أولا :
- أحد الشيوخ الكبار المشهورين عاش في القرن السابع الهجري ومات (676هـ) ولا يزال متمتعا بالشهرة والتقديس حتى الآن .. له كتاب مشهور اسمه " الجوهرة " قال فيه ما شاء وما تعرضت حياته للخطر ، بل على العكس عاش متمتعا بالتقدير والتقديس ، ولا يزال قبره مقدسا ومقصدا يحج اليه الآلاف من المسلمين حتى الآن ، ومولده من أهم المناسبات الدينية .
- وننقل عن كتابه الجوهرة هذه السطور التي يقول فيها عن نفسه " أشهدني الله تعالى ما في العلى وأنا ابن ست سنين ، ونظرت فيى اللوح المحفوظ وأنا ابن ثماني سنين ، وفككت طلسم السماء وأنا ابن تسع سنين ، ورأيت في السبع المثاني حرفا معجما حار فيه الجن والإنس ففهمته وحمدت الله تعالى على معرفته ، وحركت ما سكن وسكنت ما تحرك وأنا ابن أربع عشرة سنة ".
أي أن ذلك الشيخ يدعي لنفسه الألوهية ويعطي نفسه مزايا ومناقب تفوق ما كان للنبي عليه السلام .
- وذلك الشيخ كان يدعي أنه تقمص شخصية الأنبياء السابقين ، وأنه الذي يجعل الأولياء أولياء ، يقول " أنا (موسى) في مناجاته ، أنا ( علي ) في حملاته ، أنا كل ولي في الأرض خلعته – أي درجته – بيدي ،ألبس منهم من شئت " . ثم يزايد فيقول أنه صعد للسماء ، وشاهد رب العزة " ، ويقول " أنا في السماء شاهدت ربي ، وعلى الكرسي خاطبته ". ويدعي أنه يتحكم في الجنة والنار فيقول " أنا بيدي أبواب النار غلقتها ، وبيدي جنة الفردوس فتحتها ، من زارني أسكنته جنة الفردوس ".
- ويقول أنه أخذ أمرا بغلق جهنم وفتح أبواب الجنة وأن ذلك الأمر صدر إليه من الرسول في السماوات العلى ، يقول " ثم التفت إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال يا إبراهيم سر إلى مالك وقل له يغلق النيران ، وسر إلى رضوان وقل له يفتح الجنان ، ففعل مالك ما أمر به . ورضوان ما أمر به ".
وكما أن الله تعالى يقول لعباده يخاطب النبي " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون " البقرة 186.
فإن ذلك الشيخ وقد اعتبر نفسه إلاها يقول لمريديه وأتباعه " يا ولدي إن صح عهدك معي فأنا منك قريب وغير بعيد ، وأنا في ذهنك ، وأنا في سمعك ، وأنا في طرفك ، وأنا في جميع حواسك الظاهرة والباطنة ، وإن لم يصح لك عهد لا تشهد مني إلا البعد".
ويفرض على المريد أن يكون عابدا مطيعا له ، فيقول " يجب على المريد أن لا يتكلم قط إلا بدستور ( أي إذن ) شيخه إن كان جسمه حاضرا ، وإن كان غائبا يستأذن شيخه بالقلب ".
- هذه بعض نماذج هينة وبسيطة مما قاله الشيخ الصوفي المشهور (إبراهيم الدسوقي) في كتابه الجوهرة الذي كتبه في منتصف القرن السابع الهجري تقريبا ، ولم يحدث أن عقدوا محاكمة لإبراهيم السوقي يتهمونه فيها بالردة أو يبيحون دمه ، بل على العكس ظل كتابه متداولا ومقروءا إلى أن نقل الشيخ الشعراني أهم مقتطفات من ذلك الكتاب في منتصف القرن العاشر الهجري في كتابه " الطبقات الكبرى " حين ترجم للشيخ إبراهيم الدسوقي وردد أقواله ناقلا عن كتابه " الجواهر " أو " الجوهرة ".
- وينسي أشياخ التطرف الذين يصادرون الكتب ويدعون لاغتيال المؤلفين أن كتب التراث التي يدافعون عنها فيها أعاجيب وغرائب تخالف الإسلام في فكره وعقيدته وعقلانيته .. ولكنهم يدافعون عن تلك الكتب التراثية ويقدسون مؤلفيها ، وفي نفس الوقت يتصدون بالتكفير واللعن والتحريض على الاغتيال لكل مؤلف لا يكتب على هواهم .
- وينسي أشياخ التطرف أن ما كتبه سلمان رشدي في آياته الشيطانية إنما كان معتمدا على بعض ما ورد في كتب التراث وأهمها أكذوبة " الغرانيق " الموجودة في كتب التفسير ، وأنه قبل الهجوم على سلمان رشدي وغيره ينبغي تكذيب تلك الروايات الكاذبة وقراءة التراث قراءة نقدية ، بدلا من أن ندافع عن أكاذيب التراث ثم نهاجم من يصدقها ويعتمد عليها في مؤلفاته التي تسيء للإسلام .
- وينسي أشياخ التطرف أن ما كتبه سلمان رشدي وغيره لا يساوي شيئا ولا يقارن بشيء مما ذكره بعض الأئمة السابقين الذين لا يزالون متمتعين بالعصمة والقداسة لدى فقهاء التكفير .
- وأخيرا ..ينسي أشياخ التطرف أن الإسلام لا يحجر على عقل إنسان أو لسانه أو قلمه .. فالقرآن الكريم لم يصادر أقاويل المشركين واليهود وغيرهم .. بل ذكرها ورد عليها .. وأصبحت الأقاويل التي تطعن في الإسلام وعقيدته مع الرد عليها – جزءا من آيات القرآن ، نتعبد بتلاوتها في الصلاة وغيرها . والأمثلة أكثر من أن تحصى .
- إن شيوخ التطرف هم أحوج الناس إلى الفهم الحقيقي للإسلام وتلك هي مشكلتنا مع التطرف وشيوخه .. فمن الجهل ما قتل !!
ثانيا :
- نشر هذا المقال فى جريدة البلاغ الجديد فى مسلسل ( هذا بلاغ للناس ) وبتاريخ 28/12 /1994 ، والتى كان يرأس تحريرها الكاتب الصحفى الراحل عبد الستار الطويلة .
- والسؤال الآن لشيخ الأزهر الجديد ، والمعروف بأنه صوفى معاد للوهابية .. ومعروف اهتمامه بتنقية التراث .. هل سمع عن كفريات وشطحات وخرافات التصوف الذى يؤمن به ، أم أنه يحارب الوهابية فقط ؟
- نحن ـ والحمد لله تعالى رب العالمين ـ نقف فكريا ضد التصوف والتشيع والسنة ونعتبرها كلها أديانا أرضية تناقض الاسلام . والاسلام لدينا هو كتاب الله وحده .
- فما هو ( اسلامك ) يا شيخ الأزهر ؟
- وهل توافق على ما يقوله شيخك المقدس ابراهيم الدسوقى ؟
- والى متى يظل الصراع بين الأديان الأرضية ؟ التصوف و الوهابية والسنة والتشيع ؟
- ومتى نترك هذا الافك كله ونتجه للقرآن الكريم نحتكم اليه فيما وجدنا عليه آباءنا ؟
أسئلة كثيرة تستحق الاجابة من أكبر عمامة فى مصر .
وأراهن بعشرة دولارات .إن شيخ الأزهر لن يجيب ..
ليس مؤهلا للاجابة ..
وظيفته أن يجهّز دعاء جديدا للسلطان القادم ، ألم يكن من قبل تابعا من الدرجة الرابعة لجمال مبارك فيما يسمى ( لجنة السياسات فى الحزب الوطنى ) أقصد الحزن الوطنى أو الحزب الوثنى؟
الاسلام الحقيقى لا يحتاج الى هذه النوعية من الشيوخ الساكتين عن الظلم والمؤازرين للظالمين .
فليهنأ شيخ الأزهر بمنصبه الذى لن يعمّر فيه طويلا .. فما مضى من العمر أكبر مما تبقى .
ومرجعنا الى الواحد القهار ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون.
وعندها لن يكون هناك الدسوقى متحكما فى الجنة و النار ..وسيرى الذين ظلموا من الله جل وعلا ما لم يكونوا يحتسبون : (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)( الزمر 47 ).
ودائما .. صدق الله العظيم ..!!