الصحف الأمريكية تهاجم أوباما.. وتنتقد «كراهية» العالم لأمريكا بعد خسارة «شيكاغو» استضافة الأولمبياد

في الأحد ٠٤ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

الصحف الأمريكية تهاجم أوباما.. وتنتقد «كراهية» العالم لأمريكا بعد خسارة «شيكاغو» استضافة الأولمبياد

  كتب   معتز الهادى: عواصم - وكالات الأنباء    ٤/ ١٠/ ٢٠٠٩

شنت الصحف الأمريكية هجوما شديدا على الرئيس باراك أوباما بعد خسارة شيكاغو فى الجولة الأولى من المنافسة مع مدن طوكيو وريو دى جانيرو ومدريد على حق استضافة دورة الألعاب الأوليمبية عام ٢٠١٦ والتى فازت بها ريو دى جانيرو البرازيلية، خاصة أنه أول رئيس أمريكى يحضر بنفسه تصويت اللجنة الأوليمبية الدولية.

وانتقدت الصحف الأمريكية أيضا ما اعتبرته «كراهية» العالم لأمريكا لأنها القوة العظمى، بينما أكد البيت الأبيض أن أوباما لن يتراجع عن الذهاب إلى أى مكان يمكنه فيه إعلاء شأن الولايات المتحدة رغم شعوره بخيبة أمل إزاء خسارة شيكاغو.

واعتبرت صحيفة «واشنطن بوست» أن الرفض المفاجئ لشيكاغو هو إحراج علنى لأوباما. وقالت الصحيفة إن أوباما قرر أن يساعد شيكاغو بجاذبيته وهيبة البيت البيض ولكنه لم ينجح.

فيما قالت مجلة «نيوزويك» أمس إن أوباما سافر آلاف الأميال كى يفشل على الساحة الدولية، وأضافت أن فى ذلك إذلالاً للرئيس، ولكنها رأت أن الإحراج قد لا يدوم طويلا إذا تعامل أوباما مع هذه القضية ببعض من الفكاهة.

وفى الوقت نفسه، اعتبرت صحيفة «كريستيان ساينس مونيتور» أن خروج شيكاغو من الجولة الأولى هو ضربة قوية لمكانة أوباما. وأشارت الصحيفة إلى أن أوباما تلقى قدراً كبيراً من التحذيرات والانتقادات من معارضيه السياسيين قبل سفره إلى كوبنهاجن لدعم ترشيح شيكاغو.

وفى مقال تحت عنوان «هزيمة أوليمبية لأوباما» للكاتب توبين هارشو، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن أوباما لم يحصل على الأولمبياد بل «صفعة على وجهه». وأضافت أن أوباما تلقى رفضا بذيئاً ورسالة تذكير قاسية بأن بقية العالم لا يهتم بما يفكر فيه.

ورأت الصحيفة أن أوباما «لا يستطيع مساعدة نفسه.. إنها قوة الغرور نفسها التى تدفعه للظهور المتكرر على شاشات التليفزيون والبرامج الحوارية، وتجعله يتخيل أن خطابا كبيرا بلا مضمون أو قبول قد يحقق شيئا».

وقالت الصحيفة إنها أيضا «رسالة تذكير بأنه لا يوجد أى شخص داخل البيت الأبيض له نفوذ كاف لكى يمنع الرئيس من إحراج نفسه». وأضافت «لا يوجد من يقول له توقف عن الظهور فى البرامج الحوارية، أو يخبره أن الرئيس يجب ألا يستثمر مصداقيته ومكانته فى التوسل إلى اللجنة الأوليمبية الدولية من أجل مدينته». وتابعت الصحيفة: «لسوء الحظ لا يوجد من يرشده للعودة إلى مهمة اتخاذ القرارات القوية التى تدافع عن مصلحة أمريكا».

واعتبرت الصحيفة أن أوباما «قد تلقى صفعة على وجهه ربما تجعله يتعلم شيئا عن تعددية المؤسسات، أو على الأقل أن يفكر فى العثور على بعض المستشارين الذين يمكنهم أن يقولوا له توقف عن فعل تلك الأفعال السخيفة».

وفى مقال آخر تحت عنوان «لا أحد يحبنا» فى «نيويورك تايمز»، اعتبر الكاتب جون ميللر أن الرأى العام العالمى تجاه الولايات المتحدة سلبى ولم يتغير منذ قرون عديدة. وقال ميللر إن الموجة السلبية تجاه الولايات المتحدة لم تتغير رغم احتفال العالم بانتخاب أوباما واستطلاعات الرأى التى تظهر سعادة العالم، خاصة أوروبا، بقيادته.

ورأى ميللر أن العالم عادة لا يثق فى القوى العظمى ولا يحبها، وقال إن التاريخ يعلمنا أن الطريقة الوحيدة المضمونة لأوباما لزيادة شعبية الولايات المتحدة فى العالم هى تقليل القوة الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية أو عدم استخدامها. وأضاف أن الدول تتصرف مثل الأفراد، ولذلك فإن القوى العظمى تجذب الحسد والغيظ.

واعتبر ميللر أن ذلك يفسر الشعور السلبى تجاه الولايات المتحدة خاصة فى أوروبا الغربية، مشيرا إلى أن استطلاع رأى بعد مساعدة الولايات المتحدة لفرنسا فى الحرب ضد ألمانيا فى العشرينيات من القرن الماضى أظهر أن أمريكا أقل الدول شعبية بالنسبة لفرنسا.

وجاء مقال ميللر فى وقت كشفت فيه فرنسا صراحة عن دعمها للبرازيل كى تفوز بحق تنظيم الأولمبياد، وأعرب الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى عن سعادته بفوز مدينة ريو دى جانيرو البرازيلية بتنظيم دورة الألعاب الأوليمبية عام ٢٠١٦.

وجاء فى بيان صادر عن قصر الإليزيه مساء أمس الأول أن الرئيس الفرنسى كان قد وعد الرئيس البرازيلى لويز إيناسيو لولا دا سيلفا خلال زيارته الأخيرة للبرازيل، بدعم بلاده للبرازيل للفوز بتنظيم هذه الألعاب.

فيما قال وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير إن جميع الفرنسيين سيقفون إلى جانب البرازيل فى تنظيم «هذا المهرجان الرياضى العالمى».

من جانبه، رفض ديفيد أكسلرود، أحد كبار مستشارى أوباما الانتقادات التى وجهت إلى الرئيس لسفره إلى كوبنهاجن. وقال: «هذا الرئيس سيذهب إلى أى مكان يمكنه فيه إعلاء شأن هذا البلد».

كما استنكر روبرت جيبس، المتحدث باسم البيت الأبيض، هذه الانتقادات قائلا إن الهدف الذى سافر من أجله أوباما يستحق «تماما» هذه الرحلة.

وأضاف «لن يتوانى الرئيس عن السفر إلى أى مكان ليتحدث إلى أى شخص عن هذا البلد». قدم الرئيس الأمريكى باراك أوباما وبلاده التهنئة إلى مدينة ريو دى جانيرو البرازيلية على فوزها، فيما اعتذر دا سيلفا لمنافسيه على خسارتهم.

وقال وهو يبكى فرحاً بفوز بلاده، «لدى رسالة لصديقى رئيس وزراء إسبانيا خوسيه لويس رودريجيس ثاباتيرو، ولباراك أوباما الذى أعول عليه كثيرا.. أقول لهم اعذرانى لأننى سعيد وأنتما حزينان، لكن لطالما كنتما أنتما سعيدين ونحن حزينون للغاية».

 

 

اجمالي القراءات 3932