقدس بذاته ، و انكارها أو التشكيك بها أو حتى التفكير بها , و اعمال العقل بها هو كفر و فجور و خروج عن الملة و عن اجماع الامة .
2—الكثر من التساؤلات و الأفكار أجاب عنها مشايخنا الكرام بأجوبة لا تقنع العاقل و لا تشفي السائل ، حتى يذداد حيرة في جواب مسألته ، فيعطى أكثر من جواب للمسألة الواحدة ، اختلاف العلماء رحمة للعباد أختر ما يناسبك من الاجابات .
بينما د . أحمد منصور وضح الكثر من هذة التساؤلات ، في كافة المواضيع و غاص في أعماقها بجرأة دون تهور ، و اقدام دون تسارع ، وفق بحث دؤوب يقر و يعلن ما وصل اليه بحثه معتمدا على الأكيد و هو القرآن الكريم ولا يعتمد على ما قيل و قال و لا الظنون و الأهواء .
3 – مشايخنا الكرام جعلوا من العلوم الشرعية ، علوما مختصون بها هم دون سائر الناس ، و يستندون على القصص و الروايات التي تشعل العواطف و ترقق القلوب و تزرف الدموع ولا ظير في استخدام القصص الواهيه و في التأليف و التركيب ، المهم أن لا تخرج عن الدين و قد نأخذ عن زيد و عبيد ، فأقوالهم و أفعالهم هو الدين ، من الخطر بمكان أن يقرب منها المسلم العادي ، لأنهم يخافون عليه في الوقوع في الخطأ و بالتالي في غضب الله تعالى ، فلا تفكر فنحن نفكر عنك ، و لا تقرؤ فنحن نقرؤ عنك ، و أكثر من ذلك اذا ما أفتاك المفتي هو مسؤول أمام الله عز و جل ، فلا اثم عليك ، فاقعد و استرح و سوف يسأل عنها هو دونك يوم الدين .
بينما الدكتور أحمد منصور جعل من القرآن الكريم المادة العلمية الوحيدة التي يجب أن تتبع و تقرؤ من كافة الناس ناهيك عن ارباب الاختصاص من المشايخ الكرام ، لأنه المحفوظ من الله عز وجل من التحريف و التخريف .
ب__ على الصعيد الشخصي ، الدكتور أحمد منصور حقه واضح بين لكل من به ذرة عقل و انصاف ، فهو :
- المجاهد في اعلاء كلمة الله أمام الطغاة من الرؤساء و الملوك و المشايخ العلماء و الجهلة من عامة الناس ، فعانى و اضطهد و سجن و شرد و هجر ، هو و عائلتة الكريمة ، القريبة و البعيدة ، الا انة لم ينحن و لم يخاف في الله سطوة جبار و لا قساوة الأيام و لا الخوف على الأبناء ،بل توكل على الجبار و لم تغره العروض المالية على أن يغير من تفكيره و يمشي مع الركب السائر و له الحضوة و السؤدد .
- هو العالم المعطاء الكريم النادر في هذه الأيام ، و أي عطاء ، عصارة فكرة و بحثه على مدى عمره ، يقدمها لمن يرجو له النجاة من النار بلا منن و لا أذى يحتسب ذلك عند الكريم الوهاب ، بينما لو استثمر فكره هذا في كتب و أفكار ، تباع عبر وسائل النشر و الاعلام المختلفة لكان الأن من أصحاب الملاين و الملاين .
- د. أحمد منصور صاحب القلم الرفيع و الاسلوب البديع والفكر الوضاء و العقل البناء ، فمن يجاريه في اسلوبه الفذ السلس الهين الرصين ، فلا تجد به عورة ولا حجر عثرة ، يفهمه القارىء المبتدىء و لا يجاريه العالم المبتدع ، ما أيسره اسلوبا و ما أعظمه فكرا .
سر على بركة الله (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)التوبة