د. سعاد صالح تعترف: لا أتابع برامج عمرو خالد لأن طريقته التمثيلية لا تعجبنى

في الثلاثاء ١٥ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

. سعاد صالح تعترف: لا أتابع برامج عمرو خالد لأن طريقته التمثيلية لا تعجبنى

  حوار   مها البهنساوى    ١٥/ ٩/ ٢٠٠٩

تصوير ـ حسام فضل
سعاد صالح

قالت الدكتورة سعاد صالح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إن من يكرهونها هم المنتقبات والمتشددات، ويحاولن إحراجها بالأسئلة لدى ظهورها فى البرامج التليفزيونية. وفى حوارها مع «المصرى اليوم» انتقدت فتاوى الفضائيات واعتبرتها وسيلة للتربح، ووصفت طريقة الداعية عمرو خالد بأنها «تمثيل».

 

وأبدت سعاد صالح حزنها على الأمة الإسلامية، قائلة إنها أمة صارت عالة على أمم  رحبت بإطلاق قنوات مسيحية، لكنها اشترطت ألا تكون للتبشير.. وإلى نصر الحوار:

■ لماذا يقال إنك داعية مثيرة للجدل؟

ـ لأن لدى موهبة الجرأة فى الحق ولا أخاف من أحد سوى من الخالق، وحينما تصدر منى أى فتوى فيها خطأ، أراجع نفسى وأستشير غيرى ممن هم أعلم منى، وأعلن رجوعى عن الفتوى فى المكان نفسه الذى ذكرتها فيه، وبالعكس كان زوجى أيضاً يراجعنى فى بعض فتاواى، فذات مرة صدرت منى فتوى بعد سؤال أحد الأزواج أن زوجته لا تنجب، وكان يريد أن يشعرها بالأمان وأنه لن يتزوج بعدها فأراد تعقيم نفسه فما مدى حرمانية ذلك، فقلت له، من باب الوفاء، يجوز أن تعقم نفسك، ولكن زوجى راجعنى فى تلك الفتوى لأن فيها تحريم ما أحل الله وتراجعت عن رأيى وذكرت هذا بكل جرأة، كما أننى أخذت عن والدى، الذى كان عالماً أزهرياً أيضاً، صوته العالى فى فعل الخير والحق وهو ما ينتقده البعض الآن.

■ ما أكثر الفتاوى التى أثارت جدلاً كبيراً كان بمثابة هجوم عليك؟

ـ فتوى جواز ترقيع غشاء البكارة، والتى كنت ضدها لمدة ٥ سنوات لأن فيها غشاً وتدليساً، ولكنى تراجعت عن موقفى بعد أن ناقشنى أساتذة كبار مثل الدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور رأفت عثمان، حيث تناقشوا معى فى جلسات عديدة واستعانوا بالأحاديث الشريفة وآيات القرآن الكريم التى تؤكد أن الستر والحث عليه وقبول التوبة أشياء دعا إليها ديننا بلا شرط، وبعد أن أعلنت تلك الفتوى جميع وسائل الإعلام والشيوخ ثاروا ضدى، اختفى من أقنعونى وتراجعوا عن كلامهم معى ورفضوا الإدلاء بأقوالهم للصحافة، ورغم كل الجدال الذى حدث وقتها فلم يهمنى من كرهنى، ولكنى أفرح بمن أحبنى.

■ ومن يكرهك؟

ـ كثيرون خاصة بعض المنتقبات والمتشددات اللائى يتصورن أننى أنشر الثقافة الأمريكية فى مصر ووصفونى بأننى متبرجة ونامصة وحجابى متبرج وهم من يريدون إحراجى خلال المداخلات التليفونية فى البرامج، مثلما ما حدث عندما اتصلت سيدة فى أحد البرامج على الهواء وقالت لى هل يصح أن نعرف ديننا من نامصة، ولكنهم لا يأذوننى لأنى لدى الآيات القرآنية التى أستعين بها فى كل مواقفى.

■ وما أثر تلك المعارك على أسرتك؟

ـ أكثر ما يضايقنى أن زوجى، رحمه الله، كان يشترك معى فى تلك المعارك، فعندما رفع أحد الشيوخ، أو ما يطلق عليه أنه شيخ، دعوى للنائب العام ضدى، بالطبع أثرت على أسرتى وأصابتنى بضيق شديد.

■ اشرحى لنا رد فعل أسرتك عندما قررت بعض المساجد إهدار دمك؟

ـ كان زوجى على صلة بوزير الأوقاف وتحدث معه فى هذا الأمر فطلب من وكيل وزارة الأوقاف فى الجيزة البحث فى الموضوع حتى تم القبض على من هددنى، بعدها سامحته، ومن وقتها ينبه علىَّ أبنائى دائماً بعدم التطرق إلى الموضوعات الشائكة ولكنى أرفض ذلك لأن الله معى وهو خير حافظ.

■ مع تعدد الفتاوى فى الوقت الحالى نريد أن نعرف من له حق إصدار الفتوى؟

ـ أنا حريصة على مشاهدة برامج الفتاوى فى جميع القنوات، وما رأيته هو تياران متناقضان، تيار فيه انغلاق وتشدد وتوسع فى مفسدات الصيام مثل «الكحل وكريم الشعر والقطرة» كلها مفسدات للصيام وهو ما أنتقده بشدة، لذا لابد أن نفرق بين الاختلاف فى الفتوى والفوضى فيها وبالطبع الاختلاف سنة من سنن الكون، والمفترض أن من درس مادة الفقه المقارن وأقوال المذاهب هم من لهم حق الفتوى، ولكن الذى لم يدرس واكتفى بدراسة حلقة دراسية فى بلد ما، لا أريد ذكر اسمها، ثم أخذ الإجازة ليجلس مع الناس ويفتيهم هذا ما يشدد على الناس، لأن الله لم يقل لنا كونوا حنفيين أو مذهبيين أو غير ذلك.

■ وما رأيك فى فتاوى الفضائيات حالياً؟

ـ بعض القنوات تعتبر أن باب الفتاوى وسيلة للتربح وتستعين ببعض الأشخاص الذين لهم كاريزما وشكل ودرجات فى الصوت والقدرة على تمثيل بعض المواقف.

■ هل تشاهدين برنامج الداعية عمرو خالد؟

ـ رأيت جزءاً من إحدى حلقاته لأن زوجة ابنى حريصة على مشاهدته ولم تعجبنى أبداً طريقة أدائه لقصص الأنبياء لأن فيها تمثيلاً وجرياً وتغيير نغمات وملامح بشكل واضح، لماذا لا أوضح كلام ربنا باتزان، فمع احترامى الشديد لمنهج عمرو خالد الذى جذب الكثيرين لكن أعيب عليه ما شاهدته فى أدائه للقصص.

■ وما الذى تحرصين على متابعته فى رمضان؟

ـ لا أشاهد سوى برامج الفتاوى.

■ ولكنك العام الماضى تابعت مسلسل يسرا حتى إنك أثنيت عليه؟

ـ هذا حدث ولكنى لم أتابع هذا العام أى مسلسل إما لتعدد ندواتى بعد صلاة التراويح وأعود للمنزل عند منتصف الليل، أو لأننى أفضل تثقيف الناس عن مشاهدة المسلسلات.

■ ولو صادف يوم ليس فيه ندوة ماذا ستتابعين؟

ـ برنامج الطبعة الأولى لأننى أحبه جداً وبرنامج رولا خرسا، وذلك بعد توقف العاشرة مساءً و٩٠ دقيقة اللذين أتابعهما أيضا.

■ وما سبب ما تردد حول اتخاذك موقفاً ضد قناة الناس؟

ـ ليس لى أى موقف ضدها وكلها أقوال تنسب إلىَّ فقط.

■ بعيداً عما نسب إليك.. هل تشاهدينها؟

ـ لا لأنى أعتقد أن كل القنوات الدينية الموجودة تتبنى فكراً واحداً وهو الفكر السلفى وأنا أحب الفكر الوسطى.

■ وما موقفك من الجدال الذى حدث على قناة «أزهرى» للشيخ خالد الجندى؟

ـ الجدال حدث من حيث إشراف الأزهر من عدمه وأنا اقتنعت برأى العلماء أن هذا سوف يسىء للأزهر لأن أى قناة يكون لها تمويل من طرق مختلفة، لكن أن تستعين بعلماء الأزهر لا شىء فى ذلك.

■ هل ستوافقين إذا طلب منك العمل فى أحد برامجها؟

ـ الحقيقة لم يحدث لى الشرف أن اتصل بى أحد بخصوص هذا الموضوع، ويمكن أن تكون شخصيتى المثيرة للجدل لا تناسب صاحب القناة الشيخ خالد الجندى.

■ لماذا؟

ـ من الجائز لأنه يفضل الداعيات المتحدثات فى الرقائق والعواطف، ويريد أن يبعد المشاكل عن قناته بسبب فتاواى.

■ وما رأى أبنائك فى شخصيتك الجدلية؟

ـ أصبحوا الآن أكثر خوفاً علىَّ من قبل خاصة بعد وفاة زوجى، فدائماً ما يوصوننى بالتحدث فى الفتاوى الاجتماعية البسيطة دون التطرق إلى أى شىء مثير.

■ وما أكثر الفتاوى التى جادلك فيها أبناؤك؟

ـ ما أتذكره أنهم نبهوا على بضرورة التحدث فى أمر إحدى الفتاوى عندما أجازت دار الإفتاء الفطر للاعبى المنتخب، بحجة أن الصيام مشقة وأنهم فى مهمة قومية، لذا طالبنى أبنائى بالتحدث فى تلك الفتوى، وبالفعل تطرقت إليها فى برامجى وقلت إن انتصاراتنا كلها كانت فى رمضان أثناء الصيام، لذا عارضت تلك الفتوى وبشدة.

■ ما الذى اختلف فى شخصيتك من أستاذة فقه مقارن بجامعة الأزهر إلى نجمة البرامج الدينية فى الفضائيات؟

ـ أنا دائما عنيفة وصلبة جداً خاصة مع بناتى، واهتممت بالناحية السلوكية قبل العلمية، وألقى محاضراتى بقمة الهدوء ومعروفة بصوتى العالى ولكن فى الحق، حتى إننى عندما عينت عميدة رُفضت من قبل علماء كثيرين، لأننى معروفة بقوة شخصيتى وحدثنى شيخ الأزهر فى أننى قاسية ولكنى أخبرته بأننى لا أقسو إلا فى الحق، فقمت بعمل صندوق القرض الحسن للعاملات فتغيرت فكرتهن عنى من الخوف إلى الإحساس بالأمومة، ولكن طبيعة شخصيتى قوية، وهو ما يظهر من خلال البرامج، حتى إن أصدقاء أزواج بناتى يسألونهم كيف تتعاملون مع تلك المرأة هل هى فعلاً قاسية وحادة مثل طريقة كلامها فى البرامج، فيردون «إنها أمنا ولا وجود لتلك القسوة»، لذا فأنا إنسانة قبل أن أكون أستاذة أو داعية فى الفضائيات.

■ هل تعرفين أن البعض يطلقون عليك داعية الصوت العالى؟

ـ نعم ولكن هذا بسبب الأسئلة التى تأتينى، فمعظمها تافه جداً، وعندما أرد على السائلة بصوت عال «هل ده سؤال» أستغفر ربى لأنى أعرف أن صوتى ارتفع كثيراً وانفعلت، مثلما حدث عندما سألتنى إحدى السيدات عن أن الضحك بصوت عال لزوجها يفسد الصوم أم لا.

■ ما موقفك تجاه دفع الزكاة فى المستشفيات خاصة أنك نصحتى الناس فى أحد برامجك بعدم التبرع لمستشفى سرطان الأطفال؟

ـ إحنا مع النفس الإنسانية والمرض، لذا نحبذ أن تتوجه الزكاة للمستشفيات حتى ولو كانت تعالج غير المسلمين لأنها فى النهاية نفس بشرية، ولكن بالنسبة للتبرع لمستشفيات بعينها فكلنا نعرف أن أغلب التبرعات يذهب إلى مستشفى ٥٧٣٥٧، فى الوقت الذى يحتاج فيه معهد الأورام إلى التبرعات أيضاً ولكنه غير قادر على عمل إعلان، ومن الطبيعى أن المستشفيات التى لديها المال الذى تعلن عن نفسها من خلاله بصراحة «ماسألش فيها»، لأن عندها فلوس.

■ وإذا دعيت للمشاركة فى أحد إعلاناتها مثلما فعل المفتى وبعض شيوخ الأزهر هل ستوافقين؟

ـ بالطبع لا «أنا ماعملش للمكان ده»، ولكن ممكن أن أساهم فى إعلان لمستشفى مثل أبوالريش للأطفال.

■ ما رأيك فيما وصلت إليه الداعيات فى مصر؟

ـ هناك فريقان، الأول خريجات الأزهر مثلى والدكتورة آمنة نصير، وعبلة الكحلاوى، والباقيات خريجات معاهد إعداد الدعاة، وأنا أطلب منهن أن يقتصر دورهن فى الدعوة على السيرة النبوية وليس الفتاوى، لأن ليس كل من درس فى معهد ٦ شهور أصبح له حق إصدار الفتاوى.

■ لماذا لم تتحدثى من قبل عن موضوع الشيعة فى مصر؟

ـ لأننى غير متعمقة فى تيارهم السياسى، والمشكلة بيننا وبينهم هى مشكلة سياسية بسبب إيران وليست مشكلة دينية، بدليل أننا فى الأزهر ندرس المنهج الشيعى، فلو كان خلافاً دينياً لما درسناه، ولكنه يحارب محاربة سياسية قد تصل إلى حد التشويه والتحذير منه، كما أنه يحارب من التيار السلفى ويسانده الصوفى، وهى كلها تفتيت للأمة، ولكن لا ننكر وجود الشيعة لأنهم غير معلن عنهم فقط.

■ فى رأيك أين حضارة الإسلام الآن؟

ـ أتساءل أنا أيضاً: أين بعد أن أصبحنا أمماً عالة على أمم تعبد الأصنام، مثل الصين واليابان، التى نستورد منها كل شىء حتى السبحة وفانوس رمضان، وأتمنى أن نفيق من غيبوبتنا ونقيم سلوكياتنا مع أنفسنا قبل أن نقيمها مع غيرنا.

■ وما رأيك فى إطلاق قنوات مسيحية مثلما حدث بعد بداية قناة «أغابى» التابعة للكنيسة؟

ـ ليس لدى أى اعتراض بشرط ألا تكون قنوات تبشيرية، ويقتصر دورها على توضيح أحكام المسيح وسلوكياته للشعب المسيحى، لأننى أحترم مبدأ المواطنة.

الحوار صوت وصورة على:

WWW.almasryonline.com/multimedia

اجمالي القراءات 6800