"المصريون " بالطماطم والكمون !
حمدى البصير
سمعت مساء أول أمس توزيعا جديدا للأغنية الوطنية الشهيرة " المصريين أهمه " والتى غنتها الفنانة المعتزلة ياسمين الخيام منذ سنوات طويلة .
ولكن للأسف تلك الإغنية الحماسية سمعتها وشاهدتها فى توزيعها الموسيقى الجديد وبنفس اللحن ولكن بكلمات مختلفة مصاحبة لإعلان جبنة بيضاء أسمها جبنة المصريين !
وعلمت من بناتى إن إعلان الجبنة هذا يذاع فى كل أيام رمضان ، وقد فسرت لهن دهشت&igravEcirc;ى وإمتعاضى من الإعلان ، وقلت لهن إن الكلمات الصحيحة للإغنية بعيدا عن الجبنة والطماطم والزيت والكمون ، هى " المصريين أهمه حيوية وعزم وهمة ، جيل بعد جيل متقدمين " وإن تلك الأعنية عندما كانت تشدو بها ياسمين الخيام كنت أشعر بالحماس يدب فى أوصالى ، والفخر يملأ كل وجدانى لكونى مصرى ، وليس إثارة شهيتى للطعام واكل جبنة المصريين .
وقد إكتشفت بعد متابعتى الدقيقة لكم هائل من الإعلانات التى تأتى قبل وأثناء وبعد عرض المسلاسلات والبرامج الرمضانية ، سواء فى التلفزيون المصرى أوفى القنوات الفضائية المختلفة خاصة بعد الإفطار، إن شهر رمضان تحول إلى بيزنس كبير للإعلانات ، بل إن هناك قناة تبث برامجها خلال شهر رمضان فقط ، وتغلق بقية شهور العام ، لإن مالكها وهو من كبار رجال الإعلانات فى مصر أراد أن يستأثر بإعلانات التى يجلبها وينتجها من خلا وكالته الإعلانية ، فى قناته فقط .
وللأسف لم أجد من خلال أكثر من عشرين مسلسلا رمضانيا محشويين بالإعلانات ‘ سوى مسلسل أوإثنين يحملان مضمونا وهدفا ويتناسبان مع شهر رمضان ، كما إن البرامج المليئة بالإعلانات خاصة الحوارية معظمها ممل ، ولاتخلو من اللت والعجن وكشف العورات ،وإعادة فتح ملفات قديمة لإحراج الضيف ، وحديت عن قضايا قتلت بحثا ورغيا وتفاهات ، وإستظراف من معظم المذيعات .
ورغم المشاكل الطارئة التى حدثت فى رمضان ، لم اجد برنامجا واحد ناقش قضية نقص القمح أو إختفاء لوحة الخشحاش ، ولم اجد ضيفا بحجم الدكتور أحمد زويل أوالدكتورمجدى يعقوب .
وإن كان من أفضل الإعلانات التى أذيعت فى رمضان هو الإعلان عن مستشفى مجدى يعقوب بأسوان ، أما باقى الإعلانات فكان معظمها عن الشيبسى واللبن والزبادى والشامبوهات والسيراميك ، وعن شركات المحمول والتى إستطاعت إحداها جذب كبار النجوم لعمل إعلان وإندهشت من قبول هؤلاء النجوم ذلك،ولكن يبدو أن الموسم السينمائى الحالى "المضروب"قد جعل كتيلر من النجوم يتجهون الى الإعلانات والمسلسلات التلفزيونية .
ومع إعجابى بمعظم الإعلانات والتى صورت بطريقة مبهرة ،ومنهم إعلان جبنة المصريين ، إلاأننى أخشى أن تتحرف الأغانى الوطنية مثل عدى النهاروخلى السلاح صاحى وسينا رجعت لينا ، وتتحول إلى مادة موسيقية للإعلانات فى المستقبل ، ولا أستبعد ذلك ، لإن هناك من يريد أن يشوه تاريخنا و يحول تراثنا الفنى إلى بيزنس ، مستغلا ضعف الرقابة على المصنفات الفنية ، ونوم الأجهزة الرقابية فى العسل .
حمدى البصير
Elbasser2@yahoo.com