مقدمة
مع الاعتذار لاسم الفنانة الراحلة سعاد حسنى ، فلا شأن لها بهذا المقال.
الحكاية أن بعض الناس يعطى نفسه إسما مستعارا يختفى خلفه كما تختفى العاهرة خلف النقاب ، ثم يرسل لنا باسمه المستعار رسائل ( ظريفة ) موقنا أننا لن نتعرف عليه. وطالما أعطى لنفسه إسما مستعارا فمن حقنا أن نعطيه ما نشاء من أسماء . لذا إخترنا أن نسمى صاحب هذه الرسالة الظريفة المخيفة ( سعاد حسنى ). لن نتكرم عليه باعطائه اسما ثلاثيا فنقول ( سعاد حسنى مبارك ) تحاشيا من الدخول فى السياسة وتمسكا بقواعد الكياسة .
الأخ سعاد حسنى استعان بمقال كتبه شخص وهب حياته الدنيا للعن الأقباط ، وحين يمارس هذه الهواية فإنه يعطى نفسه إسما مستعارا يختلف قليلا عن اسمه الحقيقى الذى ينشر به فى بعض المواقع . وهذا الشخص سبق أن هاجمنى بنفس اسلوب (فرش الملاية ) فنجح فى أن يجعلنى أبتسم . وفى موجة الهجوم والتهديدات المعتادة بقتلى اندفع الأخ سعاد حسنى فبعث لى برسالة التهديد هذه مستشهدا بمقال الشخص المتيم والمهووس بلعن الأقباط . ولأن هذا الشخص ( القبطى ) (أقصد المهووس بلعن الأقباط ) يعطى نفسه هو الآخر إسما مستعارا فمن حقنا أن نسميه ما نشاء من أسماء ، ولقد قررنا أن نسميه ( مارى منيب ).
لا أعرف فى الحقيقة هل مارى منيب هو نفسه سعاد حسنى ، أو أن سعاد حسنى هو نفسه مارى منيب ، أم أنهما معا هو ميمى شكيب.
نقرأ رسالة سعاد حسنى وبعض مقال مارى منيب ، ثم ( نشوف شغلنا ).
أولا :
جاءنا على ايميلنا البيان الحربى التالى من الأخ سعاد حسنى :
Fri, August 6, 2010 6:01:43 PM
[ No Subject ]
From: Sherif Basiony
Add to Contacts
To: ahmed.mansour@ahl-alquran.com
________________________________________
أقسم بالله العظيم لو عثرت عليك ايها الخنزير سوف أقطع رأسك لتكون عبرة لكل من تسول لة نفسة سب رسول الله صلي الله علية وسلم أتمني من الله اني اقابلك وانا متفائل ان شاء الله سأبحث عنك حتي اجدك ووالله لن اتركك الا جثة هامدة يا خنزير يا خبيس
أحمد صبحى منصور : ذلك الذى ضل سعيه فى الحياة الدنيا .
بقلم / محمود القاعود
يتميز بغرور شديد لا يستأهله على الإطلاق ، يعتقد أنه ملك جوانب الحقيقة كلها ، يرى فى نفسه أعظم العظماء والكاتب الفلتة المعجزة الذى لم يرد له مثيل ، يعتبر رأيه قرآن لا يُعارضه أحد ، يُعانى من مرض مزمن اسمه ” الشهرة ” ، يُعطى لنفسه حق سب الصحابة ورواة الأحاديث ، وإذا رد عليه عالم أو كاتب بالمثل جُن جنونه ، وظل يصرخ ويولول ، وينتقد ثقافة الكاتب – أى الذى يُدحض افتراءاته – الواطية ، ويعوّل على تربيته الناقصة !
أحمد صبحى منصور : شخص معادى للإسلام وكاره له ، يظهر أنه يريد تنقية الإسلام من الخرافات ، وهو يريد هدم الإسلام .. درس فى الأزهر الشريف وحصل على الدكتوراة فى التاريخ الإسلامى من كلية اللغة العربية ، يتميز بفكره الإلحادى وإنكاره للسنة النبوية ، له مؤلفات تتهجم على أنبياء الله ، وبسبب أفكاره المنحرفة ، قام بعض طلبة جامعته بتقديم شكاوى ضده إلى عميد كلية اللغة العربية آنذاك الدكتور ” سعد ظلام ” ، الذى قدم تلك الشكاوى إلى إدارة الجامعة التى قامت بدورها بتشكيل مجلس تأديب لمنصور ، وصدر حكم المجلس التأديبى بإدانة أحمد صبحى منصور وفصله من الجامعة طبقاً للمادة 50 من قانون تطوير الأزهر والتى تمنع أن يكون هناك فكر منحرف داخل جامعة الأزهر ، وعندما شعر بقرب صدور قرار فصله بادر بتقديم استقالته إلى عميد الكلية ، إلا أن الاستقالة لم تُقبل ، وتم فصله بقرار مجلس الجامعة ، وجاء فى القرار أن فكرهُ الدينى غير صائب وغير مستقيم مع ما عُلم من الدين بالضرورة .
وبعد فصله دأب على مهاجمة الإسلام من خلال خطبه التى كان يُلقيها فى أحد المساجد ، وأخذ يُثير الشكوك حول السنة النبوية ، فسارع الناس بتقديم بلاغات ضده ، فقام الأمن بالقبض عليه وإيداعه السجن ، ثم قٌّدم للمحاكمة أمام محكمة أمن الدولة وقام بالتحقيق معه المستشار ” سعيد العشماوى ” صاحب الأفكار الضالة الشاذة ، ومن خلال العشماوى الذى تلاقت أفكاره مع أفكار منصور ، تمكن الأخير من الخروج من محبسه والسفر لأمريكا....)
ثانيا :
فى مجالات التعبير عن الرأى والفكر الاسلامى توجد أنماط مختلفة :
1ـ هناك عالم مجتهد يعرف الحق ولكنه لا يقوله خوف الاضطهاد فيحتفظ برأيه لنفسه ويكتم الحق الالهى . هذا الصنف ملعون إلا إذا تاب و أعلن الحق ، يقول رب العزة فى الكتاب العزيز (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) ( البقرة 159 : 160 ). أى ليس فى مجال الدعوة للحق منطقة وسطى ، إما أن تقول الحق كاملا عالى الصوت مستعدا للتضحية بكل شىء ،وإما أن تكتم الحق فتكون ملعونا ، وتلقى ربك ملعونا إن لم تتب و تعلن للناس خطأك وتقصيرك وتتدارك الأمر باعلان ما أخفيته وكتمته.
2ـ هناك عالم مجتهد يؤمن بما يقول ، ويعرف أن ما يقوله اجتهاد غير مسبوق يخالف المألوف وما وجدنا عليه آباءنا . لذا يستعد مقدما ومن البداية لمواجهة الاضطهاد بأن تتوفر لديه شجاعة تتفوق على الاضطهاد المنتظر حتى لا يتراجع أو ينتكس. ومن دلائل شجاعته أن يعلن عن اسمه وسيرة حياته وعنوانه ، وأن يواجه الناس بما يقول ، لا يخشى غير الله جل وعلا ، ولا يخشى فى الله جل وعلا لومة لائم ، ولا يطلب من الناس أجرا ، ولا يفرض عليهم رأيا ، ولا يهتم لو وافقته أو كرهته الأغلبية لأنه لا طموح دنيويا لديه . كل ما يهمه هو أن ينجو من اللعنة التى تحيق بمن يكتم الحق ، وأجره على الله جل وعلا فى الآخرة .
لذا لا يخشى الموت ، ليس فقط لأن الموت مصير كل انسان وأن كل انسان محكوم عليه بالموت ، وليس فقط لأن موته قد تقرر موعده ومكانه سلفا ولا يمكن لأى قوة فى العالم أن تميته قبل موعده أو أن تدفع عنه الموت فى موعده ، ولكن لسبب خاص جدا به هو دون غيره يجعله يجد فى الموت راحة وينتظره بلهفة ، هو أنه طالما باع الدنيا واشترى الآخرة وجعل فيها كل رصيده فهو يرجو لقاء ربه ليجد العدل والأمن والجزاء الحسن مقابل معاناته فى دنياه .
هذا الصنف ـ الذى يسير على السّنة الحقيقية للأنبياء داعيا للهداية ـ ليس معصوما من الخطأ فى اجتهاده أو تصرفاته . لكن لو أخطأ علميا فلديه شجاعة الاعتراف بالخطأ والرجوع للحق . وفى تصرفاته يسارع بالاعتذار لو جانبه الصواب .
وفى مواجهة الهجوم و حملات السّب واللعن و الاتهامات الظالمة وموجات التكفير الصيفية و الشتوية ، له إختيارات ثلاثة : أن يرفع صوته بالجهر بالسوء من القول لأنه مظلوم (لاَّ يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا)(النساء 148) ، وله الحق فى أن يرد السيئة بمثلها ، وله أن يعفو ويصفح وأجره على الله (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ) (الشورى 40 )، وفى كل الأحوال لا حرج عليه لو أخذ حقه وانتصر لنفسه طالما كان مظلوما (وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ ) ( الشورى 41 ) فالحرج والاثم والمؤاخذة هى على الظالم المتعدى (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ( الشورى 42 ) ، ومن يصفح ويعفو فهو صاحب المنزلة الكبرى (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ) ( الشورى 43 ) .
ولأنه بشر مظلوم وغير معصوم فإنه لا يلزم حالة واحدة ، مرة ينطلق لسانه ويكتب قلمه بالسوء من القول ، ومرة يرد السيئة بمثلها ومرة يعفو ويصفح . ولكنه فى كل الأحوال لا يتراجع ، بل يزيده الظلم والوعيد والتهديد إصرارا على الحق وتمنيا للموت فى سبيل الله عز وجل .
3 ـ هناك أعمدة الباطل ، يجمعون بين الجهل والتعدى والظلم وسوء الخلق ، يعجزون عن رد الحجة فيمسكون برقبة قائلها يسبونه ويشتمونه ويحرضون على قتله ويشيعون عليه الاتهامات الظالمة ، لأن الحق الذى يقوله يفضح جهلهم واتخاذهم الدين تجارة . هذا الصنف يدافع علنا عن مكانته ومناصبه وجاهه الذى لا يمكن ان يستمر إلا بنشر الجهل بين الناس ، وإخماد التنوير الدينى ليظل مقصدا للعوام فى امور الدين ، وليظل مطية للحكام فى التلاعب بالدين وإخضاع العوام بالدين . هذا الصنف مجبر على إعلان إسمه ومركزه لأن العوام تطلب منه الرد على العلماء المجتهدين فيضطر للرد بالاكليشيهات المكررة ويعززها بالسب واللعن والاتهامات المكررة أيضا .
هذا الصنف أحطّ من الذى يعرف الحق ويكتم الحق . فإذا كان الذى يكتم الحق ملعونا فان الذى يكتم الحق و يدافع عن الباطل ويضطهد من يقول الحق ويشترى بآيات الله جل وعلا ثمنا قليلا هو خصم لرب العزة . فالله جل وعلا أنزل الكتاب للهداية فقام هذا الصنف بتحويل كتاب الهداية الى إضلال للناس يشترى به ثمنا قليلا . لذلك فإن القاضى الأعظم يوم القيامة ـ مالك يوم الدين ـ جل وعلا سيكون لهم خصما ، لن يكلمهم ولن يزكيهم ، بل إن رب العزة سيتعجب من احتمالهم للعذاب وصبرهم على النار (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ) ( البقرة 174 : 175 ).
وستكون مفاجأة قاسية للرعاع والعوام ـ الذين اتبعوأ أولئك الأشياخ فى الدنيا ـ حين يجدون أشياخهم معهم فى النار . يومها ستتقلب وجوه أولئك العوام فى النار وهم يلعنون أشياخهم لأنهم كانوا السبب فى خلودهم فى النار ، يقول ربى جل وعلا (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا ) ( الأحزاب 66 : 68 ).
4 ـ هناك صنف من الظالمين يجمع بين الجهل والجبن ، تكاثر كالوباء فى عصر الانترنت ، لا يستطيع رد الحجة بل قد يعجز عن كتابة جملة عربية فصيحة ، ولا يستطيع أيضا الافصاح عن نفسه والتعبير عن مكنون قلبه ، فوجد الحل فى الانترنت ، يرسل الشتائم والسخائم والتهديدات بالقتل تحت إسم مستعار وهو مستخف تحت السرير. الى هذا الصنف ينتمى الأخ سعاد حسنى والأخ مارى منيب والأخ نيللى والأخ لبلبة والأخ نعيمة عاكف .. وما أكثرهم .
ثالثا :
هل يمكن أن تخيفنى تهديدات الأخ سعاد حسنى واخوانه ؟
1ـ فى قريتنا أبو حريز ، وحين كنت فى الخامسة عشر من عمرى ـ أى منذ 46 عاما ـ وقفت ضد الأضرحة المقدسة التى تنتمى الى عائلة عريقة فى الجبروت ـ وقتها ـ وأعلنت أنها أصنام يجب هدمها . لم أخف .. وكنت وقتها يتيما قليل الحيلة .
2ـ أصررت على بحث المسكوت عنه والممنوع من البحث ، وهو التصوف ، فى رسالتى للدكتوراة . وقلت ما أعتقده حقا معززا بمصادر التصوف نفسها وواجهت شيخ الأزهر وقتها عبد الحليم محمود ، وظللت فى المواجهة ثلاث سنوات لم أتنازل عن رأيى . كان بامكانهم تحويلى من مدرس مساعد الى كاتب بورقة موقعة من المشرف على الرسالة ـ والذى كان خصما لى ـ وهددونى بذلك فلم أخف . هم الذين خافوا . فقد أشاعوان أننى مدفوع من جهات أجنبية ، فذلك هو التفسير الوحيد الذى يعلل لهم تمسك مدرس مساعد برأيه وعدم خوفه من سلطان الشيوخ . هذا الاتهام الذى أذاعوه هم الذين صدقوه فخافوا من المساس بى وانتصرت عليهم .
3 ـ لم اخف حين واجهت السنيين الارهابيين فى الجامعة وفى المساجد وحتى فى المنطقة التى عشت فيها وهى المطرية المليئة ببؤر التطرف والارهاب .
3 / 1 : حول مسكنى فى المطرية بالقاهرة كانت هناك اربعة مساجد تتفانى فى تسليط ميكروفوناتها تعلن تكفير منكر السّنة ، وكنت أطل من شباك مسكنى فى الدور الأول الذى يواجه شارعين ، وأنا أكتب مقالات ، ويمر أمامى المتطرفون فى شبه مظاهرات لا يملكون الا القول ( اتق الله يا دكتور ).
3 / 2 : كنت أذهب الى طنطا لأخطب فى مسجد الدعوة للحق أهاجم السيد البدوى صاحب الضريح المشهور فى طنطا . السبب أنه بعد أن أصدرت كتابى الأول عام 1982 ، أفضح فيها حقيقة السيد البدوى ، هددنى أصحاب الضريح بالقتل فرددت على التهديد بالمجىء أول جمعة فى كل شهر لأخطب فى طنطا ذاتها متحديا .
3 / 3 : فيما بعد أعلنت فى هذا المسجد السّنى إنكار الشفاعة وإنكار خروج المسلم العاصى واستهزأت بالبخارى وأحاديثه ، فهاج السنيون وتنادوا الى عقد ندوة معى فى نفس المسجد ، وجاء لى التحذير من الحضور خوفا على حياتى فحضرت ، وحضر شيوخ كلية اصول الدين الذين تزعموا تكفيرى والافتاء بقتلى، وفى بداية حديثى قلت لهم إن من اعتقد العصمة فى البخارى فقد كفر ، فكانت ثورة كادوا فيها أن يبطشوا بى لولا أنقذنى القائمون على المسجد ، وصممت على اتمام المحاضرة فخرج المهاجمون محتجين ، ووقفوا يستمعون خارج المسجد ، وأنا أذكر أحاديث البخارى التى تطعن فى النبى عليه السلام ، ثم بدءوا يتسللون رجوعا للمسجد يستمعون فى هدوء وسكون ، فغضب شيوخ كلية اصول الدين وتركوا المسجد ، ورجعت الى بيتى منصورا .
3/ 4 : تكاثفت تهديدات أولئك الشيوخ لى ، وفى الرد عليهم صممت فى مجلس قسم التاريخ ـ وكنت أعمل مدرسا فى قسم التاريخ جامعة الأزهر ـ على أن أذهب منتدبا فى كلية أصول الدين فى طنطا ـ اى فى عقر دار الشيوخ الذين هددونى بالقتل. وخلال عام كامل كنت أعطى محاضرات اسبوعية أقول فيها ما يغيظهم ..ولم أخف ...هم الذين اختفوا وخافوا..
3 / 5 : بدءوا فى ملء طنطا بالاشاعات ضدى أملا فى أن يتطوع بعض المهووسين بقتلى حين آتى الى طنطا ، فرددت عليهم زيادة فى النكاية فيهم بأن أدخلت موضوعات العصمة و الشفاعة وعدم تفضيل خاتم النبيين على السابقين فى خطبى الشهرية فى مسجد طنطا .
3 / 6 ـ لجأوا الى إدارة الجامعة يكيدون لى ، وتكاثرت التهديدات من داخل إدراة الجامعة فرددت عليهم جميعا بتضمين تلك الموضوعات فى خمسة كتب قررتها على طلبتى فى جامعة الأزهر فى تسع كليات ، حيث كنت اعطى 21 محاضرة اسبوعيا . أحالونى للتحقيق وأوقفونى على العمل وجاءوا الى بيتى يطلبون منى التراجع و تصفية الموضوع منعا للاحراج فتحديتهم بالرفض ، ورددت عليهم بمذكرة أفضح جهلهم وكفرهم .
3 / 7 : وانتهى الأمر بالعزل من الجامعة فرددت عليهم بالتجول فى مساجد القاهرة أخطب وأعقد الندوات ، وجاءتنى تحذيرات أمن الدولة فرفضتها ، وانتهى الأمر بتحالف أمن الدولة والنظام والأزهر والاخوان والنفوذ السعودى ، وكلما دخلت مسجدا تتحول خطبتى الى معركة بين المؤيدين ( الذين أصبحوا رواد اهل القرآن ) والمعارضين ، وكل مرة اكتسب عددا من المعارضين يسيرون معى الى المسجد التالى ، ومن رحم هذه المواجهات الاسبوعية تكاثر عدد القرآنيين . وكل مرة أذهب فيها الى مسجد أنظر الى أطفالى مودعا واضعا فى الاعتبار أننى قد لا أرجع لهم وأن الارهابيين السّنيين سيقتلوننى .
3 / 8 : أخطر المواجهات حدثت قبيل اتخاذ القرار بالقبض علينا سيقتلوننى . كنا قد أنشأنا مسجدا فى منطقة الصحفيين بالعجوزة بالقاهرة ، وبعد مواجهات خطط السنيون ومعهم أمن الدولة لاخرجنا منه . ونجحوا ، وأطمعهم النجاح فى التدبير لمؤامرة أخرى هى قتلى . وهكذا بعد اعتزالى الخطابة جاء وفد من أهل الحى الذى فيه ذلك المسجد يدعونى لمناظرة فى نفس المسجد ،وذهبت عالما بالخطر ، فقد حذرنى مرشد أمن الدولة المعين لمراقبتى ـ وكنت قد استطعت استمالته وجعلته صديقا وأخا ـ ولذا فعندما تحولت المناظرة الى معركة حقيقية بالشوم والأسلحة البيضاء ، كان هو الذى أنقذنى، وكان قد وضع ابنه مسلحا بجنزير حديدى لحمايتى .
4 ـ كل ذلك فى الثمانينيات . ولا يتسع المجال للتوقف مع مآسى التسعينيات والمواجهة مع النظام نفسه .
5 ـ ولكن يبقى السؤال : هل يمكن أن أخاف الآن وقد تعديت الستين مشتاقا للقاء الله عز وجل بعد كل هذا الجهاد الذى أحتسبه عند الذى لا يخلف الوعدد والميعاد ؟ وهل يمكن أن أخاف وأنا الان مع أولادى اعيش آمنا فى أمريكا ؟ وهل يمكن أن تخيفنى بعد كل هذه التجارب والمواجهات ايميلات يبعثها سعاد حسنى او مارى منيب أو حتى ميمى شكيب ؟
ثم السؤال الأهم : هل توقفت عن الكتابة برغم كل موجات التهديد الموسمية الصيفية والشتوية ؟
ليس غرورا وليس فخرا ، بل هى حقيقة مجردة ملموسة ، على قدر علمى ـ لا يوجد عالم مسلم كتب مثلما كتبت من حيث الكم والعدد ( حوالى ألف مقال عادى ومقال بحثى وكتاب )ومن حيث الأفكار الجديدة غير المسبوقة . كل ذلك بفضل الله جل وعلا أولا وأخيرا ، ومن فضله جل وعلا وجود هذه التهديدات و الاضطهادات والتى أردّ عليها بالمزيد من الكتابة و المزيد من الاجتهاد. كلما ساء أدبهم زاد انتاجى العلمى .. وهى قسمة أرضاها لنفسى وأرضاها لهم . فى النهاية قد ينضب معينهم من السفالة والبذاءة ، ولكن البحث العلمى والقرآنى ليس له سقف أعلى ، إى إنه آجلا أو عاجلا سيستهلكون كل معاجم السفالة ، ولكن سأظل ما حييت ـ بعونه جل وعلا ـ أكتب الى الممات . ثم مرجعنا الى الحى القيوم ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون .. فقط أتمنى لهم أن يموتوا على اعتقادهم وأن اموت على اعتقادى ليعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون .