كشفت جولة لـ«المصرى اليوم» فى مدارس محافظة البحيرة عن معاناة عدد من المدارس فى المتابعة من قبل مديرية التربية والتعليم، وأن حوالى ١٤٠ تلميذاً بقرية المختار مركز كفرالدوار يدرسون فى منزل تحت الإنشاء ليس به أية مقومات أساسية، رغم حرص المسؤولين على وضع اللافتات والصور التى تحذر من أنفلونزا الخنازير فى مدخله، وبينها لافتة مكتوب عليها «حارب الأنفلونزا..
اغسل يديك بالماء والصابون باستمرار» وصورة ليدين بهما صابونة.
المثير للدهشة أن المنزل ليس به دورة مياه، ويوجد فى مدخله فرن بلدى مبنى بالطين و«عشة» تستخدم كـ«زريبة» للحيوانات، ويوجد فى صالة المنزل ٤ تخت وقطعة من الخشب غير مستوية الحواف تستخدم سبورة بينما التلاميذ يجلسون متقابلين بالوجه، إضافة إلى حجرة أخرى يجلس بداخلها ٦ تلاميذ يحشرون أجسادهم الصغيرة داخل «التخت».
وفى نهاية المنزل كانت أكبر الحجرات المصممة كـ«زريبة»، واحتشد بداخلها تلاميذ الصفين الثانى والثالث الابتدائى، واختلطت أصوات المدرسين داخل المنزل أثناء شرحهم الدروس للتلاميذ، ولا يوجد أى باب أو شباك فى المنزل كله، والأرضية من الطين دون أى بلاط.
«المصرى اليوم» التقت عدداً من أولياء الأمور. قال أحمد مسعود عبدالله «٢٨ سنة ـ مدرس حاسب آلى بمدرسة سيدى غازى»، إن هذا المنزل يستخدم مقراً لمدرسة المختار الابتدائية ويدرس بها ١٤٠ تلميذاً، فى ظروف غير آدمية، مما يجعلهم عرضة للأمراض، خاصة أنفلونزا الخنازير نتيجة تلاصقهم.
وأضاف سعيد عيد عرابى «٣٥ سنة ـ حداد مسلح»، أن المنزل الذى يدرس به التلاميذ يوجد به فرن بلدى مبنى بالطين، ويقوم الجيران بأعمال الخبز أثناء الدراسة، وأن الدخان الناتج من الفرن يدخل إلى الفصول عبر الشبابيك، إضافة إلى تلوث الفصول بروث البهائم نتيجة وجود «زريبة» داخل المنزل،
وأشار إلى انعدام الوسائل التعليمية بالمدرسة، وأن السبورات عبارة عن قطع خشب مكسورة، لا يتجاوز عرضها ٧٥ سم وطولها ٥٠ سم. وتساءل حمد عبدالله عقوش «٥٠ سنة ـ مزارع»: كيف يستطيع تلاميذ الصفين الثانى والثالث الابتدائى، الذين يدرسون فى «زريبة المنزل» التركيز فى حجرة فيها اثنان من المدرسين يشرحان لفصلين دراسيين مختلفين؟ وكيف يركز المدرسان فى شرحهما؟
وأضاف فرج محمد جويدة «٣٦ سنة ـ مزارع»: صدرت تعليمات من الإدارة التعليمية بكفرالدوار بمنع الأهالى من الحديث عن المشكلة أو التقدم بشكاوى إلى المسؤولين، ومنع الصحفيين من الدخول للمدرسة أو التصوير، مشيراً إلى تعيين مدير جديد للإدارة التعليمية والذى أصدر أوامره بذلك خلال زيارته للمنزل هذا الأسبوع.
وأشار محمد عبدالحليم أبوالفضل «٥٢ سنة ـ مزارع» إلى أن هذا الوضع مستمر منذ إغلاق مبنى المدرسة القديم قبل ٨ سنوات، مما دفع الأهالى إلى استئجار مبنى تحت الإنشاء وتحويله مقراً للمدرسة، مقابل ٢٥٠ جنيهاً فى الشهر، وعندما يحتاج المالك للمنزل نبحث عن آخر، وعلى التلاميذ أن يكيفوا أوضاعهم وأماكن جلوسهم،
مؤكداً أن كل المنازل خلال ٨ سنوات لم يكن بها دورة مياه واحدة، وخلال هذه المدة كان التلاميذ يجلسون فى حجرات دون شبابيك فى المنازل التى تنقلوا إليها، بل فى بعض الأحيان لم نكن نجد منازل للدراسة فنضطر لاستئجار حظائر للمواشى ليتلقى فيها التلاميذ تعليمهم، وأحياناً نستأجر أكثر من منزل يتنقل بينها المدرسون.
وأوضح بشير زكى عبدالرحمن، رئيس مجلس أمناء المدرسة، أن المشكلة بدأت منذ ٢٠٠١، بعدما صدر قرار من هيئة الأبنية التعليمية بإغلاقها، واتضح أنه لم يمر ١٠ سنوات على إنشائها وأن إدارة الأبنية التعليمية سلمتها فى ١٩٩١، لكن الأبنية التعليمية أصدرت القرار فى اليوم التالى لمرور ١٠ سنوات على تسلمها بمعرفة مجلس مدينة كفرالدوار،
وقام مجلس المدينة برفع قضية على المقاول يطالبه بتحمل نفقات إصلاح أو إعادة إنشاء المدرسة، رغم أن تقرير الأبنية التعليمية قانوناً جاء بعد انتهاء فترة الضمان العشرى، ومنذ عام ٢٠٠١ وأولادنا فى حيرة.
وأضاف أن مبنى المدرسة القديمة يستخدمه الأهالى كـ«زريبة» وتسكنه الكلاب الضالة، أما حوش المدرسة فيستخدمه الأهالى كمخزن للغلال، وقام الأهالى بالتعدى على أرض المدرسة لعدم وجود سور حول الفناء.
وتابع: «على مدار ٨ سنوات ومنذ إغلاق المدرسة شكونا لـ٤ محافظين للبحيرة و٦ وكلاء وزارة و٤ رؤساء لمجلس مدينة كفر الدوار، ورئيسين لهيئة الأبنية التعليمية، وتقدمنا بـ٣٠٠ شكوى لرئيس الوزراء ووزيرى التربية والتعليم والبيئة، ونوقشت المشكلة فى المجالس المحلية ومجالس أمناء التربية والتعليم، لكنهم فى النهاية يخرجون بتوصيات لا تنفذ».