دفاعا عن الإسلام ضد سجانيه ..!!
بين الدين السماوي والأديان الأرضية..

عبداللطيف سعيد في الأحد ٠٥ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

بين الدين السماوي والأديان الأرضية..
دفاعا عن الإسلام ضد سجانيه ..
1ـ كان اللاعب حسام حسن يلعب للأهلي ،وحقق معه من البطولات الكثير ، وبالطبع أخذ من الشهرة الكثير من جمهور النادي الأهلي، ومن الكراهية أيضا الكثير من جمهور نادي الزمالك ، ولكن حدثت الكارثة أنتقل اللاعب الشهير إلى القلعة المنافسة وهي الزمالك ، فحدث العكس سخط عليه من أحبوه أولا ، وأحبه من سخط عليه سابقا .
2ـ ذكرتني هذه القصة وأنا أتابع قضية العائدون المسيحيون إلى دينهم &iatilde; ،.وكيف تم الترحيب بهم في بادئ ال&;أمر عندما دخلوا ( في دين المسلمين الأرضي المسمى بالدين السني أو الشيعي)، ثم سخطوا عليهم مرة أخرى عندما عادوا إلى دينهم الأصلي الأرضي أيضا، وهم مهددون الآن بتنفيذ حد الردة عليهم، وهو القتل في شرع الدين الأرضي المنتسب للإسلام ..
وأستشهد أصحاب الدين الأرضي السني بالحديث الذي يقول " من بدل دينه فاقتلوه " وحديث آخر يقول " لا يحل دم أمرؤ مسلم إلا بثلاث: السيب الزاني ، التارك لدينه ،المخالف للجماعة ..الخ "...

3ـ والمتأمل لهذه الأخبار المنسوبة زورا للنبي يجد أنها لا تتفق والعقل إذ أن حديث " من بدل دينه فاقتلوه " من الممكن أن يفهم على أنه إذا بدل الشخص دينه سواء أكان من أي دين إلى دين آخر سيقتل حتى ولو كان يبدل دينه للدخول في الإسلام..!! ، وأيضا بالنسبة للرواية الثانية والتي تقول " لا يحل دم أمرؤ مسلم......" فإنه يلحق به العور أيضا إذ كيف تقول الرواية " لا يحل دم أمرؤ مسلم أي أنه مسلم بنص الحديث ..!! كيف يتفق هذا مع كونه تاركا لدينه أي ليس مسلما ..!! ألا يعد هذا تناقضا..؟؟ وهذا التناقض يبطل الرواية . بمعنى آخر كيف يكون مسلما بنص الحديث مع كونه تارك لدينه ومستحق القتل ..

وفي نهاية الأمر فهي أخبار منسوبة زورا للرسول الكريم ،وذلك لأن الرسول الكريم لم يترك لنا غير القرآن كتابا ، وطالما أن الرسول في كل ما يفعل وما يقول لن يخرج عن القرآن الكريم، فتعالوا بنا نعرض هذا الموضوع على القرآن الكريم .
4 ـ فهل يوجد في القرآن الكريم حد ردة ؟؟..
إن المتدبر لآيات القرآن الكريم يجد أن عقوبة الردة عن الدين هي عقوبة أخروية فقط ، وهى دخول النار والخلود فيها ، وليس هناك أي عقوبة دنيوية ..
وأقرأ معي هاتين الآيتين الكريمتين من سورتي البقرة والمائدة في شأن من يرتد عن دينه، وكيف أن الله سبحانه وتعالى لم يشرع عقوبة دنيوية ..

- {.. وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَـئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } البقرة : 217

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } المائدة :54
أي أنه مصداقا للآيتين السابقتين لم يقرر الله فيهما عقوبة دنيوية ..!!
وحين تحدث الله سبحانه وتعالى عن الذين آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا .. أيضا لم يشرع الله سبحانه وتعالى أي عقوبة دنيوية ..

- { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً } النساء : 137

- { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ } المنافقون :3
أي أن الله تحدث عن الذين تأرجحوا بين الإيمان والكفر مرتين ذهابا وعودة، وبعد ذلك ازدادوا كفرا، و لم يذكر لنا الله أن نعاقبهم على ترك الإيمان ودخولهم في الكفر بقتلهم ..!!

5 ـ سأصرف عن آياتي

هناك مشكلة يعاني منها أصحاب الأديان الأرضية ، إذ أنهم يريدون أن يصرفوا الناس عنوة إلى الإسلام ،حتى لو أستدعى ذلك أن يقتلوهم في سبيل هذا الهدف ..!!

بينما الدين السماوي متمثل في القرآن الكريم ، يذكر الله سبحانه وتعالى فيه أنه يصرف عن آياته من هو ليس أهلا لها ...
وأقرأ معي هذه الآية من كتاب ربي العزيز
{ سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } الأعراف : 146 ..
أي أن النماذج التي ذكرتها الآية الكريمة وهى : ـ
1ـ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
2ـ وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا
3ـ وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً
4ـ وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً
5ـ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ
أي أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يصرف عن آياته النماذج السابقة، أما أصحاب الدين الأرضي فإنهم يفعلوا عكس ذلك ، حيث أنهم يريدون أن يدخلوا الناس عنوة في دينهم الأرضي ،وفي المقابل يحكمون بالقتل على من يريد أن يخرج من تحت عباءتهم ...

6ـ أكذوبة المحافظة على الدين

وهناك فاجعة أخرى أقترفها أصحاب الأديان الأرضية، حيث أنهم يظهروا للعالم أن المليار ونصف المليار مسلم حول العالم لولا وجود حد الردة ( وهو قتل من يخرج من الإسلام ) لانفض الغالبية عن الإسلام وتركوه ..!! أي أنهم عن طريق حد الردة إنما يحافظون على الدين!! أي أنهم يظهروا للعالم أن المسلمين مجبرين على الإسلام خوفا من تطبيق حد الردة .
أنظر كيف سولت لهم أنفسهم أمرا كهذا ، أنظر كيف شوهوا صورة الإسلام العظيم ، أنظر كيف ظلموا الإسلام ..!!

7ـ يقدمون الإسلام للعالم على أنه منظمة إرهابية ..


هناك خطأ آخر وقع فيه أصحاب الدين الأرضي ،هو أنهم يتعاملوا مع الإسلام على أنه خلية سرية أو منظمة فاشية أو تنظيم عصابي إرهابي ، ويحكمون على من يخرج منه على أساس أنه يعرف الكثير من الأسرار فلابد من قتله، وينسون أن الإسلام هو في حقيقته رسالة سلام للعالم، وأنه ليس فيه أي شيء خفي ، كل تعاليمه واضحة وجلية ، ليس هناك تعليمات خفية ، هناك شفافية في كل شيء حتى في إعلان الحرب وفي نقض العهود أو تثبيتها ..
كلنا يعرف المافيا وكيف أن من يتركها يتعرض للقتل، فهل يريد إخواننا في الدين السني أن يجعلوا من الإسلام منظمة إرهابية مثل المافيا ...؟؟

هل الإسلام الذي أقام حضارة كبرى أثرت في العالم وأضاف إليها وخطى بها نحو التقدم والمدنية هل وصل به الحد أن يعامله بعض المنتسبين إليه على أنه تنظيم فاشي وإرهابي ..؟؟ من يخرج منه يكون نصيبه التصفية الجسدية ..؟؟
أرأيتم كيف ظلمتم الإسلام ، وكيف تحول على يديكم من دين سماوي راقي إلى بعض القوانين التنظيمية تشبه وتتفوق على ما ابتكرته منظمات المافيا ..
أهذا ما تقدمونه للعالم ..؟؟.

8ـ تشجيع النفاق ..
وننتقل إلى فاجعة أخرى فإن أصحاب الأديان الأرضية من حيث لا يدروا أو أن يدروا بقتلهم من يخالفهم الرأي ،أو من يريد أن يخرج من دينهم الأرضي ،إنما يشجعون النفاق أن يستشري داخل مجتمعهم ،حيث أن الشخص الذي يريد الخروج عليهم لو أعلن هذا فإن مصيره القتل، لذلك أمامه أحد أمرين :
إما أن يتحلى بالشجاعة ويعلن رأيه صريحا ويجاهر به حتى لو أدى به هذا للقتل ..!!
وإما أن يظهر عكس ما يبطن، وبذلك يعيش في حالة حرب داخلية مع مجتمعه الذي يخاف أن يفتضح أمره فيه .. فيخسره المجتمع مواطنا صالحا، وفي نفس الوقت يكتسبه عدوا خفيا غير ظاهر ،وهو كما هو معروف أخطر من العدو الخارجي الظاهر..!! وهذا يؤدي إلى وجود طوابير خامسة .

أما الدين السماوي ففيه أن الإيمان والكفر تركهما الله سبحانه وتعالى لحرية الفرد ومشيئته ..!!
واقرأ معي هذه الآية من سورة الكهف ..
- { وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقاً } الكهف :29
وقد جعل الله سبحانه وتعالى الدين لا إكراه فيه ، سواء بالدخول فيه ،أو الخروج منه ،حيث ذكر الله سبحانه وتعالى

- { لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } البقرة :256
بل الأكثر من ذلك أن الله سبحانه ربط القتال في الإسلام بهدف أكبر، وهو منع الفتنة في الدين بمعنى أن الله يريد إن يترك الأمر في مسألة الدين بلا فتنة أو أكراه ، ليؤمن من يؤمن عن اقتناع بلا إجبار من أحدا أو يكفر دون إجبار أيضا من أحد " فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ" .. أي يكون الدين كله لله ..!!


وجاء هذا المعنى في آيتين في القرآن الكريم في سورتي البقرة والأنفال .

1 - { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ } البقرة: 193
2 - { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } الأنفال:39...
أما أصحاب الأديان الأرضية فإن وسائلهم الإكراه في الدين، أو ما يعرف بالفتنة في الدين مخالفين بذلك القرآن الكريم وآياته الواضحات .. والمشكلة هي أن كل ما يفعلونه يلصقونه زورا باسم الإسلام ، والفاجعة الكبرى أنهم يقدمون أنفسهم للعالم على أنهم الإسلام ،فهل نترك الإسلام سجينا داخل رؤيتهم وأفكارهم أم نحرره من أسرهم ..!!؟؟



 

اجمالي القراءات 24063