زهرة الخشخاش وحرامية المكسيك
حمدى البصير
فى أسبوع واحد إختفت من متحف محمد محمود خليل بمصر لوحة زهرة الخشخاش للفنان العالمى فان جوخ ،وبعدها تم القبض على عصابةدولية تخصصت فى سرقة المساكن وتهريب المسروقات الثمينة الى إسرائيل ومنها إلى المكسيك عبرطابا ومطار القاهرة الدولى .
وب">وبسبب القشل الأمنى سواء فى عدم تأمين المتحف والإعتماد على أجهزة إنذار مضروبة وتعمل بشكل شبه يدوى ، نجح السارق المحترف فى تهريبها إلى خارج البلاد ، مما جعل رجل الاعمال الوطنى نجيب ساويرس يرصد مكافأة مليون جنيه لمن يدلى بمعلومات مؤكدة تؤدى الى العثور على اللوحة وينشر إعلانا فى الصحف المختلفة عن تلك المكافأة ، من أجل إسترداد اللوحة.
وإذا إتبعنا طريقة رصد المكافأت من أجل العثور على المسروقات , فهذا يدل على أن هناك نوم أمنى طارىء , وبداية لخصخصة جهاز الشرطة.
ولكن الحق يقال أن رجال الأمن نجحوا فى نفس توقيت أختفاء لوحة فان جوخ تقريبا ،فى ضبط عصابة دولية تخصصت فى سرقة مساكن الأثرياء المصريين ،وإن كان للأسف قد إستطاعت تلك العصابة فى إستخدام أجهزة حديثة مكنتهم من السرقة بسهولة ومن تهريب المسروقات بطريقة أكثر سهولة .
عام ونصف.. هى المدة التى قضاها أفراد العصابة الدولية المكونة من ١١ متهماً، - وأغلبهم من المكسيك - مصر من بين ٦ دول لبدء نشاطهم الإجرامى، وكان اختيارهم لمصر بسبب ـ على حد قولهم فى التحقيقات- ضعف الإجراءات الأمنية، وعدم وجود كاميرات مراقبة فى الشوارع وسهولة الحصول على تأشيرة سفر منها وإليها، اتفقوا على أن تقوم «كارمن» المكسيكية زعيمة العصابة بتدريبهم على أساليب السرقة وكسر أبواب الشقق، وإخفاء المسروقات عن أجهزة التفتيش بالمطار، وبعد التدريب، أخبروا أسرهم بأنهم سيتوجهون إلى القاهرة للسياحة.
وفى شهر فبراير الماضى حضروا إلى القاهرة لبدء تنفيذ مخططاتهم، واشتروا معدات حديثة تستخدم لأول مرة فى مصر، ، وأعدوا خطة للهروب، تفاصيلها هى أنه إذا ألقى القبض على أحدهم، يجمع الآخرون حقائبهم ويسافرون إلى طابا للهرب هناك.
قرر المتهمون الاستقرار فى منطقة مصرالجديدة، واستهدفوا ٣ شقق مرة واحدة، وما بين ١٥ و٢٠ دقيقة، كانت عملية السرقة التى تبدأ بصعود «كارمن» زعيمة العصابة إلى باب الشقة للطرق عليه والتأكد من خلوها من السكان، لتنتهى بنزول أفراد العصابة بالمسروقات، لوضعها داخل سيارتين والهروب من مكان الجريمة، وكأنهم دخلوا وكالة بدون بواب ، أو كانوا يرتدون طاقية الإخفاء ،ولاسيما أنهم جمعوا خمسة ملايين جنيه خلال يومين فقط، بالإضافة إلى بضائع ومسروقات اتفقوا على إرسالها مع أحدهم إلى المكسيك لبيعها، وتصريفها، واستخدم المتهمون ورق «الفويل» لإخفاء المسروقات، ووضعوها داخل حقائب السفر، حتى لا تكتشفها أجهزة التفتيش والمراقبة.. سواء فى الميناء البرى بطابا أو فى مطار القاهرة.
ولكن وقع المتهمون فى قبضة رجال المباحث بالعجوزة، واعترفوا بالسرقة وأدلوا باعترافات تفصيلية ومعلومات مثيرة عن نشاطهم الاجرامى داخل مصر وكشفوا عن ١٢ واقعة سرقة، و أنهم استطاعوا تهريب جزء كبير من المسروقات إلى المكسيك من خلال مطار القاهرة .
والسؤال الذى يفرض نفسه هو : هل وصل القصور الأمنى وصل إلى درجة أن يأتى حرامية من المكسيك ليسرقوا الشقق المصرية بسرعة وبسهولة وبتكنولوجيا عالية بل ويهربوا المسروقات إلى الخارج ؟
أخشى أن يكون لدى المجرمون الدوليون إنطباعا عن مصر بأنه يمكن بسهولة أن يتم عبر منافذها البرية والجوية تهريب مسروقات واثار ولوحات لاتقدر يثمن مثل زهرة الخشخاش ، بل وتهريب بشر أيضا !
حمدى البصير
elbasser2@yahoo.con