قلم : عامر داود
حذار من فيروسات السنة و الشيعة
الفيروسات التي نعني هي تلك التي إن تسللت الى الكمبيوتر أفسدت عمله وجعلته بطيئاً متبلداً. هذة الفيروسات هي برامج كمبيوتر يكتبها محترفون الهدف منها هو إشغال عقل الكمبيوتر بما لا فائدة منه. فبدل أن يركز عقل الكمبيوتر على البرامج التي تهم المستخدم تراه مشغولاً بالإستجابة لتلك البرامج الفيروسية التي هي متاهات لا أخر لها. أما النوع الخطير من الفيروسات فهو الذي يعمد إلى تدمير عمل البرامج المهمة بإعطاب ذاكرتها أو تحريفها. والطريقة التي تتسلل بها هذة الفيروسات هي عادة بالإدعاء أنها برامج مهمة لعمل الكمبيوتر حتى أن بعضها ليدعي أنها برامج لكشف الفيروسات فإذا بها فيروسات خبيثة زادتهم رهقاً
هذة المقدمة ضرورية لفهم الخلل في العقل السني و الشيعي. ولفهم هذا الخلل لا بد أولاً من إستعراض دور العقل في حياة المسلم على ضوءٍ من القرآن. فقد أولى القرآن العقل أهمية عظمى لأنها الأداة التى يستدل بها الإنسان على الخالق فيؤمن به. و في هذا المجال نذكر سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي هو قمة من قمم العقلانية حين سأل رب أرني كيف تحيي الموتى. وجاء جواب الخالق عز و جل فخذ أربعة من الطير, دالاً على إحترام العقل لأنه جاء على شكل تجربة فملاحظة فإستنتاج. و القرآن مليئ بالأيات التي تدعوا الى إعمال العقل في شيئين. في آيات القرآن نفسه التى هي كتاب الله المقروء و في آيات هذا الكون البديع التي هي كتاب الله المنظور. فكلاهما أيات أي علامات يستدل بها على الخالق. والدعوة للتفكر بالكون هي في حقيقتها دعوة للبحث العلمي و التطور التقني والإبداع في شتى مجالات الحياة. فإذا شبهنا العقل بالكمبيوتر فإن القرآن و الكون هما ما يجب على العقل الإنشغال به. و من هنا نبدأ في إستكشاف حقيقة فيروسات السنة و الشيعة وتأثيرها على العقل
أما بالنسبة للسنة فإن أخطر فيروساتهم هو تلك الأحاديث التي كتبوها بأيديهم ثم نسبوها للرسول (ص) زوراً و بهتاناً. فهي مشابهه لفيروسات الكمبيوتر لأنها أشغلت العقل عن القرآن و الكون. و أدخلوا المسلمين في متاهات الشك, لأنهم فتحوا المجال للمنافقين للكذب على رسول الله (ص) و إفساد العقيدة وهؤلاء لا يعلمهم أحد إلا الله . و القران يكشف هذة الفيروسات لأنه يقول اليوم أكملت لكم دينكم, لذلك لا قدسية لأي نص عدى القرآن. والأسلوب الذي يتبعونه لترويج هذة الفيروسات هي بالإدعاء أنها ضرورية للحفاظ على سنة المصطفى فبدونها لا نعلم كيف نؤدي العبادات. لكن الرسول (ص) أدى الرسالة كاملة و علمنا العبادات بأدائها أمام الجمع الغفير بتكرار فأصبحت متواترة مجمع عليها لا فضل لتلك الأحاديث في حفظها. ومن أساليب الخداع عندهم أنهم إذا ذكروا تلك الأحاديث, في خطبة الجمعة مثلاً, فإنهم يذكرون إسم الصحابي راوي الحديث مع المتن فقط و يتجاهلون عن عمد ذكر بقية السند, أي سلسلة الأشخاص الذين نقلوا الحديث. فمن هؤلاء و لماذا يجب أن نصدقهم . فهذا ليس كالقرآن الذي سنده محمد (ص) عن روح القدس جبريل عليه السلام عن رب العزة، فذاك هو حق اليقين و لا داعي لذكر السند. و تراهم يكثرون من ذكر هذة الأحاديث حتى ليظن المرء أنها الأصل. فوالله ما قدروا الله حق قدره حين ساووا كلام البشر الأموات بكلام الحي الذي لا يموت
أما بالنسبة للشيعة فإن فيروساتهم لم تكن بحرفية فيروسات السنة فجاءت بإخراج هزيل و سهلة الكشف. فها هو القرآن بين أيدينا فمن أين جاؤوا بكذبة الأئمة المعصومين؟ لذلك فهم يريدون إلغاء العقل بالمطالبة بولاية الفقية, لأن الإنسان إذا إستخدم عقله فسيكتشف كذبهم بسهولة. فالعقل الشيعي وضعه صعب فهو محاصر من جميع الجهات بالمرجعيات و أيات الله و العمائم السود و البيض. فكيف سيتطور و يبدع في تلك الأجواء الموبوءة؟ لذلك فهو عقل سقيم بحاجة للعلاج و إعادة التأهيل
تلك هي فيروسات السنة و الشيعة التي فتكت بالعقول فأصبحت غير قادرة على الإنجار الحضاري و عاجزة عن القيام بأعباء الإستخلاف في الأرض. فتراهم عالة على الأمم الأخرى في مأكلهم و مركبهم و علاجهم و عتادهم. و إن كشف تلك الفيروسات لهو من أفضل الأعمال عند الله لأنها تصد عن سبيله و تعيق عمل العقل في الإستدلال علي الخالق. فإفضحوهم و إقعدوا لهم كل مرصد ذلك بأنهم خانوا الله و حرفوا دينه . فدافع أخي الكريم عن عقلك. دافع عن كيانك. وحصن عقلك من هذة الفيروسات فلا تقرأ كتبهم و لا تستمع لمشايخهم. وإستخدم عقلك في القرآن و إجعل له نصيباً من يومك وتعهده بالتدبر, فهو حق اليقين و النور الهادي و السراج المنير و شفاء و رحمة للمؤمنين. ثم إشغل عقلك بتعلم العلوم المفيدة و حلق بعقلك في هذا الملكوت البديع. ولا تيأس فإن وعد الله حق و كل ليل له آخر
والله أشد بأساً وأشد تثبيتاً