استفتاء إسطنبولي !

ابراهيم عيسى في الجمعة ١٧ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

شفت ماذا حصل في تركيا ؟

يا الله!!

جري استفتاء علي تعديل ستة وعشرين مادة في الدستور قدمتها الحكومة بزعامة طيب أردوجان وعارضتها شرائح واسعة من المعارضة وبدت صراعًا واضحًا علي مستقبل الحكم بين حزب، هويته إسلامية ومواقفه حادة وجادة في مواجهة أمريكا وإسرائيل وبين حزب العلمانيين في تركيا الذين ينتصرون للفصل التام بين الدين والدولة وإلغاء أي مظاهر انتماء إسلامي لتركيا. انتهي الاستفتاء بالموافقة بنسبة 58 في المائة علي التعديلات التي قدمها الحز&Eave;ب الحاكم. المدهش (لنا طبعًا ) أن أحدًا في تركيا من المعارضة علي شراستها وعلي مغالاتها في كراهية الحزب الإسلامي الحاكم لم يتهم الحكومة بتزوير الاستفتاء لا في نسبة الحضور ولا في نسبة الموافقين والرافضين!

إذن نحن أمام ديمقراطية حقيقية شريفة ونزيهة.

حزب حاكم لم يزور، وحكومة لم تنجِّس يدها بتزييف إرادة الناس، ومسئولون لم يكذبوا بمنتهي الفجاجة والوقاحة وزعموا أن الانتخابات نزيهة! ومعارضة محترمة لم تتمرد أو تعصي أو ترمي بلاها علي الحكومة، بل اعترفت بهزيمتها وتواصل نضالها الديمقراطي ضد الحزب الحاكم!

هذه تركيا الناهضة في العالم والسياسة وتركيا الصاعدة في الاقتصاد والتجارة. هذه تركيا التي تكسب احترام العالم وتقدير الشعوب. هذه تركيا إذن فخبروني عنَّا في مصر !

لم نشهد انتخابًا واحدًا حرًا في حياتنا.

كل استفتاءات مصر من 1952حتي 2007مزورة ومزيفة.

كل انتخابات مجلس شعب أو شوري عار علي الديمقراطية.

انتخابات رئاسية وحيدة مزورة ومزيفة.

حزب حاكم يحتكر السلطة ولا يتزحزح عن سلطته.

معارضة هشة وهاموشية وهامشية.

شعب متفرج وسلبي واللي يتجوز أمه يقول له يا عمي، ويقولوا له تور يحش ويديله!

كأن العالم كله يتقدم ويتطور، وتتحول مثلاً كل دول أمريكا اللاتينية (ما عدا كوبا ) من دول عسكرية ديكتاتورية فاشية إلي دول ديمقراطية حرة خلال عشر سنوات.

الأرجنتين التي أفلست عام 2001 تصبح في 2010 واحدة من دول العالم الأولي في التصدير والتجارة. البرازيل التي توقفت عن سداد ديونها تعود لتصبح من أهم القوي الاقتصادية الصاعدة في العالم ويتم ترشيح رئيسها أقوي رئيس في العالم عام 2009 وسيترك منصبه بعد انتهاء دورتيه، وها هي تركيا تضرب المثل في عظمة وروعة الديمقراطية التي تجعلها دولة قوية مستقلة في مواجهة أمريكا والغرب وتمنع الطائرات الأمريكية من التحليق في سمائها لتضرب العراق، بينما كانت السماوات المصرية مفتوحة أمام ستين ألف رحلة جوية للطيران الحربي الأمريكي الذي قذف العراق!

الديمقراطية التي جعلت معدل النمو يصل في تركيا هذا العام إلي عشرة في المائة بينما يتقصف نمونًا في مصر !

اجمالي القراءات 11374