أهملنا الطاقة النووية وإنشغلنا بإنقطاع الكهرباء !!
فى الوقت الذى كانت تستعد فيه مصر لإقامة محطة الطاقة النووية فى الضبعة وصدور الترخيصات والموافقات الداخلية والخارجية لإنشاء تلك المحطة ،ظهرت مشكلة بدائية لم نلاحظها منذ التسعينات وهى مشكلة تكرار إنقطاع التيار الكهربى بإستمرار ، خاصة منذ بداية شهر رمضان الحالى .
ونتج عن قطع التيار الكهربى لفترات tilde;ات طويلة مشاكل عديدة ، أخطرها قطع الطرق فى بعض المحافظات وإشتعال المظاهرات فى بعض المدن والتى طالبت بسقوط الحكومة الالكترونية التى فشلت فى توفير الطاقة الكهربائية.
وهذا الإستنفار الشعبى تطلب تدخل رئيس الجمهورية ، لابسبب معاناة الناس من الإنقطاع المستمر للكهرباء فى رمضان وفى هذا الجو الحار،ولكن بسبب الإشتباك الرسمى العلنى بين وزيرى الكهرباء والبترول أى جناحى الطاقة فى مصر ، حيث كشف وزير البترول المهندس حسن يونس أن السبب الرئيسى عن عدم عمل محطات الكهرباء بكفاءة عالية هو نقص أمداد تلك المحطات بالغاز الطبيعى ، وهذا الامر إستفذ المهندس سامح فهمى الذى دافع عن نفسه متهما يونس إنه يحاول الوقيعة بينه وبين القيادة السياسية مما أدى إالى تدخل المهندس أحمد نظيف رئيس الوزراء لفض الإشتباك بين وزراءه المهندسين أعضاء الحكومة الذكية ،ولما قشل فى ذلك تدخل السيد الرئيس كالعادة مستفسرا عن سبب إنقطاع التيار الكهربائى .
فقد أستفسر الرئيس أثناء إفتتاحه المتحف الاسلامى الأسبوع الماضى من المهندس يونس وزير الكهرباء والطاقة عن الأسباب التى أدت الى انقطاع التيار الكهربائى فى الفترة الأخيرة، وقال الرئيس "عاوز أعرف ليه التيار الكهربائى يقطع، خصوصا اننا عندنا انتاج كبير من الكهرباء".
رد وزير الكهرباء قائلا: من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حتى الساعة الثانية عشرة من منتصف اليوم التالى (فترة 24 ساعة) نجد الحمل الكهربائى ينخفض خلال الليل لأن الناس نائمة، ثم يبدأ فى الصعود حتى يصل الى الذروة فى أثناء الغروب، ويقفز مرة واحدة بمقدار3300 ميجاوات لمدة ساعتين أو ثلاث.
وعقب الرئيس مبارك قائلا: "احنا عندنا انتاج كاف، هل المحولات لا تتحمل؟"، ورد الوزير قائلا: نعم عندنا انتاج، والقدرات التى تعمل حاليا لا تستطيع أن تكفى وقت الذروة، التى تستمر لمدة ساعتين، نحن لسنا ضد استخدام الناس التكييف، لكن مع أن يستخدموه فقط فى الأماكن التى يوجدون فيها، وكذلك انارة الأماكن التى يوجدون فيها خلال وقت الذروة.
وقال الدكتور حسن يونس وزير الكهرباء والطاقة انه تم إعلان حالة الطوارئ بداية من شهر رمضان الكريم وحتي أيام عيد الفطر بدمج الاجازات والراحات لجميع الفنيين والمهندسين بشركات الكهرباء والاستعانة بالخبرات لتلقي بلاغات أو شكاوي المواطنين عن انقطاع التيار والعمل علي حلها فورا ، مع منع وازالة التوصيلات العشوائية ومنع زينات رمضان حفاظا علي سلامة الشبكة الكهربائية بالتعاون مع شرطة الكهرباء.
ولم يذكر الوزير أمام الرئيس إن التفريط فى بيع الغاز الطبيعى ، بتراب الفلوس ،جعلنا لانجد مايكفينا من غاز لتشغيل محطاتنا الكهربائية ،فى الوقت الذى تعتمد محطات الكهرباء فى إسرائيل على الغاز المصرى المدعم والذى بيع إلى تل أبيب بأسعار تفضيلية او برخص التراب من أجل عيون السلام .
وقد اثبتت أزمة الغاز الحالية وتعثر بعض محطات الكهرباء عن العمل بكامل طاقتها بسبب نقص الغاز واشياء اخرى ،الى حاجتنا بالاسراع الى الإعتماد على الطاقة النووية فى الحصول على إحتياجاتنا من الكهرباء ،ولاسيما بعد فشل محاولات الترشيد وتخفيف الأحمال فى تظبيط التيار الكهربائى ، وتحولت حياتنا حتى فى ليالى رمضان الى شبه إظلام خاصة فى الريف .
وأرجو ألا تشغل حكومتنا الذكية كل طاقتها فى كيفية عودة التيار الكهربائى وإجراء المذيد من الترشيد والتقشف ، بل يجب أن تسعى بشكل جدى وبسرعة فى تنقيذ برنامجها الطموح بالإعتماد على الطاقة النووية فى الحصول على الكهرباء وأشياء اخرى "سلمية" .
ويتضمن البرنامج النووى المصرى بناء 8 محطات نووية، يستوعب موقع الضبعة منها 4 بمتوسط قدرة 1000ميجاوات، مخطط الانتهاء منها وتشغيلها بنهاية عام 2019، «وهو ما لا يمكن التراجع عنه وإلا ستتعرض البلاد لكارثة فى مجال الطاقة»،
وتفكر وزارة الكهرباء والطاقةحاليا مرحلة ما بعد الضبعة، خاصة وأن موقع النجيلة يحتاج 3 سنوات بدءا من الآن للوصول إلى مستوى الضبعة الحالى من حيث الدراسة والتجهيز لبناء محطات نووية، وقد يستبعد النجيلة حسب نتائج الدراسات التى ستجرى عليه، أى أنه لم يتم التحقق من مدى صلاحيته بعد .
كما يجب أيضا أن نعتمد ولو قليلا على توليد الكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية.
وقد وقعت مصر مؤخرا عقدا مع إحدى الشركات العالمية لتنفيذ مشروع أول محطة توليد كهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 140 ميج وات.
وسيتكلف المشروع الذي سيقام بمنطقة الكريمات جنوب البلاد حوالي 870 مليون جنيه بعضها ستتكفل به مؤسسات دولية وحكومات أجنبية.
و المشروع يعد أحد أربعة مشروعات على مستوى العالم، ويهدف إلى إنتاج الكهرباء والطاقة بطريقة صديقة للبيئة.و يعتمد أساسا على ارتباط الدورة المركبة وينتج عند تشغيله طاقة سنوية تقدر بحوالي 985 مليون كيلو وات.
لقد تعرضنا فى بداية شهر رمضان الحالى إالى أزمتين عنيفتين هما نقص القمح والكهرباء
بل أقول أننا تعرضنا إالى إختبارين أرجو أن ننجح فيها ،ونخرج من تلك الأزمتين اللذين مازالنا نعانى منهما حتى الأن بدروس مستفادة ، ومن اهم تلك الدروس هى عدم التفريط فى مواردنا الطبيعية بمقابل زهيد ، حتى ولو كانت لدينا وفرة ،فنحن الأن نندم على الغاز المهدر والذى صدر برخص التراب ، وكان محطات الكهرباء المصرية لا الإسرائيلية أولى به .
كما أن عدم التخطيط الجيد كى تكتفى ذاتيا من القمح جعلنا فى حالة تسول ،ونبحث عن تأمين إحتياجاتنا من القمح بأى ثمن ،تجنبا لثورة الجياع .
ولكن لاداعى للبكاء على اللبن المسكوب ودعونا نعمل بجد ، حكومة وشعبا لتخطى هاتين الأزمتين ،وطرح حلولا غير تقليدية لحلهما، ولاسيما أن الحكومة تعلم إن نقص الخبز والكهرباء يمكن أن يسقط أعتى الانظمة الحاكمة